-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما تستأسد الأرانب!

جمال لعلامي
  • 1477
  • 2
عندما تستأسد الأرانب!
ح.م

بعض نواب “الموالاة” المقبورة “استأسدوا” على الحكومة التي ضاعت منهم كحتمية لتداعيات الحراك الشعبي الذي طالب بإعدام الموالين والمحسوبين على النظام السابق، والحال، أن من حقّ “ممثلي الشعب” مهاجمة الوزراء وجلد الحكومة جلدا مبرحا، لكن السؤال المطروح: هل ما حدث وقد يحدث لاحقا، هو صحوة ضمير، أم تصفية حسابات، أم محاولة لغسل العظام وتبييض الصورة، أم فعل معزول لمجموعة “متمرّدة” عن قياداتها منذ سنوات؟

انسلاخ النواب من “شعيب لخديم” الذي أوصلهم إلى برّ-لمان، هو الذي أغضب الشعب على هؤلاء وكرّههم فيه، وهو الذي انتهى في الأخير ما رفعه حراكيون من مطالب حلّ الهيئة التشريعية بعد ما التصقت بجسم السلطة “المكروهة” والمضروبة في شرعيتها ومشروعيتها نتيجة استحواذ “العصابة” على قرارها لفترة قاربت العشرين سنة!

ليس وليد اليوم، ولا هو سبق أو جديد، أن يهاجم نائب أو مجموعة نواب، الحكومة أو عدد من وزرائها، فقد سبق لنواب من المعارضة وحتى الموالاة نفسها، خلال السنوات الماضية، أن أطلقوا النار بشكل عشوائي على عدد من أعضاء الجهاز التنفيذي، لكن في كلّ مرّة كان الأمر يتبيّن بأنه مجرّد رصاص “فشينك” وبارود عرّاسي “يخلع سعيد من بعيد”!

اليوم، هناك فارق جديد، وهو نتائج الحراك السلمي، وكذا الشروع في “التغيير” تحضيرا لبناء “الجزائر الجديدة”، ولذلك، ربما يريد بعض النواب تغيير ما بأنفسهم حتى يتغيّر ما بأحزابهم، في مسعى لإنقاذ مسارهم مستقبلا والإفلات من الردم والهدم، في ظل بداية بروز ملامح طبقة سياسية جديدة، على أنقاض طبقة مترهّلة ومذمومة ومطاردة كـ”خاين السوق”!

لا يُمكن لأيّ كان أن يمنع النواب أو الوزراء من “التوبة” أو غسل عظامهم قربانا لمرحلة لا يجب أن تكون كسابقاتها، مثلما لا يُمكن لأيّ نائب في أيّ حزب كان، ولا لأيّ وزير مهما كان انتماؤه وإيديولوجيته وخلفياته وسوابقه ومواقفه القديمة والجديدة، أن “يلعبها” للمواطنين الذين يفرّقون جيّدا بين الغثّ والسمين، ويعرفون جيّدا “صلاحهم” ومن أين تؤكل الكتف أيضا!

لقد انتهى زمن “الهفّ” والضحك على الذقون والنصب والاحتيال وشراء الذمم واللعب والتلاعب بعواطف الزوالية، ولهذا على معشر النواب وكذلك الوزراء، أن يفهموا الدرس جيّدا، ويستوعبوا الذي حصل، ولا داعي أن تستأسد الأرانب وتلبس جلد الثعالب، حتى لا تتكرّر نفس الأخطاء فتتكرّر نفس النتائج والنهايات غير السعيدة، مثلما حدث لـ”كبار الدوار” القابعون وراء القضبان في قضايا مخجلة ومذلّة!

لا طائل للتمثيل على “فخامة الشعب” مجدّدا أمام كاميرات التليفزيون، ولا فائدة من الاصطناع والخدع السينمائية وفبركة المشاهد التي لم تعد تـُضحك ولا تبكي، فشرّ البلية ما يُضحك، وهمّ يضحك وهم يبكي!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • وذني محمد

    يحسن بهولاء النواب ان يكفروا عن ماضيهم البئيس بتمرير عمل حكومة الشعب والحراك،ريثما يتم استبدالهم عند حلول الانتخابات البرلمانية القادمة،فمزبلة التاريخ في انتظار من باع نفسه وخان الامانة.

  • سعودي

    ههههههه العنوان اضحكني عندما تستأسد الأرانب هههههههه يااخي جمال حفظك الله قبل ان تكتب ارحمنا