-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هل أضحت ظاهرة اجتماعية؟

عندما تقع مصاريف أهل العروس على كاهل العريس

نسيبة علال
  • 6466
  • 6
عندما تقع مصاريف أهل العروس على كاهل العريس
بريشة: فاتح بارة

أصبحت الكثير من الفتيات يعملن بمبدإ أقلهن مهرا أكثرهن بركة، ولكن ظاهريا فقط، وأغلب الظن للقبض على العريس وإغرائه في البداية، فلم تعد العائلات تشترط مهرا كبيرا لبناتها، بيد أن العريس يجد نفسه يتكبد تكاليف مضاعفة عن أنه دفع مهرا غاليا منذ البداية.

انتشرت مؤخرا ظاهرة لم تكن موجودة في المجتمع الجزائري قبل سنوات، فقد تخلت الفتيات الراغبات في الزواج تدريجيا عن طلب مهور غالية وتعجيزية، مثلما كان في السابق، رغم أن أعراس اليوم أصبح فيها من البريستيج والشكليات ما يكلف الملايين والملايين، فما سبب هذا التناقض الكبير.

في بعض المناطق من الوطن كمنطقة القبائل، لا يدفع الرجل مهرا إلى الفتاة التي يريدها زوجة له، إذ إن هناك مقولة شائعة يعمل بها الأمازيغ هناك، بمجرد قبولهم ومباركتهم للزواج، فيقول الوصي على الفتاة عبارة “اكسي وادي” (اُكْسُهَا وَخُذْهَا)، يعني ألبسها ووفر مستلزماتها وخذها عروسا لك.. قد يبدو هذا الأمر في البادئ، مناسبا ومعقولا جدا، ويراعي إمكانيات أي رجل راغب في الزواج أيا كان دخله أو مستواه الاجتماعي، ولكن في الواقع، وبالخصوص في وقتنا هذا، فإن العمل بمبدإ “اكسي وادي”، أصبح تعجيزيا أكثر من دفع مهر معلوم ومحدد، فبنات هذا الزمن لهن متطلباتهن الكثيرة، وأنواع الملابس التي يرغبن فيها وأدوات الزينة ومستحضرات التجميل، غير فتيات الماضي اللواتي كن يتفقن على طلب “الجبة البربرية، والبرنوس، وبعض قطع السكر والحناء.. يقول الوناس، شاب من القبائل الكبرى، مقبل على الزواج، ولديه محل لبيع العطور بالعاصمة، “.. تمنيت لو أنني دفعت مهرا وارتحت كما هو شائع، فمنذ خطبت وأنا أدفع بالتقسيط، مقابل ملابس السهرة، وملابس البيت، وملابس الخروج والأحذية والحقائب ومستحضرات التجميل، وحتى فواتير الحلاقة.. اقترب الزفاف ووجدتني أدفع أكثر من سبعين مليونا، ومازال..”.

عرسان يتكفلون بمصاريف أهل العروس

على الطريقة الأوروبية، تلح الكثير من الفتيات اليوم على الجمع بين حفل زفافها، والحفل الذي يقيمه زوجها، ذلك أنها لم تطلب مهرا كافيا يمكنها من شراء ملابس للتصدير، أو طلب حلويات وكذا، فيقع ذلك على عاتق الزوج، الذي ظن أنه قد دخل في صفقة مربحة، إلا أنه يجد نفسه يستأجر أغلى قاعة حفلات في المنطقة، لتسع ضيوفه المضاعفين من أهل العروس، فضلا عن مضاعفة كمية الحلويات والمشروبات، ووجبات العشاء، وحتى تبدو عروسه في أحلى حلة، فإنه مجبر كذلك على استئجار أجمل الملبوسات لأجلها، ودفع تكاليف الحلاقة. وهو ما حدث في زفاف إيمان، التي تفتخر بسرد تفاصيله علينا، تقول: “لم يطلب أبي مهرا، وذلك ما ضايقني كثيرا، خاصة أن عائلة زوجي استغلت حشمة أبي وقدمت خمسين ألف دينار فقط، ففكرت في استرجاع حقي دون تدمير هذه العلاقة التي انتظرتها طويلا”.. إيمان، كانت تستغل لقاءاتها مع خطيبها لشراء تجهيزات العروس، وطلبت منه أن يكون زفافهما بطابع غربي لإنقاص التكاليف، وتمكنت من التحايل عليه وإقناعه رغم رفض أهله في البداية، تقول: “لقد كلفته أضعاف قيمة المهر المطلوب، دون أن يشعر بأنه دفع مهرا غاليا..”.

وهذا الأسلوب في التحايل بات نهج الكثير من الفتيات الراغبات في الزواج، تقبل بمهر قليل في البداية، ثم تطول قائمة شروطها وطلباتها، البعض يكتفين، بطلب كبش سمين، لعشاء الزفاف، ودفع تكاليف الحلاقة والفستان الأبيض، والبعض تزيد طلباتهن بعد الخطبة إلى طلب أطقم من الذهب، أو كراء قاعة الحفلات، أو دفع تكاليف الماشطة والمصورين.

هذا، ولا تزال مناطق قليلة جدا من الوطن، من عاداتها وأعرافها ألا تطلب الفتاة لا مهرا نقديا ولا مساعدة ولا هدايا، وعليها أن ترضى بما يقدمه إليها العريس مهما كان بخسا، وأن تطلب تقواه والعيشة الهنية معه لا غير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بنت وهران

    اسفة ، لكن تحبون هذا النوع من النساء .

  • شخص

    يطلبن من الإمام في الجمعة الدعاء لهن بالزواج و عندما يأتيهن الخاطب (يسلخوه) !

  • molahid

    ببساطة ؛ يجب تيسير الزواج و إلا لن يتزوج أحد

  • تاتاءة عندها الزهر

    اقراي لو ياسين. في كل مرة يحتظر. ويعاونك. ويبقيك . على خير.
    800000دج×100=......

  • حزين في بلاد السعيد

    تحس روحك تتعامل مع أفاعي ماشي بني آدم من التحايل

  • محمد

    في البداية طلبوا مني الهنا...والآن فاقت المصاريف 80 مليون والعرس مزال....ويا ليتها تستحق كرهتلي حياتي أتمنى أن تأخذ كل شيئ وتتركني لي حالي لا أريد زواج ولا امرأة