-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما يدرك شهرزاد الصباح

عمار يزلي
  • 815
  • 12
عندما يدرك شهرزاد الصباح
ح.م

مع اقتراب موعد الحسم الرئاسي، ومهما كان الرئيس، تتسارع قوى الضغط في الشارع غير المنسجم باطنيا، المتناغم ظاهريا وتتزايد معها محاولات بعض الأحزاب اليائسة من المحيض، وبعض قوى “البغالة” التي لا تنجب، المغضوب عليها شعبيا، التي لا شعبية لها أصلا، لمسك العصا من الوسط أو من الطرف المعارض للسلطة القائمة، طمعا في كسب مودّة شارع وحَراك منقسم على نفسه متعدد المشارب، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.

 مع اقتراب هذا الموعد، تبدو القافلة تسير.. والبعض ينبح.. بل إن البعض صار “يهرّ” والبعض يعضّ، منهم تلك الفئة الضالة المبتورة من يرون أنفسهم “شعب فرنسا المختار”، وأنهم ما دام الحكم ليس لهم، فلا حكم لأحدٍ على أحد من دونهم، ولا انتخابات ما لم تكن أوراقها بين أيدينا نوزّعها كيف نشاء أو كيف “تشاء” الأم خلف البحر. هذه الأخيرة هي من تؤجّج الوضع بالدفاع عن التنصُّر والتمسيح والمرافعة عن التنصير المخالِف للقانون والمحرِّض على التفرقة بين الجزائريين.

اليوم، ذلك التحالف الباطني غير المفهوم – وإن كان مفهوما -بين بعض الإسلاميين ممن عانوا الأمرِّين مع النظام السابق وقياداته العسكرية المحسوبة على جيش فرنسا، وما اقترفوه من جرائم في حق الشعب ومن انتخِب في التسعينيات، وبين أعداء الأمس الذين شرَّبوهم العلقم ولا يزالون، اليوم، هذا “التحلُّف” المتخندق في نفس الفندق مع أعداء الأمس، هو تخندقٌ مع الداعين للتنصل من الديانة الإسلامية عوض أن يرفعوا في أوجههم فزاعة “الردة” التي يمتهنها هؤلاء، وكانوا، ولا يزالون يتحدَّثون عن تطبيق الشريعة والشرع في كل شيء بداية من قطع يد السارق والرجم.. فلِمَ لا يتحدثون عن المرتدين أو “المغطسين الجدد” أو “المطورنيين” (les retournés) أو “المتوريزيين”، (les naturalisés)، ويسكتون عن فتح الكنائس المسيحية الصهيونية البروتستنتية الإنجيلية؟ أم هو شركاء في الثُّلث؟

مع اقتراب موعد الحسم.. القافلة تسير والبعض ينبح.. معتقدين أن العواء ورنين النواقيس والأجراس ودقَّات المهاريس وأبواق السيارات، وأجراس الكنائس، سيرسم للشعب الجزائري خارطة طريق المستقبل بأعين فرنسا الأم الحنون.

هم الآن يعملون على التشكيك في كل القوانين والإجراءات: من مشروع قانون المحروقات إلى مشروع قانون المالية وباقي الإجراءات، والهدف زعزعة الاستقرار والثقة في بعض الشعب والبعض من قوم تُبَّع، ومن لم يستعمل يوما عقله إلا تابعا لمتبوع، وهم يعرفون أن 50 سنة المقبلة، وإلى غاية سنة 2070، لن تكون لهم، وعليهم الانتظار نصف قرن حتى ينتهي الجيل الثالث من جيل ما بعد الثورة. الإسلاميون كما العلمانيين، ليس لهم حظ اليوم في الحكم إلا ما حصلوا عليه كموظفين ثانويين وعمال في الصفوف الخلفية في قاعة الصلاة لمن يصلي، وفي الكنيسة لمن لا دين له ولا ملة. هذه حقائق سيعرفونها بعد فوات الأوان.

الإسلاميون، عليهم أن ينتظروا في قاعة الانتظار وفي قائمة الاحتياط حتى يتمكَّنوا من جمع الشعب على كلمة واحدة بعد خمسين سنة، أما البقية ممن أعلنوا انسلاخهم من جلدهم الوطني والديني وربطوا فكرهم ومصيرهم بفرنسا وملتها المأفونة، فعليهم أن ينتظروا الدهر كله، وأن يستمرّوا، إذا زايدوا وكابروا، في الصياح والنباح حتى تدرك زهر زاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • جلال

    لقد اخرجنا الاستعمار من ديارنا وظاهر علي إخراجنا فهذا واقع وهذا تاريخ ونحن لا نحقد على احد ولكن فقط نذكر لمن ألقى السمع وهو شهيد بأننا إذا نسينا فان الاستعمار لا ينسى وبان مغازلة عدو الأمس يجب أن تكون في حدود وان نكون واعون لما يخطط لنا وما يراد بنا ولا نقع في الغفلة حتى يقف فوق رؤوسنا قائلهم ويقول هانحن عدنا يا عميروش ها نحن عدنا يا ابن المهيدي ها نحن عدنا يا ابن بولعيد يجب أن تدفعنا غريزة البقاء إلي الاستناد على قاعدة قيمنا الاجتماعية الصلبة فان من يستسمح الأعادي يردونه بالغش والفساد.

  • جلال

    وهاكم صفعة أخرى لأصحاب الاندماج والإدماج مقولة ديغول في احد الوجوه السياسية المعروفة في عهد الثورة والاستقلال فقد سأله جون لاكونوري سنة 1958 لماذا لا تحترم فلان بينما نجده يشبهك فقد كنت رئيسا لحكومة فرنسا الحرة في المنفى في الأربعينات وهو اليوم رئيس حكومة الجزائر الحرة بالمنفى فأجابه ديغول قائلا: ثلاث صفات تجعل الهوة سحيقة والبون شاسعا بيني وبينه فانا لم أتزوج بعدوة (ألمانية) ولم أخاطب شعبي بلغة عدوي ولم أفتش عن هويتي الوطنية في المقابر.

  • جلال

    ومن ثم التأسف علي أيام الماضي الحلوة مع أسيادهم بالأمس لإدخال في روع الشعب أن حكم فرنسا كان جنة بالنسبة إلي ما يعيشه الشعب الآن من أزمات ومن ثم تبرير رجوع فرنسا إلي الجزائر بوسائل مختلفة وطرق متعددة كالشركات المختلطة وإنشاء أماكن اللهو والسياحة للتخدير ونشر الفساد والانحراف ولا شيء أسهل علي المستعمرين من إذلال شعب عبد لشهواته ضعيف في أخلاقه تابع لنزواته

  • جلال

    بياس, جوكس, وأيضا اميانس ناربون وكم من تجمعات للعار وكم من حركي وأبناء حركي محكوم عليهم كهذا بعد سنوات من الحرب الجزائر في أن يعيشوا حياة مواطن معزول (تعليق: مع أنهم فرنسيون ياللمهزلة جزاء سنمار) هذه عاقبة من يعتقد أن الاستعمار يريد مصلحة البلاد والعباد ألا يعتبر بعض الجزائريين من إخوانهم الحركي في فرنسا الذين ينظر إليهم علي أنهم من الدرجة العاشرة مع تجنسهم بل أن المهاجرين لأحسن منهم حالا فهذا حال الخائن ينبذ من كل جهة ومع ذلك نجد اليوم كثير من الخبثاء والخونة الذين تسربوا وتسللوا إلي أجهزة الحكم في غفلة تامة عن رقابة الشعب هم من جملة الذين خربوا هذا البلد لنشر الفوضى ومن ثم التأسف علي أيام

  • جلال

    أما الداخل فان حيطان العمارات تقطر رطوبة وهناك بعض الأثاث من الفورمكا لا توجد سخانات ولا عزل حراري يعيش في مخيمات أو تجمعات مثل هذه معظم عائلات قدامي الحركي وإذا كانت نسبة البطالة في فرنسا تصل إلي 12 بالمائة فإنها تصل في هذه التجمعات إلي 93 بالمائة ( كان ذلك في سنة 1987 م ) و في الطريق يطلب من الشباب بطاقة الإقامة مثل المهاجرين ولكن( ليس لنا الحق مثل المهاجرين كما يقول شباب الحركي في قروض السكن والعمل ).يستظهر شيخ معمم أمام انف احد الوزراء يده المعطوبة قائلا: انظر ذراعي ميت ! مشلول ! لقد كافحت في ألمانيا وكافحت في الجزائر ولقد قتل إخواني والآن تتركوني أتعفن ! يتبع

  • جلال

    هؤلاء الذين يرون أنفسهم (شعب فرنسا المختار) ماذا فعلت فرنسا لإخوانهم الحركة والقومية من قبل دعنا نلقي نظرة فيما جاء في جريدة لوفيجاروfigaro Le من باب شهد شاهد من أهلها جاء في التحقيق ما يلي:وينبغي علي المرء أن يلقي نظرة علي المخيم الحقير في جوك وبياس Bias قرب اكس أو نبروفنس أين يعيش الحركية لقد استقبلت مسيراتهم وإضرابهم عن الطعام بعدم الاكتراث التام لقد كانوا هناك يتجرعون كرامتهم المهدورة وآلامهم حيث يعيش الحركي وسط ارض خالية علي حافة ضاحية ريفية يقف ما ينيف علي العشرين عمارة عريضة من الاسمنت المسلح يفصلها نوع من الكابينات تشكل ما يسمي بالمر احيض أما الداخل فان حيطان العمارات تقطر رطوبة

  • محمد

    من كان سببا في قيام هذه الجماعات المرتدة أليس نظام الحكم الذي طبق حرية المعتقد حسب منظوره ليسمح بنشاط الانتهازيين وللمفسدين لنهب الأموال العامة من حق شعب عملوا على تجهيله وإغراقه في اللهو.من شرعن لإقامة الكنائس وفتح الوطن للحركات التنصيرية والصهيونية قصد إخماد صوت المساجد مع منع نداء الأذان لئلا ينزعجوا في بيوتهم؟أين كان قادة الدولة في الماضي والحاضر حين منحت مجانا لفرنسا مدخرات المحروقات.أين كانوا حين سمح للمجرمين منهم سرقة الخزينة العمومية تحت غطاء الامتيازات غير المشروعة؟لم ينتشر الفساد والخونة والمرتدين حتى في أيام رمضان جهارا إلا بتواطؤ السلطات القائمة منذ الاستقلال.ماذا عملوا لمقاومتهم

  • ahmed

    يعطيك الصحة استاذ.

  • احمد

    ويحك من اي بحر تغرف ,.؟
    لا فض فوك
    سكانار سياسي ونفسي واجتماعي مجاني .

  • قل الحق

    عندما تقرا موضوعا كهذا تكتشف انه رغم اسلوب السخرية فان العقل قد ادلى بكل ما اتاه الله من حكمة و تحليل موضوعي و علمي في اصل الازمة الجزائرية، كما تكتشف ايضا نفاق العلمانيين الذين لطالما صدعونا بمصطلحات العقل و العلم لكن كلامهم دائما لا يعدو ان يكون حديث زعماء دشرة لا زعماء دولة.

  • هيستيريا

    حالة من الهيستيريا أصابت أولائك الذين إستفادوا في حقبة الكادر و قبل ذلك بعقد من الزمن و خوفا من ضياع مكتسباتهم راحوا يطبقون مقولة جوزيف جوبلز : «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس» و الحقيقة تقال لقد إستطاعوا تضليل الكثير ممن لا يعرفهم

  • عبدالله FreeThink

    هههههه ، حجم الصراحة المفجعة للبعض هنا كبير جدا. لاننصح بالقراءة لذوي القلوب الحساسة التي تميل فقط للباطل... والأسلوب الساخر مع جدية المحتوى شيء مميز ...شكرا يا أستاذ.