-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن التدقيق اللغوي …أتحدث

حسن خليفة
  • 1387
  • 11
عن التدقيق اللغوي …أتحدث
ح.م

من يتابع نشرات الأخبار في فضائياتنا “يصطدم” بذلك الكمّ الكبير من الأخطاء، على اختلاف أنواعها وأصنافها : إملائية، نحوية، صرفية، تركيبية الخ . والأمر نفسه بالنسبة لكثير من صحفنا ووسائط إعلامنا الأخرى. وأما في الفضاء الأزرق فحدّث ولا حرج عن ذلك الركام الكبير من الأخطاء في المنشورات التي يدرجها أصحابها ، وبالأخص منهم بعض ذوي الأفكار الطيبة والمستويات العليا (دكتوراه فما أقلّ).

ولا يختلف الأمر كثيرا في الأطاريح الجامعية والكتب (المؤلفات) لبعض الأساتذة والأكاديميين والباحثين فكثيرا ما تكون اللغة “ضحية” حقيقية، ويكون جسمها الشريف محلّ طعن وسلخ مؤلمين. !!

ومهما كانت الأسباب في كل هذا الانتشار الكبير للأخطاء اللغوية، فإنه غير مقبول وغير مستساغ؛ خاصة وأن ثمة علاجا نافعا وفعالا ممكنا ومتاحا وهو “التدقيق اللغوي” الذي هو أحد الآليات المعمول بها ـ عالميا ـ ؛حيث يتابع خبراء ومختصون ومهتمون ، ذوو خبرة وإلمام ، يتابعون كل ما يُكتب ويُنشر أو يذاع (في الإذاعات والتلفزيونات) ويراجعونه ويصوّبونه ويصححونه قبل نشره وإذاعته، حتى يخرج سليما من كل عيب أو خطأ.

فهل هذا الأمر صعب على مؤسساتنا الإعلامية الوطنية: فضائيات كانت أو صحفا ومنابر إعلام أخرى ، كالمواقع والصفحات وأي منشورات من أي نوع كان.

لن يسمح هذا الحيّز المختصر بالحديث عن أنواع الأخطاء، ولكن ما لا بد منه هو الإشارة إلى بعض أنواعها على وجه الإجمال :
• الأخطاء اللغوية(النحوية والصرفية والإملائية )؛
• الأخطاء التركيبية باستخدام عبارات غير سليمة، تظهر الركاكة ـ بوضوح ـ من خلالها، وينحدر الأسلوب ليقترب من الدارجة؛
• خلو النص المقروء من الانسجام اللغوي في حدّه الأدنى بما يدخلنا في ‘لغة الخشب’ كما يُقال .
• وبالنسبة للنصوص المكتوبة الخُلوّ من علامات الترقيم التي هي أمر أساسي في الكتابة العلمية والإعلامية.
أتصوّر أن الحرص على السلامة اللغوية أمر غير مكلف وغير شاق، يحتاج فقط إلى رؤية صائبة لدى أصحاب المؤسسات الإعلامية والعلمية ، كما يحتاج إلى إرادة تحقيق النقاء اللغوي،والارتقاء إلى مستوى “الأناقة اللغوية” في كل ما يصدر من كلام ويُبثُّ ويُنشر من مواد إعلامية وعلمية في كل أشكالها : نشرات، برامج ، تحقيقات، وثائقيات، حوارات، وكذلك في الصحف والمجلات، كتب ..الخ.
فهل يعدّ ذلك أمرا معجزا أو شاقا ؟.

الجواب بالطبع لا، بل هو بسيط وممكن ومتاح، كما سبق أن قلنا. فما الذي يمنع المؤسسات؛ خاصة الكبيرة منها والمحترمة، أن يكون لديها مدققون لغويون محترفون يؤدون هذا العمل النبيل الرائق الرائع ويحفظون للغة سلامتها وجمالها وأناقتها، ومن ثم ّ يحفظون أذواق المستمعين والمشاهدين والقراء والقارئات .. وعقولهم؛ حيث تُتشرّب اللغة جميلة نقية كما هي ّ أو كما يجب أن تكون.

وأما بالنسبة للأطروحات والأبحاث الجامعية فإن التشديد على هذا الأمر واعتداده محورا مركزيا في التقييم والتقويم سيدفع من يهمهم الأمر إلى البحث عن مدققين ومراجعين متمكّنين(ومتمكّنات) يصلحون أبحاثهم ويقدمونها في حُلل قشيبة تزيدها السلامة اللغوية جمالا على جمال .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • العراب النبيل

    ان جل صحافيينا مع استثناء جد ضئيل، لا يدركون ان اللغة لها علاقة وطيدة بالتفكير فسلامة اللغة تسهم بقسط غير يسير في سلامة التفكير اذ قال كبار علماء اللغة على غرار ( لالاند ) ان اللغة بدون تفكير ميتة و التفكير بدون لغة جامد, و عليه فان ضيق اللغة ينعكس سلبا على الصحفي فياتي اسلوبه ركيكا ممقوتا ممجوجا، لا جاذبية فيه و بالتالي ينعكس سلبا على شخصيته المهنية فيسبب الاخفاق لمؤسسته الاعلامية برمتها،

  • العراب النبيل

    اخي الكريم من اجل اللغة في اعلامنا ( انشات صفحة خاصة لذلك، سميتها ب ( الرقيب اللغوي للاعلام و الصحافة ) و كنت من خلالها اتواصل مع جل قنواتنا التلفزيونية و قنواتنا العربية و بعض الجرائد و المجلات لتصويب كثير من الاخطاء التي تتعلق باللغة و الاسلوب و المنهجية، بما في ذلك قناة الجزيرة التي تحدثت عن عالم في الرياضيات و هي تكرر عبارة ( العالم الرياضي ) وجهت لها تنبيها بالتصويب الاصح و هو ( العالم الرياضياتي ) و ليس الرياضي،، صدقني و لا قناة تجاوبت معي، جلهم في الحضيض اللغوي لكنهم راضون بذلك, اخي الكريم اذا اسند الامر لغير اهله فانتظروا قيام الساعة,

  • العراب النبيل

    في اعلامنا ( الفاعل منصوب ) و المفعول به ( مرفوع ) و حروف الجر ناصبة وجوبا و لا علاقة للتمييز بالنصب و الفعل في اعلامنا قد ياتي مجرورا و الاسم في اعلامنا مجزوما وجوبا، في اعلامنا ترى ( النهار لكي ) عادي جدا و الركاكة في الاسلوب فن له رواده, ناهيك عن النطق السليم و اخراج الحروف احسن مخارجها , ناهيك عن فن الترقيم ( فلا فاصلة، و لا علامة استفهام و لا فصل منطقي بين الفقرات ) اخي الكريم موضوعك على اهمية كبيرة جدا،

  • العراب النبيل

    مع اننا امة اقرا لكن نحن لا نقرا بل و نعتبر ضبط اللغة و دقتها مجرد جزئية, ليس الا ,, اما عن الاعلام فحدث و لا حرج اذ يكفي ان تتابع الشريط المكتوب لكل قناة تلفزيونية عندنا، و سيبادر ذهنك اننا قوم عجم لا علاقة لنا باللغة العربية اصلا و مع اننا لم نتقن لغتنا الا اننا لا زلنا ندعوا لتعلم لغات اخرى، اعتقد انه من جملة اسباب تردي اللغة في اعلامنا، انما مرده لمعايير التوظيف في القنواة التلفزيونية و الجرائد و المجلات على وجه التحديد، توظيف بمعايير القرابة و المعريفة ( و,, و ،، ) لا بمعايير المستويات ،

  • HOCINE HECHAICHI

    عين الصواب .

  • HOCINE HECHAICHI

    عين الصواب

  • متفوق

    الأخطاء في اللغة العربية متعمدة و هي سياسة ممنهجة و بعيدة المدى تسعى لسلخ و إبعاد الفرد الجزائري عن لغته الأم عن طريق تشجيع إستخدام لغة هجينة و شاذة لتعوض شيئا فشيئا لغتنا العربية حتى تصبح لغة غريبة لا يفهمها الناس، هذا ماتشجعه جريدة وطنية مشبوهة التي تتعمد عن قصد إستخدام الدارجة و الألفاظ السوقية و لغة العنف في المقالات المنشورة على موقعها الإلكتروني .

  • محمد☪Mohamed

    في1984 كان هناك مؤثمر عالمي في جنيف , يحمل عنوانك (• الأخطاء اللغوية(النحوية والصرفية والإملائية )؛ للصحافيين .
    ثم توصل أنه المهم الصحافي يوصلنا المعلومة ,لذلك خلق عمل Correcteur langues وفقط.
    وأما الأطروحات والأبحاث الجامعية إذا كانت علمية المهم المحتوى , لكن أن ضذ التقييم والتقويم اللغوي لمحتوى علمي ,يستعمل الطالب حسب إمكانيته مدققين ومراجعين .
    وأنا مع معاقبة الصحافي في محتوى وصحة ماينشر وأن يتحول الصحافي رهينة لدى جهة حكومية أو مسؤول,وخوض مقال في عدم تخصصه ,وخطء الأرقام ونسب وتاريخ.

  • عبد الرحمن1

    هل بقي شيء في الجزائر يقوم على القواعد؟لقد تمّ تدمير جميع أنواع القواعد سواء كانت لغوية أو اقتصادية أو أخلاقية أو سياسية أومنطقية أو..!فكل القواعد تمّ تدميرها ومحوها من الوجود،وعوضنا كل ذلك بالغش،وما أدراك ما الغش.فقد صار قاعدة متينة يرتكز عليها الجميع،وما دون ذلك استثناء لا يقاس عليه. تطلب يا سيادة الأستاذ المحترم،أن يكون لكل مؤسسة مدقق لغوي يراقب ما يقال وما يٌكتب.وهل من الممكن العثور على مدقق لغوي،في وسط صحراء قاحلة سيطر عليها الغش من أقصاها إلى أقصاها؟فالجزائر تعيش أمية رهيبة،رغم المظاهر البراقة اللماعة، التي يظن البعض أنها التقدم و الازدهار و الرفاهية. ففي رأيي،نحن نعيش عصر ما قبل آدم!

  • شخص

    هؤلاء للأسف هم جيل بن غبريط !

  • نمام

    وزراء لا نعرف جلهم رغم انهم يملكون ويتصرفون في مصائرنا ويخططون لمستقبلنا يتعالون على عنوان امتنا ويسيئون لتاريخنا باستخدام لغة اجنبية ولا يتحدثون بالعربية وان نطقوا يستخدمون مفردات اجنبية وعامية التي زحفت حتى الائمة علىالمنابر و المذيعين وراء الميكرفون اخطاء كارثية نطقا و كتابة في الادارة وهذا خطرلا يقل عن الانهيار السياسي و الاقتصادي ونسمع في الهملة النتخابية من يتحدث عن انفصام بين الجامعة و المراحلا الاخرى التي تدرس بالعربية و الجامعة بالفرنسية بمعنى حظا اخر و تمديدا لساعات لغات اجنبية على حساب اللغة رافعين لغة العلم وهذابؤسنا ضياع السيادة على الارض بضرورة التبعية الاقتصادية و الثقافية