-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن “حقّ” القتلة في الحياة!

حسين لقرع
  • 1028
  • 7
عن “حقّ” القتلة في الحياة!
الشروق أونلاين

بمرور الأيام، تُثبت الوقائع والأحداث أن تجميد تنفيذ عقوبة الإعدام، كان إحدى أكبر الخطايا المرتَكبة بحقّ البلاد والعباد منذ أواخر 1993 إلى الآن.

27 سنة كاملة والمجرمون القتلة يمارسون جرائمهم بلا رادع ولا خوفٍ من العقاب؛ اختطافات كثيرة للأطفال والقصّر من الجنسين، يتبعها في الغالب انتهاك أعراضهم، ثم قتلهم والتنكيل بجثامينهم، قطعا وحرقا، وفي آخر المطاف، يُقبض على الجناة ويُحكم عليهم بالإعدام، لكنّ الأحكام لا تُنفَّذ؟!

الكثيرُ من المواطنين أصبحوا يتساءلون بغيظٍ ومرارة: ما فائدة عشرات أحكام الإعدام التي يُصدرها القضاءُ كل سنة إذا كانت لا تجد طريقها إلى التنفيذ؟ ولماذا تصرّ السلطات على تجاهل نداءاتهم الملحّة ودعواتهم المستمرّة إلى تطبيق القصاص بحقّ المجرمين القتلة؟

لقد جرَّبت البلاد تجميد تنفيذ هذه العقوبة الرادعة طيلة 27 سنة كاملة، استجابة لضغوط منظمات حقوق الإنسان الدولية التي دفعتها سنة 1993 إلى توقيع اتفاقية دولية لتجميد تنفيذ أحكام الإعدام، فكانت نتيجة “التجربة” وخيمة جدا؛ إذ تفشّت الجريمة بشكل مذهل، وأصبحت أخبارُ الاختطافات والقتل والتنكيل بالضحايا الأبرياء وقطعهم إلى أجزاء أو حرقهم، تملأ صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا يكاد يمرّ أسبوع إلا ونسمع بجريمة اختطاف أو قتل مروِّعة، أليس هذا أبلغ ردٍّ على المنظمات الحقوقية، الوطنية والدولية، التي لا تكفّ عن ذرف دموع التماسيح على “حقوق الإنسان”، وترافع بشراسة على الإلغاء النهائي لعقوبة الإعدام من القانون الجزائري، بذريعة أنها “عقوبة وحشية” و”اعتداءٌ على الحق في الحياة”؟! هل راعى القتلة حقّ ضحاياهم في الحياة حتى يدافع هؤلاء الحقوقيون المزعومون عن حياتهم؟! هل أصبحت حياة القتلة أغلى من حياة ضحاياهم الأبرياء؟!

الولاياتُ المتحدة الأمريكية نفسها، تطبّق عقوبة الإعدام إلى حدّ الساعة، ولا تلتفت إلى نعيق منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تدافع عن المجرمين القتلة، في سنة 2019 نفّذت أمريكا 22 حكما بالإعدام، أما الصين فهي أكبر بلدٍ يطبّق هذه العقوبة، وقد قرّرت بنغلاديش العودة إلى تطبيق القصاص بعد سنوات طويلة من تجميده لتأكّدها من قصُور عقوبة السجن في مكافحة الجريمة المستفحلة، وتتّجه تونس إلى اتخاذ القرار نفسه بعد 29 سنة من التجميد، فلماذا تصرّ الجزائر على الاستجابة لنعيق المنظمات الحقوقية التغريبية، وتصمّ أذنيها عن نداءات الملايين من مواطنيها ودعواتِهم الملحّة إلى تطبيق أحكام الإعدام؟

قيل قديما “من أمِن العقوبة أساء الأدب”، هذا المثلُ ينطبق على عتاة المجرمين الذين أضحوا لا يتردّدون في ارتكاب جرائم وحشية بحقِّ ضحاياهم الأبرياء، لأنّ قضاء سنوات طويلة في السجن ليس عقوبة رادعة لهم، هذه هي الحقيقة التي تسطع كالشمس بعد 27 سنة كاملة من تعويض الإعدام بالسجن. أليست هذه المدّة كافية للحكم على هذه “التجربة” بالفشل الذريع، وقطعِ دابر التردّد، واتخاذ قرار حاسم بالانسحاب من هذه الاتفاقية الدولية التي تسبّبت في تفشّي الإجرام ببلدنا، والعودة إلى تطبيق القصاص حرصا على حياة الأبرياء؟

نودّ أن ننبّه أخيرا إلى ضرورة تطبيق عقوبة الإعدام على كلّ قاتلٍ متعمِّد، وليس فقط على خاطفي الأطفال وقتلتِهم كما تروِّج بعض الأوساط الحقوقية والجمعوية على استحياء هذه الأيام.. الجريمة المستفحلة يجب أن تواجَه بضرب جميع المجرمين بيدٍ من حديد، وبلا تمييز أو انتقائية وكأننا نقول للمجرم: “إذا قتلت طفلا تُعدَم، وإذا قتلت راشدا يُحكَم عليك بالسجن فقط”.. طريقة “ويلٌ للمصلين” لن تنفع في محاربة تفشي الجريمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • mohamed

    الحاكم لا بد ان يكون صارما صرامة المجاهد المقاتل لامكان للعاطفة في ردع المجرمين و لا تقيد باي اتفاقية يهضم فيها حق الضحية ويخفف بها عن المجرمين .القاتل يقتل ان قتل عمدا فالنفس واحدة والحد واحد لا فرق بين قاتل الجنين وبين قاتل الشيخ المسن الحد واحد وهو قتل القاتل علنا وبحضور الجميع .طبعا هذا القصاص لن يحدث في الجزائر حتى يكون لنا حاما شرعيا اختاره الشعب عن طريق الصندوق ويحمل برنامجه هذا المشروع .اما اللصوص والمزورين فلن يتطرقوا الى هذا الموضوع ولن يطبقوه .لان الامر لا يعنيهم والشعب الى الجحيم

  • شاوي حر

    نعم ياخليفة
    ان هذه المحامية وشيعتها من عطل العمل بعقوبة الاعدام بدعوى وحشيتها ونسو وحشية المجرم تجاه الضحية عندما يزهق روحهاضلما وعدوانا ان عقوبة الاعدام هي عقوبة عادلة في مواجهة المجرمين وان كانت هذه المحامية وغيرها من المنضاماة المنضوية تحتها الصهيو حقوقية ترى في المجرم ضحية فندعو الله ان يسلط عليهم هائلاء المجرمين ونرى عندها كيف تكون مواقفهم منهم

  • dringol

    الادهى والامر ان هناك من يدافع عن القتلة و المجرمين بحجة حق القاتل في الحياة. أي منطق هذا . المجرم و القاتل بالاصرار و الترصد ثم التنكيل بالجثة لا يستحق الحياة لانه زهق حياة غيره. الاعدام للقتله

  • خليفة

    فعلا هناك من يعمل ضد تطبيق عقوبة الاعدام ،فقد سمعنا هذا الصباح من القناة الثالثة الناطقة بالفرنسية ،محامية في جمعية تدافع عن حقوق المرأة، سمعناها تقول: لا يجب الذهاب الى عقوبة الاعدام بل ينبعي الاكتفاء بالسجن ،و هذا كلام غريب يصدر من محامية تدافع عن المرأة المظلومة ،فعلا هناك جهات حقوقية علمانية لا تحبذ تطبيق عقوبة الاعدام بدعوى انها شنيعة و غير انسانية ،و لكن ماذا يقول هؤلاء عن شناعة الجراءم التي تحدث في مجتمعنا ؟ يبدو ان هؤلاء العلمانيين يتعاطفون مع المجرم اكثر مما يتعاطفون مع الضحية ،و هل هم ارحم و اعلم من رب العباد الذي قال (و لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب..) العاطفة لا تحمي الحقوق.

  • شاوي حر

    سلم قلمك ياأستاذ هاذالذي نريده بالضبط كأولياء وكشعب يريد حماية مستقبل بلده المهدد من طرف هاؤلاء المجرمين القتلة نعم استاذي الكريم ليس للمجرم الحق في الحياة بعد ان يزهق روح بريئة سواء اكان راشدا ام قاصرا يجب تنفيذ القصاص لانه حق مقدس للضحية ولايحق لأحد اصقاطه مهما كان موقعه ويجب على الدولة الانسحاب فورا ودون ترددمن هذه الاتفاقية الصهيو حقوقية التي كبلتنابها كبرنات فرنسا ومن بعدها العصابة لتدارك الامر قبل فوات الاوان وسيلعن التاريخ من وقعها وسيذكر التاريخ بخير من سيوقع الانسحاب منها

  • سليم القسنطيني

    بارك الله فيكم أستاذ حسين

  • جزايري حر

    سلم الله يمينك فيم خطه قلمك ... ففي هذا المقال ما يكفي ويشفي ...
    لاعقوبة ولا ردع ، تغول المجرمين والجريمة المنظمة والعصابات، ضياع هيبة الدولة، ترويع المجتمع وكثرة الآفات ومئات بل آلاف الضحايا...