عن دشرة “لقصور” و”عين ولمان”!

وسط شكوى المنتجين من غياب بيئة مناسبة لتصوير أعمالهم الرمضانية في الجزائر، تُطلّ علينا هذه السنة بعض المسلسلات الكوميدية والدرامية بمشاهد ساحرة من عمق الوطن، مشاهد تؤكد مرة أخرى أن العيب ليس في بلادنا ولا في مناظرها الخلابة والمتنوعة، إنما العيب في قصور نظر المنتجين وفي غياب إرادة سياسية لتحويل تلك المناطق إلى استوديوهات مفتوحة وقائمة بذاتها!
سلسلة مثل “باب الدشرة” ما كان لها أن تنجح كل هذا النجاح سوى لأنه تم تصويرها في دشرة لقصور بولاية برج بوعريريج، ولعل كاميرا وليد بوشباح نجحت في تقديم تلك المنطقة الجميلة جدا بشكل مختلف للجزائريين، بعدما كنا لا نسمع عنها سوى في نشرات الأخبار المحلية، وعن واقعها المزري وسكانها الطيبين الذين يعانون من ضيق المعيشة وقلّة الحال!
الأمر ذاته بالنسبة لمسلسل “لالا زينب” الذي تعرضه الشروق، حيث تم اختيار “عين ولمان”، ديكورا طبيعيا له، وقد نجح المسلسل ومنذ حلقاته الأولى في جذب الجمهور لتلك المناطق الخلابة، مبينا أن هنالك العديد من الولايات والبلديات التي يمكنها أن تتحول إلى بلاتوهات حقيقية لتصوير الأعمال الفنية، لكنها تحتاج فقط إلى إرادة حقيقية للتحول من مجرد مناطق للعبور الفني والسينمائي إلى صناعة!
الأمر الآخر، ما الذي يمكن أن يستفيد منه سكان دشرة “لقصور” بالبرج الآن؟ فالمتوقع أن المنطقة ستشهد قدوم المزيد من فرق التصوير لتنفيذ المزيد من الأعمال، مما يعني اهتماما متزايدا قد تترجمه السلطات المحلية بمنح المنطقة بعض حقوقها المهضومة في سبيل تمكين الشباب من مناصب شغل جديدة، الأمر الذي وقع في العديد من المناطق الريفية بالمغرب الشقيق وأيضا في تونس، حيث تحولت السينما إلى نعمة بالنسبة لهؤلاء ومصدر رزق دائم، أمر نتمنى تكراره في بلادنا قريبا، لعل وعسى نتخلص من التبعية للخارج ومن تبرير فشل بعض الأعمال بصعوبة تصويرها في مناطق بعيدة!