-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صوّر مؤثرة ومشاهد نادرة في المسيلة

“عياش” يجمع شمل المتضامنين حيّا وميّتا

أحمد قرطي
  • 6961
  • 8
“عياش” يجمع شمل المتضامنين حيّا وميّتا
ح.م
وداعا عياش

يتواصل فعل التضامن والتآزر من قبل المواطنين مع عائلة محجوبي، في الحوامد جنوب المسيلة، بعد الفاجعة الأليمة التي هزت الجزائريين بوفاة عياش داخل ماسورة حديدية في بئر بمنطقة أم الشمل، ولا تزال إن صح التعبير قوافل التضامن تصل تباعا إلى المنطقة، جماعات وفرادى حتى من جهات بعيدة.

ورغم نهاية الكابوس، نسبيا بدفن عياش، الذي خيم على الولاية والوطن ككل بعد بقاء الضحية عالقا ولم يتم انتشاله إلا بعد 9 أيام كاملة، إلا أن الكثير من المواطنين لا يزالون يصلون أم الشمل، خاصة وأن الكثير كانوا يأملون الحضور والمشاركة في مراسيم التشييع، إلا أن السرعة وضيق الوقت، لم يمنع هؤلاء من زيارة القرية ومواصلة دعم أفراد العائلة كل حسب استطاعته.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، وصلت الخميس، قافلة من عرش أولاد عمار من منطقة بريكة بولاية باتنة، أبى منظموها إلا الحضور وجلب طبق الشخشوخة لعشرات الأشخاص القادمين من مختلف أنحاء الوطن تخفيفا على العائلة ومساهمة منهم في إطعام الحاضرين، وصدقة جارية على روح الفقيد.

وفي نفس السياق، لم يمنع بعد المسافة من حضور شقيق الدكتورة عائشة طويسات التي توفيت قبل أسابيع بسبب مضاعفات لدغة عقرب في ولاية ورقلة، وأثار سوء التكفل بها، وتعليق وزير الصحة على وفاتها استياء الرأي العام، حيث تنقل شقيقها إلى غاية المسيلة لنقل تعازي عائلته وسكان ورقلة في هذا المصاب الجلل، في التفاتة رمزية تعكس التضامن الاجتماعي والإحساس بالآخر. كما بادرت في نفس السياق جمعية راديوز بتكريم والد عياش بحضور بعض من نجوم كرة القدم في الثمانينيات والتسعينيات. كما حل عشرات الأشخاص من ولايات بعيدة على غرار سوق أهراس، وهرن، البويرة، بسكرة، الوادي وغيرها من الجهات، وحتى من خارج الوطن، من أجل تقديم التعازي والوقوف مع عائلة محجوبي.

وساهمت هذه المبادرات التضامنية المعنوية، في التخفيف من مأساة الشاب عياش، الذين أثنوا كثيرا على وقوف مختلف شرائح المجتمع معهم في هذه المحنة وتحمل مشقة التعب والسهر والجوع وتسخير عتادهم وآلياتهم، منذ اليوم الأول للحادثة، إلى غاية النهاية، وهو ما تجلى في الحشود البشرية التي لم تتخل عن عائلة محجوبي، في إشارة تؤكد تجذر الفعل الخيري والتضامني بين أبناء الوطن الواحد.

ورغم الألم الداخلي بفقدان عياش بتلك الطريقة التي سببت تعاطفا لافتا وصنعت الرأي العام الوطني وتحولت إلى القضية الأولى لدى الجميع بالنظر إلى طول مدة بقاء الضحية داخل الماسورة والصعوبات التي واجهها فريق الإنقاذ، إلا أن والد شهيد البئر إن صح القول، بدا صابرا مؤمنا بقضاء الله وقدره، خاصة بعد الهبة التضامنية الواسعة والدعم المعنوي، وهو ما جعل المجاهد عيسى محجوبي يعتبر بأن فلذة كبده لم يعد ابنه لوحده وإنما ابن الشعب الجزائري، وأن الكل أبناؤه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عجب

    رايحين ترجعوه شى غيفارا والسيد الله يرحمو زلق وطاح في بير كما يطبح اي واحد
    وكاين الاف والاف والاف ماتوا بل قتلوا من وقت التسعينات الى اليوم وبطريقة ابشع ولا احد تكلم عنهم ومنهم من لم يجد اهله جثته الى اليوم والله
    طريقتكم في تضخيم موت هذا الشاب تستفز عائلات هؤلاء المنسيين
    شعب يجعل من الحبة قبة ..وكاين قبات قدام عينيه مايشوفهاش

  • s.abdallah

    اللهم تغمد روحه واحقه بالصالحين..والله لقد تاثرنا كثيرا بهه الفاجعة التي المت بعائلته كما المت بنا جميعا خصوصا بقاءه مدة09 ايام كاملة داخل الماسورة...وبالمقابل الشيء التي افرحني واثلج قلبي هو ذلك التضامن النتقطع النظير بين ابناء الوطن الواحد (لا دخل للسلطة هنا) الذين هبوا للوقوف مع عائلة الفقيد وهذا رغم ما يقال عن الجزائريين بانهم انانيون ...ها هي هذه الماساة تكذب وتفضح ما يقال عن الشعب الجزائري البطل في مثل هذه المواقف..فشكرا لكم يا اخواني من شمال البلاد الى جنوبها ومن شرقها الى غربها

  • tablati elhor

    رحمه الله و رزق اهله الصبر انا لله و انا اليه راجعون ....لكن لا بد من تحقيق دقيق المسئلة غريبة

  • جزائري

    الشخصية الجزائرية شخصية غريبة الأطوار أو لنكن أكثر صراحة هي شخصية منفصلة! ل أدري أفهم كيف أن الجزائريين يتعاملون مع بعضهم البعض في يومياتهم بمنطق طاق على من طاق وبلا رحمة بل حتى القتل والجريمة. ثم نرى كيف انهم يبدون متضامنين في مشاهد لا تصدق بالنظر إلى ما يحدث يوميا في تعاملات الجزائريين مع بعضهم البعض. هل نعاني انفصاما في الشخصية ام ما تفسير هكذا ظاهرة! ؟

  • أحمد .الجزائري

    أثبتت مصيبة الشاب "عياش " أنَّ وحدة وتضامن الشعب الجزائري خِصْلَة متجذرة في بنيان هذا المجتمع، لايسمح لأيٍّ كان اللعب عليه ، لأنه ركيزة قوة هذا المجتمع عبر التايخ ، فعلى الجميع المحافظة على هذا الكنز الذي تفتقده الكثير من المجتمعات . رحم الله الشاب " عياش " وأسكنه فسيح جنانه و رزق أهله جميل الصبر ، وعظيم الأجر. " آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين "

  • أحمد .الجزائري

    مصيبة عياش تؤكد أنَّ وحدة وتضامن الشعب الجزائري خط أحمر لايسمح لأيٍّ اللعب عليه ، لأنه هو قوة الجزائر منذ تاريخها الطويل ، فعلى الجميع المحافظة على الكنز الذي تفتقده الكثير من المجتمعات . رحم الله الشاب عياش وأسكنه فسيح جنانه ورزق أهله جميل الصبر وعظيم الأجر . " آمـــــــــــــــــــــــــــــين "

  • صوفي أشعري

    أولا, رحمه الله رحمة واسعة

    ثانيا, أشكر سيادة الوالي وأفراد الحماية المدنية على ما قاموا به من مجهود في سبيل استخراج المرحوم.

    كما ولا أنسى شكر فخامة رئيس الجمهورية على ما يقوم به من سهر على الرعية وشؤونهم. إن شاء الله يطول عمرك سيدي الرئيس وتمتعنا بعهدة خامسة وسادسة.

    وأخيرا يجب الحذر من الوهابية المدخلية الفركوسية البلحاجية الحمداشية الإخوانية القطبية...فهم يستغلون الحادثة لزعزعة الأمن.

  • عمر

    المشكل أنه لو حضر المسؤولون وبينوا للشعب أن المواطن له قيمة حيا أو ميتا فلا يهم إذا أخرجوا العياشي ميتا، ولكن تقاعس المسؤولين وعدم اهتمامهم لأن الزوالي يبقى محقورا في بلاد العزة والكرامة هذا الذي ينرفز الشعب، ولو كان من سقط في الحفرة ابن مسؤول لتغيرت الحكاية وطلبوا الأجانب خلال ساعات! ربي وكيل المسؤولين وعند الله عقاب شديد، وربي يرحم خونا العياشي ويصبر أهله!