-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عيد رغم الجراح

صالح عوض
  • 592
  • 1
عيد رغم الجراح

في كل مكان على وجه المعمورة يواجه المسلمون حملات تشويه عنصرية منظمة وتواجه بلدانهم اعتداءات متكررة متنوعة من قبل الاستعماريين الغربيين وتتعرض حياتهم للأخطار والتهديد المستمر.. إلا أن الأمة مازالت بكل عافيتها وعنفوانها ولم ترفع الراية البيضاء لعدوها. فما هو السبب؟
في حياة الشعوب الحية والأمم الرسالية محطات لشحذ الهمم واستنهاض الأرواح من تراكم الاعياء.. وفي فلسفة الشعوب المستقرة في وجدانها تراكبية المعتقد مع السلوك الاجتماعي الجامع تبدو الأمور أقوى من التفسير وأرسخ من الجبال الرواسي.
فهذا هو يوم عيد الأضحى فما أنبل هذه الرسالة التي تجعل للتضحية يوما في العام تمجد فيه ويتقدم الناس بفرح ومحبة ينفقون من أموالهم تأكيدا على المعنى الكبير.. وفي هذا السياق نكتشف أحد أهم عناصر البقاء لأمتنا التي تعرضت ومازالت لأبشع عمليات الإبادة المعنوية والمادية.
إنها التضحية، سبيل النهوض الرئيس، وإن أمة تعودت أن تقدم التضحية وتمجدها هي أمة بلا شك تختزن بذور الانتصار واحتمالات الفوز والسيادة وهذا المعنى الكبير.. ولعلنا ونحن نقترب من التأكيد على بعد التضحية في حياة الشعوب نقترب في الوقت نفسه من عملية تربوية عميقة القصد منها تحطيم الأنانية المفرطة وتكسير السلبية ونبذ الانطوائية.. وهنا نرفع من دور التضحية.
إن الجانب المادي في التضحية مقصود بلا شك لأن العواطف المنحازة إلى أبي الأنبياء في قيامه بالتضحية لا تفعل شيئا فلابد من التدريب العملي على القيام بإنفاق المال لأن ذلك هو التطويع للنفس وتحويل السلوك الفردي إلى نهج جماعي.
أجل مازالت الرسالة تمنحنا بعناصر البقاء والصمود والنهضة وما أحوجنا في هذا الزمن إلى هذه العناصر لكي نحدث التوازن الاستراتيجي بيننا والعدو الذي يمتلك من القوى المادية ما هو أكثر كثيرا منا.. لكنه فاقد لحس اجتماعي قائم على عناصر إنسانية بل هو مغرق في الأنانية وتفسير الأشياء جميعا تفسير مادي وحتى الدين لديه يخضع لطقوس مادية تشرف عليها شركات رأس المال الغربي.
إن دموعا تسيح وجراحا ترعف وقلوبا مكلومة وأمهات ثكلى ونساء أرامل وأطفالا أيتاما.. هذا هو الذي يلون المشهد في عالمنا العربي لاسيما المشرق العربي الحزين: في فلسطين وجوارها.. ولم تعد بحارنا لنا فلقد دخل الأعداء على اقتسامها ولم يعد بأيدينا القدرة على وقف النزف الخطير لثرواتنا ومستقبلنا.. رغم ذلك كله فإن أمتنا مازالت حية وكل عناصر القوة كامنة فيها وستجد سبيلها نحو الانتصار بمجرد أن يصحو قادتها أو يستبدلوا بمن هم خير وحينها تتوازن الدنيا وتتصوب الاتجاهات نحو حياة إنسانية كريمة قائمة على الخير والعدل والرحمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • RG

    المضحي الوحيد في هذا العيد هو الذبيحة المسكينة
    التي تجاهلت ذكرها تماما كونها حيوانات تشعر و تخاف
    منذ طفولتي كنت أشعر بأنه هناك شيئ ليس على ما يرام في كل هذه الطقوس
    وهذا لا يعني أنني غافل عن عيوب الأجناس الاخرى
    لكن لا مجال للمقارنة بين الأجناس في هذه المواضيع
    فأنا أتبع عقلي فقط وما أراه صواب
    أول شعور ينتابني هو الضيق
    عندما أقرء مثل هكذا مقالات
    أفهم بأنني أتعرض إلى عملية خلط و تشتيت الذهنية
    والنتجة عند نهاية كل مقال توهم القارء المسلم على نه ملاك بأجنحته
    كالعادة تحاولون تقديس أنفسكم
    كـ مسلمين غير المسلمين
    كـ وطنيين غير الوطنيين
    كـ كرماء غير الكرماء
    كـ أجناس غير الأجناس