عيسى نكاف: الشعر صار حديث الصالونات والمثقفون جبناء

قال الشاعر عيسى نكاف إن دخوله أول تجربة روائية له في “لم أقل شيئا عن أمي” جاء من باب التجريب لأن الشعر عاجز عن احتواء مشاعر الطفولة، حيث كشف في حديثه عن سيرة ذاتية أقدم من خلالها على تعرية تاريخ عائلته حتى البشع منه أمام القراء، وأضاف نكاف في حديث للشروق أن توجهه لكتابة الرواية لا يعني أبدا أنه ترك الشعر بدليل أنه ينتظر الأيام القادمة صدور ديوان جديد بعنوان “عندما يأتي الشعر يأتي الشعراء”، حيث يوجه فيه رسائل تحية لكوكبة من الأسماء الشعرية التي برزت في الثمانينات على غرار سليمان جوادي إبراهيم صديقي بوزيد حرز الله عيسى لحليح ورابح ظريف وغيرهم، مؤكدا أنه يفضل مدح الشعراء عن مدح السلاطين والأمراء، وأضاف المتحدث أن ولوجه لعالم الرواية منحه عودة قوية للشعر الذي صار يكتبه بجماليات أكبر.

ورغم بقاءه وفيا للشعر أوضح عيسى نكاف أن الشعر لم يعد هاجسا ثقافيا جماعيا، بحيث انحصر حضوره وصار حديث الصالونات والدوائر الضيقة.

وكشف الشاعر أنه بصدد خوض تجربتي في كتابة الرواية يتعلق الأمر بنص”لوحات جديدة” يستحضر فيها مواقف عدد من المثقفين في العشرية السوداء ورحيل البعض منهم علولة والطاهر جاووت وانتحار البعض منهم أمثال فاروق أسميرة وعبد اللهب بوخالفة، أما النص الثاني”موطئ قدم” الذي يتحدث فيه عن استيلاء عدد من قدماء الثوار ومحاربي نوفمبر على أملاك المعمرين الذين غادروا الجزائر عشية الاستقلال.

وفي السياق ذاته دعا نكاف المثقفين إلى لعب أدوارهم والابتعاد عن “التخلاط” والمشاحنات، واعتبر المتحدث أن تأسيس بيت الشعر بادرة جميلة بإمكانها أن تكون نافذة يطل عبرها الكتاب، خاصة مع أزمة اتحاد الكتاب، حيث دعا صاحب “اقانيم البياض” شقرة إلى التخلي عن كرسي الاتحاد وتنظيم انتخابات وتجديد المكتب، حيث أشار المتحدث أنه من العيب أن ينتقد المثقفون السياسيين المتمسكين بالكراسي وهم يأتون نفس الفعل، مؤكدا أن المثقف الذي يبدو اليوم غير مباليا قد يندم لاحقا لأنه لم يستغل هذه اللحظة التاريخية.

من جهة أخرى قال رئيس بيت الشعر في الشلف إن المثقف مهمش بمجرد أن يخرج من العاصمة، بحيث لا تتوفر فضاءات اللقاء ولا الاهتمام بمثقفي الداخل، بدليل أنه ينتظر لقاء الوزير ميهوبي بعد عدة طلبات مقابلة دون أن يتحقق له ذلك.