-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“عيّاش”… مات واقف!

جمال لعلامي
  • 2509
  • 7
“عيّاش”… مات واقف!

بلا تأويل ولا تهويل ولا تقليل، يجب القول أن مأساة المسيلة هي من “التبهديل”، وكان بالإمكان للسلطات المحلية والنواب والمنتخبين والأحزاب، بهذه الولاية، أن “يستثمروا” في قضية عياش رحه الله، لكن الظاهر أنهم لا يعرفون سوى الاستثمار في أمور أخرى، وهو ما فضحهم في عيون المواطنين، وأدخلهم جميعا قفص الاتهام بعد ما فشلوا فشلا ذريعا في تسيير الملف!
من الطبيعي أن ينفجر المتضامنون في وجه المسؤولين الذين برعوا في التمثيل والتقاعس والإهمال واللامبالاة والتسيّب، ومن البديهي أن يتساءل الغاضبون إن كانت نفس الوضعية ستحدث لو تعلق الأمر بـ”وليد قمقوم”؟ ولماذا لا يأبه الوالي ورئيس الدائرة والمير والمدير، لمعاناة المواطن، إلاّ إذا سقط الفأس على الرأس، وإلاّ إذا جاءه “التلفون” أو “القزول” من الفوق؟
للأسف، لا يتحرّك المعينون بهدف التحرك، إلاّ إذا وقعت المصيبة، ولعلّ حادثة الشاب عياش بأمّ الشمل التي لمّت شمل المواطنين والمتضامنين، ليس من ولاية المسيلة فقط، وإنما من كل الولايات، تبقى نموذجا حيّا لتآخي الجزائريين، ونموذجا أيضا لتراخي المسؤولين وعدم اكتراثهم بالكارثة إلاّ إذا بلغت مكاتبهم أو بيوتهم وشعروا بأنهم في فم المدفع!
عندما يطرد الغاضبون “اللجنة الوزارية” من الميدان، فهذا تحصيل حاصل، لأن اللجنة لم تأت إلاّ بعد أن تحوّلت فضية المرحوم عياش، إلى قضية رأي عام، وكان الأجدر بهذه اللجنة أن تنزل إلى المسيلة، عندما كانت القضية “قضية حياة أو موت”، أمّا الآن وقد توفي المسكين، فما جدوى “التحقيق”، وما الفائدة من تعليق عرجون تمر للضحية، بينما كان مشتاقا “تمرة” عندما كان حيّا؟
من حقّ غاضبين أن يُقارنوا بين “حفرة بن عكنون”، و”بئر عيّاش”، ففي الأولى قامت الدنيا ولم تقعد، ليلا نهارا، وفي الثانية قامت كذلك، لكن كانت من جانب واحد، ولولا تآزر المواطنين من مختلف الشرائح والأعمار، لربما لما سمع أحد بسقوط “العيّاشي”، إلى أن يتمّ اكتشافه إمّا بالصدفة، أو تتعرّض مأساته إلى التعتيم والغلق والتعويم!
عيّاش ما هو إلاّ واحد من “العياشين” المتألمين والمهددين بمختلف بقاع الجزائر العميقة، وهو واحد من “الأحياء الأموات”، قبل أن يتغمده ربّ العالمين برحمته الواسعة، وكان بالإمكان أن يسقط غيره في هذا الأنبوب الملعون، مثلما سقط وسيسقط إلى أن يثبت العكس، ضحايا آخرون في أنابيب مشابهة وحفر ووديان ومجار مائية، ما لم يتمّ لملمة الفضائح التي تعصف بمسؤولين في عديد البلديات والولايات والمداشر!
..ها هو عياش “مات واقف”، في رسالة إلى هؤلاء وأولئك، فرجاء “خافوا ربي”، يا أيها المسؤولين الذين “ما تخافوش ربي”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • بلعايبة رابح

    رحم الله الشاب عياش واسكنه فسيح جنانه. وقد اخرجوا جثته منذ قليل.... رجال الحماية المدنية، رجال الدرك الابطال، المواطنون الشرفاء، الشعب الجزائري الكادح من 48 ولاية بالتمام والكمال، كلهم رموز الشموخ والانفة والتضامن وحب الجزائر والتضامن مع بعضهم في السراء والضراء.لعل الكذب الفتاك والافك الطنان يزول تدريجيا من افواه نوابنا المنافقين(ولا استثني فيهم احدا) وولاة امورنا المتهورين الذين اتخذوا بطانات سوء تزودهم بالاخبار الكاذبة والتجني على شرفاء هذه الولاية الشاسعة العتيدة.، اللهم يا رب العزة اكشف المستور عن نوابنا الصعاليك وابخسهم واحشرهم مع من وصفتهم بزمرة الدرك الاسفال في النار، اللهم ارجمهم.

  • راي مخالف

    صاحب التعليق رقم 05: قلة الحياء سمة ابدية في كل من ينوب عن هذه الولاية المنكوبة بفعل نكبات نخبها الطماعة والكذابة، نهار الامس تناطح الشيخ النوي-صاحب برنامج طالع هابط- وهو في الاصل من ابناء الحضنة مع النائب البرلماني المطرفي الاستاذ الدكتور بوداود زين الدين ابن قزدارة، لو يريد احدهم اعداد اطروحة حول الكذب المنمق بشتى التوابل سيجد هذا البوداوود حاضرا، وكان يوهمنا في جامعة المسيلة بقسم التربية الرياضية انه سيكون وزيرا للرياضة والشبيبة في عهدته الاولى لغاية نهايتها، واذاعة الحضنة منبرا له وقد الحق عديد موظفيها واصبحوا بقدرة قادر دكاترة، فكيف يتكلم عن التسيب بهذه الولاية وهو لا ياتيها الا لماما.

  • نوائب المسيلة

    نوائب المسيلة هم نوابهان والذين نالوا هذه الصفة لكونهم غير شرعيين، نواب الشكارة والعشيرة والقبيلة والبقارة في زمن الحقارة. نواب المسيلة انتهازيون بدرجة مشرف جدا، نواب المسيلة يعيشون تخمة الشخشوخة الحارة بالكسبر المعطر والتوابل، نواب المسيلة يشعلون نار الفتنة على كل من يسائلهم، نواب المسيلةن كل واحد منهم يكذب على عشيرته بانه سيكون وزيرا في الحكومة المقبلة، نواب المسيلة نذر شؤم تخاف البوم طلعتهم. وفاة الشاب عياش هزت كيان العالم يا عالم، لكنها لم تحرك مشاعر نواب النوائب، لان شعورهم فقط بالمال الساحت والسحت، يمسحون الموس في الوالي الولاية وهم الذين يغالطونه في كل شيئ. اللهم اسحقهم وارجمهم رجما.

  • بن يطو ابراهيم-اشبيليا

    الله يرحم الشاب عياش من بلدية لحمايد ضمن ربوع ولاية المسيلة، ويسكنه فسيح الجنات ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. والله ولاية المسيلة التي نحن منها واليها ونعتز بانتمائنا لهاك معنويا ووجدانيا وروحيا ومكانيا. ما رايك اخ جمال لعلامي في طريق اشبيليا-الجامعة-وسط المدينة: السياقة منذ الساعة السادسة صباحا لغاية الثامنة ليلا وكانك في طريق سيار وامام اعين رجال الشرطة والحوادث يوميا على هذا المحور، وما رايك في كتل من الاسمنت المسلح على مرتفع الجسر الرابط بين اشبيليا والمدينة وفوق تراب متحرك لو تسقط امطار لكانت هوت هذه الكتل ودمرت قطار المدينة بمن فيه، وما رايك بزجاجات الخمر والنفايات امام باب الجامعة.

  • جمال العمري بلعمري-المسيلة

    اخي جمال لعلامي المحترم: احييك من الحضنة الغارقة في الترهات وعبادة الاشخاص ولا يغرنك اي مظهر، فوالي الولاية هذا-الحاج مقداد-رجل نزيه ولطيف ومحب للخير وصاحب افكار لامعة ومنها الحملة الشهرية*** البداية لنا والاستمرارية لكم***: وكان يخرج مع المتطوعين ويطلق اشارة الانطلاق للتنظيف والبناء وكل المبادرات الخيرية، لكن في المقابل يواجه حملة لوبيات لا تريد الخير لولاية المسيلة الغارقة في صراعات عقيمة بين ابناء الولاية الواحدة رغم ما حققته هذه الاخيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وماساة هذا الشهيد الغريق لا تختلف عن ماسي امن الطرقات يوميا وعن البيروقراطية والرشوة والحقرة والتعسف.الله ارحمنا.

  • نورالدين بن عبيدي

    ـ النِّيَّةُ هي روح الأعمال وكلّ عازم على فعل هو ناويه ولا يتصور انفكاك ذلك عن النِّيَّةِ فإنه حقيقتها، فمَنْ أطعَمَ جائعًا فقد نوى الإطعام ، ومَن زار مريضًا لا وليّ له فقد نوى الزِّيارة، ومَن أنقد اِنسانًا من الغرق فقد قصد نجاته و مَن أصلح من حال الرعية فقد قصد الاصلاح ومَن قال للنّاس حسنى فقد نوى الطيب من القَوْلِ، و مَن لم يغيّر فقد قصد أنْ لا يغيّر!...
    ـ أصلحوا نواياكم حتى لا تدمع أعيننا على عياش آخر !

  • بوقرد

    أخي جمال ...كلمة جميلة أختم بها مقالك....الجزائري نفض يديه من الحكومة و من تمثيلية المعالات و الموارضة....شمر عن يديه و تكل على عرض أكتافه الهزيلة حتى و لو سكن في براكة و أكل السلق بخبز يابس في زمن للسلق فيه ملك يحميه يهش على المواطن المسكين الطالب لقمة....حسبنا الله و نعم الوكيل...الله يصبر الفقاقير و العياشين في زمن فقدان العقاقير و إستيراد الخردة البلاستيكية من قوارير....الله لا يربحكم