-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غرّة رمضان وغَزّة المقاومة!

قادة بن عمار
  • 957
  • 5
غرّة رمضان وغَزّة المقاومة!

ما يحدث في العالم العربي والإسلامي، عشيّة حلول شهر رمضان الكريم، يعدّ نكبة حقيقية.. نكبة لا تقتصر على فلسطين وحدها، بل تشمل الأمة، وتشبه في مفعولها ما أحدثه “وعد بلفور” وإنشاء هذا الكيان الصهيوني المحتل!
لا يتحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولية وحده، فالرجل لم يقم حتى الآن إلا بتنفيذ جملة وعوده التي قطعها على نفسه أمام من انتخبوه للوصول إلى البيت الأبيض، فقد وعدهم بحلّ مشكلة كوريا الشمالية وفعل، وبتمزيق الاتفاق النووي مع إيران وفعل، وبجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني وفعل، وبتحويل العرب إلى مجموعة من دافعي المال للحصول على السِّلم والأمان وفعل، فماذا فعل العرب والمسلمون أمام كل هذه التحديات والقرارات؟ لا شيء!
يأتي رمضان والشهداء يسقطون بالعشرات بل بالمئات في ظرف ساعات قليلة بفلسطين المحتلة، في الوقت الذي تتخاصم فيه الأنظمة العربية حول تسمية الأحداث، هل هي “مذبحة”؟ أم مجرد “أحداث عابرة” واحتجاجات ضد قرار ترامب؟ أم إنها “عنف مفرط” مثلما قالت بعض التلفزيونات الرسمية نقلا عن أنظمتها الخانعة؟ وبالمناسبة، فإن وصف “العنف المفرط” استعمله حتى المجرم بنيامين نتنياهو وهو يبرر أفعال جنوده الغاصبين والقتلة!
يأتي رمضان وفلسطين تئنُّ تحت ويلات احتلال جديد وانقسام لا يريد أن ينتهي، وبقطاع لا يزال حتى الآن تحت الحصار، يجوّع سكانه ويقتلون بدم بارد، وما حال العرب بأحسن من أحوال غزة ولا فلسطين عموما، فاليمن يعاني ويلات حرب عمرها ثلاث سنوات، ولبنان والعراق تحكمهما “الميليشيات”، قطر محاصَرة من جيرانها ومتهمة بـ”التآمر مع الإرهاب”، وسوريا خرّبت بالكامل وينتظر الجميع تقسيمها للحصول على الفوائد والغنائم، أما المغرب، فيواصل دبلوماسيته في قطع وإفساد العلاقات، وتونس ومصر تتخبَّطان في وضع اقتصادي صعب، وليبيا تعاني من حكومة ضعيفة في طرابلس ومن جُنون قائد عسكري سرعان ما أعلن حربا جديدة عقب خروجه من غيبوبة الموت!
لا شيء يبشِّر بالخير عشية رمضان، ما عدا تلك المقاومة الباسلة التي يبديها الفلسطينيون، التي تجعلنا متمسكين بآخر خيوط الأمل في النهوض مجددا، فشعبٌ يقاوم بتلك القوة والعزيمة لا يمكن هزيمته، بل يمكن حتى إبادته، لكنه لا يُهزم، فهو يعبّر عن مقاومة لا تتراجع وإرادة لا تستسلم، ولعلنا لا ندعو في مثل هذه الظروف، إلا إلى أن تصاب بقية أطراف الأمة بمثل هذه الصفات لعل وعسى نعثر على حل قريب، حلّ ينبعث من تحت الرماد ومن وراء الدخان ومن دماء الشهداء!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مجبرعلى التعليق - للامانة منقول

    صدقت في كل شئ الا أنك أخطأت في حق لبنان ؟لبنان لا تحكمه مليشيات الا ادا أطعموك آل سعود مؤخرا (ركز عليها جيدا) .لبنان دولة دات سيادة وتحكم من طرف عباقرة أسقلتهم ثقافتهم والحرب الأهلية فيتعايشون رغم التنوع الديني والعقائدى والثقافي في وطن واحد وكل واحد يجتهد في حبه ومساعدته لأن مساعدته تعني مساعدة كل اللبنانيين ،واستطاعوا أن يجلبوا الخير والأمن والأمان رغم مجاراتهم للعدو الصهيوني المغتصب والدي أخضع جميع الدول العربية لسياسته وسوريا منهكة كليا أيهما أفضل في دول الخنوع يا هدا ؟ياريت الدول العربية تأخد 50 في المئة من ثقافة لبنان ؟

  • الطيب / الجزائر

    حتى و إن كان هؤلاء الأبطال على فوهة المدفع إلا أنهم " الشعلة الأمل " الوحيدة المتبقية لأمة كانت هنا و راحت !
    فبقايا أمة من حكام و محكومين أملهم في هؤلاء الأبطال و ليس العكس كما يظن الكثير ...

  • محمد

    تتكلمون عن أي شيء وتنسون "الفيل الضخم في الغرفة" كما يقال الذي لايراه أحد أو لايريد أن يراه ... لماذا في رأيك لم تبدأ عمليات الهجرة الصهيونية إلى فلسطين حتى سلم ملك الحجاز لآل سعود؟ لأن المركز الروحي للمسلمين هناك ، وإن وضعوا يدهم عليه وضعوا يدهم على الدافع الأقوى للدفاع عن الأرض وهو الدافع الروحي المتمثل في واجب الجهاد ..الذي إن أعلنه إمام الحرم فالملايين كانت ستذهب لفلسطين قبل 48 لطرد العصابات الصهيونية .
    الكل ينسى عمدا أن إتفاقية "حاييم وايزمان" لتسليم الحكم لآل سعود على منطقة نجد والحجاز كان مشروطة بتسليم فلسطين. وهو بنفسه من إتفق على ذلك كذلك مع الهاشميين "حسين بن علي وأولاده"

  • ابن الجزائر

    صدقت في كل شئ الا أنك أخطأت في حق لبنان ؟لبنان لا تحكمه مليشيات الا ادا أطعموك آل سعود مؤخرا .لبنان دولة دات سيادة وتحكم من طرف عباقرة أسقلتهم ثقافتهم والحرب الأهلية فيتعايشون رغم التنوع الديني والعقائدى والثقافي في وطن واحد وكل واحد يجتهد في حبه ومساعدته لأن مساعدته تعني مساعدة كل اللبنانيين ،واستطاعوا أن يجلبوا الخير والأمن والأمان رغم مجاراتهم للعدو الصهيوني المغتصب والدي أخضع جميع الدول العربية لسياسته وسوريا منهكة كليا أيهما أفضل في دول الخنوع يا هدا ؟ياريت الدول العربية تأخد 50 في المئة من ثقافة لبنان ؟

  • ابو الهول

    ان الازمة تلد الهمة وما يخبشلك غير ظفرك وما يبكيلك غير شفرك علمتنا الحياة ولم تعلمنا اياه المدارس هكذا هم اطفال غزة جياع ويقاتلون في رمضان وفي غير رمضان منذ متى كان الشبعان مقدام وشجاع يحمل السلاح عفوا الحجارة وينادي ويقول موطني موطني الى الحرب الى الحرب الى الامام سر ! ومما سمعت وقرات ان اخر غزوة قام بها المسلمين هي غزوة احد ضد مشركين قريش استشهد حمزة واصيب النبي (ص) بجروح بليغة القلة غلبت الكثرة
    الجامعة العربية تندد وتلقي بمعاذيرها اشبه بشاكيرا وهي تتمرجح في ارجوحة الحياة وتبرر غناءها بالملاهي الليلية بانه عمل شريف و ان الله يرزق من يشاء بغير حساب وان الله غفور رحيم ورمان كريم