-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متاجرة في النقاط.. أسئلة تعجيزية وأخرى تدعو إلى الضحك والسخرية

غش وحفظ أعمى.. ومبدأ رد البضاعة يهيمن على الامتحانات الجامعية

صالح سعودي
  • 4613
  • 14
غش وحفظ أعمى.. ومبدأ رد البضاعة يهيمن على الامتحانات الجامعية
أرشيف

تعيش هذه الأيام الجامعات الجزائرية على وقع إجراء امتحانات السداسي الأول، وسط طموح الطلبة في الحصول على أحسن النقاط من أجل النجاح، وبالمرة تفادي مختلف أشكال الحسابات التي تزج بهم في الامتحان الاستدراكي وتهدد موسمهم الدراسي بالخطر، يحدث هذا وسط إجماع على طغيان اللهفة في الحصول على أكبر عدد من النقاط، ولو على حساب التحصيل العلمي الذي يعينهم على حسن التكوين، قبل التحوّل إلى مجال العمل وشؤون التمهين.
لا تزال الصيغ التي تطرح بها أسئلة الامتحانات الجامعية تثير الجدل، خاصة في ظل طغيان الأسئلة المباشرة التي تشجع على الحفظ وتتسبب في انتشار، ما يجعل أغلب الطلبة يلجأون إلى الحفظ الأعمى بغية رد البضاعة كما تلقوها أول مرة، وآخرون يفضلون الغش بشتى أنواعه الشفوية والورقية والالكترونية، في إطار كسب المعركة وتفادي مختلف أنواع الرسوب والإخفاق، مادام أن الكثير وصلوا إلى قناعة بأن الامتحانات باتت نمطية، كما لم تعد حسبهم معيارا كافيا للفرز بين المجتهدين والساعين إلى كسب النقاط بالطرق المباحة وغير المباحة. وفي الوقت الذي تنتقد شريحة واسعة منطق أسئلة الحفظ التي يلجأ إليها عدد كبير من الأساتذة في إطار رد البضاعة دون أدنى اجتهاد، فإن فئة أخرى لم تخف استياءها من لجوء بعض الأساتذة إلى طرح أسئلة يصفونها بالتعجيزية، ما يجعل الحصول على المعدل في تلك المادة إنجازا لا يقدر بثمن، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول خلفيات هذا النوع من الأساتذة الذين كثيرا ما تسببوا في تحطيم مستقبل طلبة، وكأن ذلك يصنف في خانة تصفية الحسابات، حيث أكد الطالب (ف.ج) بأن هناك من يتلذذ وينتشي عندما يصيغ أسئلة للطلبة، هي من التعقيد بمكان، حتى لأنك تفكك طلاسم ثم يوزع عليهم ما جادت نفسه عليهم من الأصفار، متسائلا بالقول: “أليس الهدف من الدراسة هي ملء الحقيبة العلمية… علمونا أن النقطة هي الهدف والغاية، وتعلمنا من غيرهم أن الغاية تبرر الوسيلة، فاتخذنا الغش أسهل الوسائل وانتشر الغش حتى أصبح الأمر عاديا”.

أسئلة تثير الضحك وأخرى تدفع الطلبة إلى الجنون

ويقف الكثير من الطلبة على عديد المفارقات بخصوص طريقة تقديم الدروس في الحجرات والمدرجات، مثلما يندهشون من طرق الأسئلة المطروحة خلال الامتحانات، بعضها تثير الكثير من الضحك والسخرية، بسبب السطحية التي تغلب عليها، وأسئلة أخرى تؤدي بالطلبة إلى الجنون، بسبب التعمد في تعقيدها، وكأن الأستاذ في هذا الجانب يوظف جميع مساعيه من أجل تحطيم طلبته، حتى يقال عنه إن أسئلته ليست في المتناول، في الوقت الذي كان الأحرى حسب الكثير أن تكون الأسئلة وسطية، حيث لا تكون في خانة الاستغباء ولا تدرج ضمن خانة التعجيز، وفي هذا المجال تقول “ياسمينة أ”: “درست نظام كلاسيكي ثم عدت ودرست ماستر مع طلبة “ل م د”، حيث ذهلت حين وُضع أمامي الامتحان، وطلب منا الأستاذ تعريفات، كدت أجن في مستوى ماستر أمتحن في التعريفات، غير معقول أن ندرس ماستر ونمتحن في السطحيات”، فيما يذهب “محمد. أ” إلى القول: “لم يبق من الجامعة إلا اسمها وأسوارها، هناك قصص تحصل في الامتحانات تبين مستوى الانحطاط، أبطالها بعض الأساتذة المتقاعسين ونسبة معتبرة من الطلبة الذين يفتقدون إلى الأخلاق والضمير، هدفهم الحصول على علامة جيدة دون أدنى جهد، ويعتبرون ذلك حقا مشروعا، حيث يتنافسون في قاعات الامتحان بشتى الطرق من أجل الغش الذي أصبح علانية، ولما تذكرهم بـ (من غشنا فليس منا) تراهم يبتسمون ابتسامة عريضة ويقولون: يا شيخ واشبيك مازالك قديم”. أما “حمزة. ش” فيؤكد أن طريقة المطبوعات المنسوخة لا ولن تجدي نفعا، لأنها حسبه تفتقر لجوهر المادة العلمية، وسرعان ما ينساها الطلبة مباشرة بعد اجتياز امتحانهم، مؤكدا أنه يحبذ طريقة بعض الأساتذة الأكفاء المتمثلة في الإلزام بكتاب أو تلخيص مجموعة كتب، وهي طريقة أثبتت نجاعتها حسب قوله، أما “شاهين. أ” فيرى أن هناك خلل في كلا الطرفين، وفق ما اصطلح عليه بالمتاجرة والبيوع الفاسدة التي باتت تسود الجامعة، في ظل تقاعس الأستاذ وإهمال التلميذ، أما “جمال. ع” فخلص إلى القول بأن الطالب يأتي إلى الجامعة بهدف إكمال مساره الدراسي بوتيرة المرحلة الثانوية، فإذا لم يوجهه الأستاذ إلى حقيقة المرحلة الجامعية، ودوره في المجتمع والحياة في مجال تخصصه في المحاضرات الأولى، فلا يمكن تخريج جيل واع بدرجة النخبة.

طلبة يشتكون وطلبة يتألمون.. ولهفة النقاط تسبق التحصيل؟!

يطرح الدكتور رضا شعبان من جامعة باتنة عدة تساؤلات وإشكاليات حول متاعب التدريس الجامعي في الجزائر، حيث اختصرها في ثنائية “طلبة يشتكون وأساتذة يتألمون..!!”، مشيرا بأن الطلبة كثيرا ما ينتقدون الطريقة الكلاسيكية في التدريس والامتحان، فيما يتألم حسب قوله الأساتذة لحال بعض الطلبة داخل حجرة الدرس وفي ورقة الامتحان، ما جعل يطرح تساؤلا حول مكمن الخلل في هذا الجانب، مضيفا بالقول: “صحيح أن التدريس يجب أن يكون تفاعليا بين الأستاذ والطالب؛ يساهم كل منها في سير الحصة بفعالية.. صحيح أن الامتحان يجب أن يصاغ بطريقة تمكن الطالب من إبراز قدراته المعرفية والذهنية من تحليل واستقراء واستنباط… لا مجرد إرجاع البضاعة.. لكن الواقع خلاف، مؤكدا أن الأستاذ بات يلقن الطلبة الدروس كتلقين المعلم للتلميذ؛ ونادرا ما يناقش الطلبة المادة المعرفية الملقنة لهم… ربما لعدم التعود أو لفقد الآلية وقد يكون استبداد الأستاذ حائلا دون ذلك، وإن وجد نقاش فالقليل من الطلبة من يُفرح قلب الأستاذ بجده واجتهاده، في حين يوجد من أعمته حسب الدكتور رضا شعبان خلفيته الفكرية ومنعته حتى من حضور الدرس، ومنهم من ليست لديه ثقة في نفسه؛ فهو لم يصدق بعد نجاحه في البكالوريا ودخوله سور الجامع ، وفي كثير من الأحيان يجد الأستاذ نفسه مسايرا للغالبية غير المبالية على حساب الأقلية المجتهدة دون أن يشعر، وهذا ما يحتم عليه حسب محدثنا أثناء صياغة أسئلة الامتحان اللجوء إلى طلب بضاعته من الطالب بطريقة مباشرة تسهيلا على الغالبية وتخفيفا على نفسه عناء التصحيح أمام العدد الهائل للطلبة، وهو الآمر الذي لا يعني حسب الدكتور رضا شعبان عدم وجود بعض الأساتذة المقصرين أو المفرطين في القيام بواجباتهم تجاه طلبة يفترض أنهم في مقام أبنائهم، ليصل إلى قناعة بأنه حتى تستقيم الجامعة يجب أن يدرك الأستاذ والطالب وظيفتهما ودورهما في العملية التعليمية، مؤكدا أن فعالية الطالب تدفع الأستاذ إلى التجديد في طريقة التدريس وصياغة أسئلة الامتحان، وتخاذل الطالب يدفع الأستاذ إلى الركون للتلقين والسؤال عن بضاعته في نهاية السداسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • جزايري

    المقياس الذي لم استوعبه لحد الآن هو الاحصاء الرياضي للسنة الثانية جذع ع اقتصادية كلاسيك لم افهم لا الدروس ولا الاعمال الموجهة مازالت اعاني من مركب نقص الى يومنا هذا

  • محمد

    هذه نتائج التوظيف بالمعرفة و النقاط بالمعرفة. ألا لا يعلم هذا الصحفي أن بعض الكليات أصبحت عائلية فالتدرج أو التربصات خارج الوطن، الدكتورا خاص بالأقراب. الغريب أن بعض الحالات تجد مترشح لشهادة دكتورا من لقي عضو اللجنة أو رئيس الكليةأ رئيس قسم التخصص و ينجح؟!

  • حمالولو

    ويريدون مستقبلا زاهرا للبلاد،الا يعلمون ان مجموع هذه التصرفات هي التي انجبت اجيالا عديمي المسؤولية و الجدية و ارجعتنا الى الوراء حيث يستحيل تصليح هذه الاخطاء لان الاجيال القادمة معوجة غير مؤهلة،فمن يريد مستقبلا زاهرا عليه تكوين الاجيال القادمة بجدية و ليس ترقيع من هنا و هناك

  • juste un avis

    الجامعة الجزائرية..... احيانا يبدو لي ان اكبر مافيا هناك لانها مافيا ناعمة انا لا اتحدث هنا عن الفتيات اللعوبات اللواتي اخترن الوسط الجامعي بحجة الهروب من المنزل ولا على الشيوخ الذين يملكون مرتبة بروفسور ولا يملكون شهادة البكالوريا ويدعون انهم يدرسون المنطق الذي حتى اريسطو نفسه برئ منه براءة الذئب من دم يوسف. نعم انهم ذئاب والوضع متعفن. ذئاب اختاروا مكانا مقدسا يسمى الجامعة او بالاحرى المدرسة.

  • youssef

    المدرسة و ما تابعها هي تحت التقارب بين علم الدين و الحقوق و العلوم التقنية..هنا عندنا تدرس العلوم التقنية و التجريبية علي الطريقة الحقوقية. لأ الحقوق و الطب و الدين مبني علي الحفظ الآيات و القوانين و الوصفات. لا تبديل فيها..إذا عندنا التقني الدكتور الفزيائي الماتماتيكي هو أستاذ دين و حقوق لكنه لا يدري

  • quelqu'un

    عندما نقرأ مثل هذه المقالات وكأن الأمور قد إستفحلت و كأن الخراب قد أكل اليابس و الأخضر، بالله عليكم لماذا كل هذا, حقا الغش موجود و ضعف المستوى عند الأساتذة موجود كذالك، إعلموا أن حتى في فرنسا هناك تدني مستوى التعليم فإذا قسنا على مستواهم حقا هناك تفاوت ولاكن هندهم يوجد كذالك هذا الإنحطاط في التعليم, بحسب رأيي المشكل هو في الطالب و ليس في المدرس، لان الطالب عليه بالتحصيل العلمي أي أنه يبحث على العلم الذي ينفعه و يفعله بصدق و إخلاص و التوكل على الله و يجعل ذالك في سبيل الله، أما إذا كان "يتمسخر " في لعب الكارطة و "لاقوانش" ...إلخ، فماذا ينتظر من هذا الطالب إلا الغش و التلاعبات. و الله أعلم.

  • mohamed

    السنة الماضية في جامعة دالي ابراهيم رئيس الجامعة طلب من المسؤولين إنتقال كل من له المعدل 7 لان كانت عليه ضغوطات من التنضيمات الطلابية

  • ابن الجبل

    مرض ينخر جسد المنظومة التربوية من أسفلها الى أعلاها : الغش ، عدم الكفاءة ،الارتجالية في القرارات ، المحسوبية ...الخ !. اذا اصيبت جذور الشجرة بالتسوس فلا تنتظر ثمارا يانعا . يجب اعادة تكييف المنظومة التربوية على أسس سليمة ،من قبل مختصين حقيقيين لا مزيفين !، لاعادة المدرسة الى سكتها الصحيحة .

  • ب.غ الجزائر

    اعتقد بان المشكل اواا في المنظومة التربوية التي تحاول عامابعد عام المشكل تغطية فشلها بمنح البكالوريا للفاسلين والنجباء على حد سواء فنجد النجباء يختارون بحرية تخصصاتهم اما من لم يصدقوا بعد انهم في الجامعة فيتم حسرهم في تخصصات هي مثالية وهامة بالنسبة للدول التي تحترم نفيها وقيمها اما في الجزاىر فيتم توجيههم الى العلوم الانسانية ...حتى الاسم واللقب فيه اخطاء حتى ان الطالب لايفرق بين التاء المفتوحة والتاء المربوطة ولنسقط ذلك على جميييع النواحي .. الخلل قد بدا عندما غست وزارة التربية في نتائج البكالوريا ...اما الاستاذ الجانعي فحدث ولاحرج يحاول البعص ان يبقى في القمة وان يرفع اليه طللته لكن

  • جزائري - بشار

    الحل سهل وبسيط
    بشرط يكون الاستاذ المدرس المحاضر متمكن من المادة التي يحاضر فيها
    يضع اسئلة تعتمد اجابتها على الفهم والتحليل
    لا ينتظر من الطالب ان يرجع ما قدمه له سواء بالمحاضرة او درس تطبيقي
    تقديم بحث وطرح اسئلة للمناقشة بين الزملاء الطلبة
    تبين مستوى الطلبة وتكشف الحقيقة ان كان الطالب يستوعب ام تفكيره خارج مجال تغطية مايدرسه بمواد اختصاصه
    وتسهل على الاستاذ عملية التصحيح وايضا معرفة الخلل ان كان فيه او في الطلبة
    الحفظ لا نستفيد منه الا في حالات معينة
    يعطل العقول عن التفكير يجعل الطالب مجرد آلة استقبال معلومات
    وبعدها نسأل لماذا لا يطرحون اسئلة لانه تعود على الحفظ فقط و إعادة ما أخذ

  • الوهراني الجزائري

    ما يحدث في الجامعات الجزائرية من مهازل اول سبب التوظيف العشوائي لأفراد لا يعرفون حتى كيف يصيغون سؤالا و معظمهم من نظام أل أم دي(بمعنى لَمْ وَ دِي؟؟؟؟؟، عليكم الإطلاع فقط على نوعية الأسئلة التي تطرح في تخصصات العلوم الإنسانية هنا في وهران أساتذة لا يفرقون بين همزة الوصل و همزة القطع و كل هذا بالوساطات و النواعم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا من جهة و من جهة أخرى الوزارة المعنية لا علم و لا خبر لديها حتّى يأتي التصنيف العالمي في المؤخرة حسبنا الله و نعم الوكيل

  • محمد .........ط /تيارت

    مـــن المفروض ان الجامعة هي التي تلقن الشارع ادبيات الاخلاق والفكر و التطلع الى المستقبل وجعل العلم منارة لبلادنا اما اذا كان الشارع هو الملقن للجامعة فيصدق علينا قول الشاعر/
    واذا ا صيـــــــــب القـــــوم في اخلاقهـــــــم فاقــــــــم عليــــــــــــــــــهم ماتمــــــا وعويــــــــــلا

  • عبد الله

    ناهيك عن الإداريين الذين يقومون بالضغط على بعض الأساتذة النزهاء لمنح الطلبة رغم مستواهم الضعيف نقط تسمح لهم بالنجاح على حساب مستقبل الوطن. نتمنى إن شاء الله أن تنشر أسماء هؤلاء الأساتذة الإداريين الذين يتلاعبون بمستقبل الوطن بطرق خبيثة ملتوية فقط للبقاء في مناصبهم والحصول على الامتيازات وتقديم خدمات لبعض أصحاب النفوذ

  • حر و سطايفي

    ربي يرزقنا بالحلال ، و ربي يهد انشاء الله الأستاذ الذي لا يعدل.