-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زيادات بنسبة 30 بالمائة خلال أسبوع فقط

غلاء الأسعار.. وباء آخر يؤرق الجزائريين!

وهيبة سليماني
  • 3357
  • 13
غلاء الأسعار.. وباء آخر يؤرق الجزائريين!
أرشيف

رغم الزيادات التي عرفها الكثير من المواد الغذائية مع بداية الدخول الاجتماعي، التي وصلت إلى 30دج في بعض الأحيان، فإن الأسعار في السوق الجزائرية تواصل ارتفاعها في وقت تشتكي الكثير من العائلات تدني المستوى المعيشي، وتراجع القدرة الشرائية.

ومست الزيادات الحاجيات الضرورية للجزائريين، كالمواد الغذائية العامة، واللحوم، والخضر الفواكه، وهي حسب جمعيات حماية المستهلك، غير مبررة وفجائية، لدرجة أنها أصبحت متقلبة كالأحوال الجوية، ومصدر قلق آخر للمستهلك الجزائري، إلى جانب العراقيل التي تواجهه بسبب إجراءات الوقاية من جائحة كورونا.

وأدت الاضطرابات الجوية الأخيرة، وسقوط كميات من الأمطار، إلى ارتفاع محسوس في الخضر والفواكه، ففي جولة استطلاعية لـ”الشروق” إلى أسواق بيع هذه المواد الاستهلاكية في العاصمة، فإن السعر غير مستقر ومتذبذب سيما أسعار البرتقال و”المندرين” التي يتراوح سعرها بين 130 إلى 250دج، والجلبانة التي وصل سعرها إلى 300دج، وغيرها من الخضر التي عرفت زيادات وصلت إلى 20دج أو أكثر أحيانا.

وفي ما يخص المواد الغذائية ذات الاستهلاك العام فإن الحليب المسحوق، عرف زيادة وصلت إلى 40دج، وسعر علب القهوة بـ3دج إلى 5دج، وقارورات الزيت بـ10دج إلى 15دج، وفي ما يتعلق بالمعلبات، فإن سعرها ارتفع مقارنة بالسعر الذي كان منذ شهر أو شهرين تقريبا وبإضافة 10دج أو 30دج، كالمربى بجميع أنواعه، وسعر الزيت بـ10دج. والعجائن بـ 20 دج..

وبرر بعض التجار الزيادة في الأسعار، بندرة بعض المواد الغذائية ومشاكل النقل والكراء، وفيما قال بعضهم إن انهيار الدينار وراء هذا الارتفاع الدوري لسعر الحاجيات الضرورية والمستهلكات العامة، وحسب أحد التجار للمواد الغذائية بباب الزوار، فإن الزيادة مست مواد غذائية ذات صنع محلي تتكون من مواد أولية مستوردة.

وفي هذا السياق، كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الجملة للمواد الغذائية، سعيد قبلي، عن الوضعية المزرية للتجار وهذا في إطار أزمة كورونا وما فرضته من عراقيل، حيث أرجع سبب زيادة بعض المواد الغذائية إلى انهيار الدينار واستيراد بعضها وبعض المواد الأولية التي تتكون منها مواد استهلاكية ذات صنع محلي، ولم ينكر قبلي أن هناك تجار يستغلون هذا الوضع للتلاعب بالأسعار، فيما يسعى بعضهم في ظل غياب المراقبة والردع، إلى الكسب السريع لتعويض خسائر تسببها الحجر الصحي مع بداية انتشار فيروس”كوفيد19″ في الجزائر.

وفي ما يخص مادة “السميد”، أوضح قبلي، أن توفرها يعرف تذبذبا في السوق، وهي غير متوفرة في بعض المناطق، مما فتح مجال المضاربة في أسعارها، واحتكار بعض التجار لكميات منها.

“حماية المستهلك” تستنكر

ومن جهته، قال مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، إن الزيادات في الأسعار ليست لها ضابط فهي تعرف إضافات في كل أسبوع، سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية العامة، أم بالفواكه والخضر وحتى اللحوم البيضاء والحمراء، موضحا أن الحليب المغلف والعجائن المغلفة والمعلبات ومساحيق الغسيل منذ أسبوع فقط عرفت زيادة في أسعارها بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة.

وإن باعة الخضر والفواكه، بمجرد تقلب الأحوال الجوية وسقوط الأمطار يستغلون الفرصة لإضافة مبالغ لسعرها تصل أحيانا إلى 50دج.

وعبرت جمعية حماية وإرشاد المستهلك، عن استنكارها التام لما يحدث ي السوق الجزائرية، وهذا موازاة مع تدهور القدرة الشرائية للجزائريين، وغرق بعضهم في الديون، والمشاكل الاجتماعية، والخسائر التي أحدثتها مرحلة فيروس كورونا المستجد، وقال رئيسها مصطفى زبدي، إن الزيادات في الأسعار في الكثير من الأحيان، غير مبررة، وترتفع يوميا دون سابق إنذار.

ويرى أن أسعار المواد الغذائية التي تشهد زيادات غير مبررة وفجائية تتعلق بمنتوجات صناعية محلية، لا يوجد تعليل أو حتى توضيح حسبه، حول سبب ارتفاع أسعارها، وإن احترام المستهلك الجزائري غير موجود بالمرة، حيث على أصحاب المصانع، حسب زبدي، تبرير هذه الزيادات حتى لا يجد المضاربين فرصة للتلاعب بالسعر حسب المزاج.

ودعت جمعية حماية المستهلك، إلى ضرورة أخلقة التجارة والاستثمار في الجزائر، حتى يمكن من خلال ذلك التحكم في الأسعار، التي أثقلت كاهل المستهلك، وأصبحت متقلبة حسبه، مثل الأحوال الجوية، حيث تعيش الأسرة الجزائرية اليوم حالة مضطربة بسبب الأسعار والتي ترتفع حتى بالنسبة للمنتوجات المقننة.

بلنوار: أصحاب المصانع هم من رفعوا الأسعار

وأكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الطاهر بونوار، لـ”الشروق”، أن أصحاب المصانع المنتجة لمشتقات العجائن، هم من تسببوا في ارتفاع أسعار العجائن ومشتقاتها، وهذا بترك الغموض حول إجراء كانت ستقوم به الحكومة الجزائرية، في ما يخص تقليص الدعم لهذه المنتجات، ولكنها جمدته بعد ذلك، حيث إن الكثير منهم استغلوا فرصة هذا الغموض، ووجدوا من رواج خبر هذا الإجراء للمضاربة، وكان على المنتجين، حسب بولنوار إصدار توضيح يفيد بأسباب الزيادة في الأسعار وحول إجراء الحكومة الذي جمد لاحقا.

وقال الطاهر بولنوار، إن إشاعة نفاذ مخزون الفرينة و”السميد”، مجرد تبرير للمضاربة في أسعار هذه المادتين الغذائيتين، واحتكارها من طرف بعض التجار، مؤكدا أن مخزونها يكفي لسد حاجيات المستهلك الجزائر مدة شهور قادمة.

وفي ما يخص الخضر والفواكه، أوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الطاهر بونوار، أن محصول الصيف انتهى، وفي انتظار محصول فصل الشتاء، الذي سيجنى هذه الأيام، حيث ستعرف الخضر والفواكه استقرارا في أسعارها قبل نهاية السنة الجارية.

وبرر الزيادات في أسعار الأجهزة المنزلية والهواتف النقالة، والكثير من الأجهزة الالكترونية، بنقص الإنتاج المحلي، وتقليص الاستيراد من الخارج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • خليفة

    و كاننا في غابة ،القوي ياكل الضعيف ،اين وزارة التجارة ؟ اين مصالح الرقابة ؟ و اين جمعيات حماية المستهلك؟الكل يندد بالوضع ،و لكن في نفس الوقت الكل غاءب ،و المواطن المغلوب على امره هو الذي يتحمل هذه التقلبات الجنونية في اسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع،الا يمكن للدولة ان تضع حدا لهذه المهزلة؟ الا يمكن معرفة اسباب زيادة الاسعار ؟ الا يمكن وضع حد للمضاربين بتلك المواد الضرورية ؟الا توجد قوانين تحمي المستهلك؟ قد يعلم بعض المسؤولين ذلك ،و لكن لا حياة لمن تنادي.فكيف يتم بناء جزاءر جديدة بعقليات اكل عليها الدهر و شرب...؟

  • شعب

    شعب فنيااااان متكبر عن العمل فقط حارس الليل و سائق شاحنة طاح دينار راهو خير هههه

  • كمال

    كل سنه تبدا الاسعار بالارتفاع في هذا الوقت ولا تنخفض الا صيفا اتذكر قبل ثلاث او اربع سنوات وصل سعر البصل عشرين الف و تجاوزت البطاطا عشره الالاف غالبنا ينسى بسرعه ارتفاع الاسعار الموسمي الذي يتكرر كل سنه

  • رامز

    هذه هي فينزويلا الأفريقية

  • المتمرس

    هذه هي بداية الجزائر الجديدة ومازال مازال

  • BELARBI.M.A

    "إن التجار يُبعثون يوم القيامة فُجارا إلا من إتقى الله و برّ و صدق"
    لا أظن هذه المواصفات الثلاثة تنطبق على تُجار هذا الزمان،خُصوصا في دولنا المُتخلفة

  • ابن الجبل

    الوباء الأشد تأثيرا ، والأمرّ ، ليس الغلاء فقط ، بل في البطالة المقنعة ... ماذا يفيد غلاء الأسعار أو انخفاضها لمواطنين أرباب الأسر ، توقف نشاطهم تماما ، سواء كانوا تجارا أو عمال في وسائل النقل أو نشاط يومي ... المهم الناس يموتون جوعا ، ولا مجال للتحدث عن غلاء الأسعار ... لا ندري الى أين تسير الجزائر بهذا الوضع ؟؟؟؟!!!!!.

  • عبقرينو

    معلق حسين حشايشى: أقتصاد حرب ديرو في دارك و ان شاء الله في 2035 ستصبح منتج جديد

  • Chakir

    لصاحب التعليق الأول أنت شخص متخلف و للأسف الكثيرون بمثل تفكيرك
    البلدان التي كانت متخلفة و تطورت لم تتطور بالتقشف, بل بالصناعة و الانتاج و التسهيل لكل من يريد أن يساهم في بناء الاقتصاد, عكس مانشهده في الجزائر حاليا, لا توجد ارادة لقلب المعادلة,, لا تستطيع حتى ان تصنع مسمار بسبب البيروقراطية و الفساد, و يستحيل ان تصدر اي شيئ ,و ايضا هناك لوبيات من مصلحتها بقاء الجزائر تستورد كل شيئ ففي الاخير لمن ستبيع المصانع الغربية سلعها ؟

  • tadaz

    ارتفاع الأسعار ليس بالشيء الغريب ولا المفاجئ بما أن سعر الدينار مقابل العملات الصعبة بلغ الحظيظ حيث انتقل من حوالي 1 أورو مقابل حوالي 130 دج خلال شهر جانفي الى أكثر من 154 دج مقابل 1 أورو حاليا والقادم أكثر قساوة بعد ما قرر أولياء الأمور تخفيض سعر الدينار أكثر خلال سنوات 2021 و 2022 و 2023 وبلغة مبسطة فالقيمة السوقية ل 1000 دج في 2020 سوف تتحول الى حوالي 700 دج في 2021 أي سوف يفقد الدينار 30% و 100 مليون سنتم الى 70 مليون سنتم .. وهكذا وهذا ما سوف يرفع من أسعار كل شيء .. فليستعد الجزائريين لسنوات قاسية في الجزائر الجديدة

  • كريم

    سبب ارتفاع الاسعار مرده إلى ضريبة 19 % و سقوط الدينار ب 8%
    الدولة هي المسبب الرئيسي قبل ان يأتي التجار

  • tadaz tabraz

    ارتفاع الأسعار ليس بالشيء الغريب ولا المفاجئ بما أن سعر الدينار مقابل العملات الصعبة بلغ الحظيظ حيث انتقل من حوالي 1 أورو مقابل حوالي 130 دج خلال شهر جانفي الى أكثر من 154 دج مقابل 1 أورو حاليا والقادم أكثر قساوة بعد ما قرر أولياء الأمور تخفيض سعر الدينار أكثر خلال سنتي 2021 و 2022 و 2023 وبلغة مبسطة فالقيمة السوقية ل 1000 دج في 2020 سوف تتحول الى حوالي 700 دج في 2021 أي سوف يفقد الدينار 30% و 100 مليون سنتم الى 70 مليون سنتم .. وهكذا وهذا ما سوف يرفع من أسعار كل شيئ .. فليستعد الجزائريين لسنوات قاسية في الجزائر الجديدة

  • حسين حشايشي

    حقائق اقتصادية :

    1962- 2020 – اقتصاد الريع) جمهورية الشرعية الثورية)
    2020- 2035– اقتصاد حرب ( جمهورية التصحيح الوطني)
    2035 - اقتصاد منتج (الجمهورية الجديدة)