-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
2075 دج لاقتناء اللوازم والكتب المدرسية للأولى ابتدائي

فاتورة النفقات تثقل كاهل العائلات ذات الدخل الضعيف بالعاصمة

فاتورة النفقات تثقل كاهل العائلات ذات الدخل الضعيف بالعاصمة
ح.م

يتزامن الدخول المدرسي مع النفقات الكبيرة، إذ غالبا ما تتجاوز الميزانية التي يخصصها الأولياء للمستلزمات الدراسة لأطفالهم ربع راتبهم، بل والنصف أحيانا، حسبما لوحظ في عديد أسواق العاصمة.

فنظرة لقائمة الأدوات المدرسية المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة التربية الوطنية كفيلة بتأكيد الواقع الملحوظ.

فعلى سبيل المثال، يراوح متوسط تكلفة الدخول بالنسبة لنهائي قسم الطور الثانوي لتلاميذ الشعب العلمية (العلوم التجريبية والرياضية والرياضية التقنية)، مبلغ 4800 دينار الذي يعد تقييما تقريبيا يخص فقط الأدوات المدرسية.

القائمة المشار إليها أعلاه لا تشمل الكتب المدرسية التي تبلغ قيمتها لوحدها قرابة 300ر3 دج بالنسبة لنفس الشعب، والمحفظة المدرسية أو حقيبة الظهر التي يتراوح سعرها ما بين 500ر1 دج و5000 دج، ولا حتى المئزر الذي يتراوح سعره ما بين 700 دج 1.200 دج.

“فالسعر يكون حسب الجودة والعلامات التجارية”، يقول تاجر على مستوى “سوق الطناش” ببلوزداد (بلكور سابقا)، أحد الأحياء الشعبية العتيقة بالجزائر العاصمة.

الملابس الرياضية والحذاء الرياضي وكذا البدلات الرياضية تدخل أيضا في المستلزمات الرياضية وهنا أيضا فإن العلامة هي من يحدد السعر حتى وإن كانت المنتجات مقلدة بحيث أن العلامات الأصلية “ثمنها ليس في المتناول” يقول أحد الباعة الشباب، مضيفا أن الأحذية المقلدة يصل ثمنها إلى 1500 دج، في حين أن بعضها يتجاوز سعرها 3500 دج.

ويستطرد قائلا إن الأمر نفسه بالنسبة للبدلات الرياضية، “فالمنتجات الأصيلة تكون متوفرة عموما في المراكز التجارية الكبرى، حيث يتجاوز سعر الحذاء الرياضي أو حقيبة الظهر راتب عامل بسيط”.

وعلى مقربة من البائع، يعرض بائعو الأدوات المدرسية سلعتهم على طاولات مؤقتة، منافسين بذلك أصحاب محلات بيع التبغ ومحلات الحي.

ويقول أحد الباعة مخاطبا امرأة شابة تسأل عن الأسعار “كما تلاحظين فالكراريس ذات 192 صفحة تباع بسعر أقل 80 دج، مقابل 100 دج عند أصحاب المحلات والكراريس ذات 120 صفحة تباع أيضا بسعر أقل من 30 دج مقابل 50 دج في محل آخر”.

لكن فاتورة الدخول المدرسي تظل مفرطة، خاصة بالنسبة للعائلات ذات الدخل الضعيف والتي لديها أكثر من طفل متمدرس.

وعلى سبيل المثال تكلف الأدوات والكتب المدرسية لوحدها قيمة 12.800 دج بالنسبة لعائلة بطفلين متمدرسين أحدهما في السنة الخامسة والآخر في القسم النهائي شعبة علوم مما يمثل تقريبا ربع الميزانية الخاصة بسبتمبر بالنسبة لأجر متوسط بقيمة 50.000 دج، ناهيك عن التكاليف الأخرى التي ترافق كل دخول مدرسي (الملابس والمحفظات والمآزر والتأمين ورسوم التسجيل).

ويصرف أولياء طفل يلتحق بالسنة الأولى ابتدائي معدل 2075 دج لاقتناء اللوازم والكتب المدرسية فحسب.

وتسعى مريم لإيجاد حلول تمكنها من تقليص ميزانية تمدرس طفليها على غرار لجوء الأصغر منهما الذي سيلتحق بالسنة الخامسة ابتدائي إلى ارتداء مئزر أخيه الأكبر الذي سيلتحق بالسنة الأولى متوسط والذي سيستعمل من جهته الكتب المدرسية القديمة المعارة له من قبل جاره.

أما فيما يخص الأدوات المدرسية فتفضل مريم اقتناءها من عند الباعة المتجولين أملا منها في اقتصاد بعض الدنانير، وقالت هذه الأم لثلاثة أطفال الماكثة بالبيت، إنها اضطرت خلال الصيف لتحضير وبيع حلويات للأعراس والأعياد من أجل مساعدة زوجها في مواجهة تكاليف الدخول المدرسي.

من جهتها اعترفت لمياء في عقدها الخامس وهي أم لثلاثة أطفال منهم اثنان في الثانوية وواحدة طالبة جامعية بأنها لجأت للاستدانة لكي تسدد تكاليف الدخول المدرسي لأن زوجها – كما قالت – لا يتقاضى سوى 35.000 دج.

وأضافت قائلة “نحاول قدر الإمكان التغلب على هذه الصعوبات المالية بفضل سخاء أقاربنا” في إشارة إلى شقيقتها الصغرى المغتربة والتي عادة ما ترسل لها بعض المال لمساعدتها على مواجهة تكاليف أسرتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!