-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“فافا” بلا بوصلة!                          

جمال لعلامي
  • 2723
  • 5
“فافا” بلا بوصلة!                          
ح.م

فرنسا تريد أن تنتف “قطعة” خلال العهد الجديد، ولذلك فهي تناور وتغامر ولا تريد أن تتحاور، والأغرب من ذلك، فإنها لا تهنئ لا الجزائريين ولا رئيسهم الفائز، وتريد أن تمسك العصا من الوسط بطريقة بلهاء، من خلال “ابتزاز” الدولة الجزائرية، و”مخادعة” الرأي العام، بالدعوة إلى حوار مع الحراك، بينما هي لا تتحاور مع حراكييها من السترات الصفراء إلاّ بالقمع والردع والقنابل المسيلة للدموع ومطاردة المتظاهرين عبر الشوارع!

الحكومة الفرنسية، تشعر الآن بأن الجزائر لم تعد ضامنة لمصالحها، وهي تتوجّع، لأنها ترى أمريكا وروسيا والصين، ودول عربية وغربية “نافذة”، تسبقها إلى تهنئة الجزائريين وإعلان جاهزيتها لدعم التعاون وعقد اتفاقيات شراكة قوية مستقبلا، وها هو الذي يؤلم فرنسا ويقضّ مضجعها، ويجعلها لا تعرف كيف تتصرّف بعد ما ابتلاها الله بالجزائر الجديدة!

لا يُمكن لفرنسا الرسمية أن تعادي الجزائر، ففيها يرقد ملايين الجزائريين، من الإطارات والكفاءات والشباب والنساء والأيادي العاملة التي لا يمكن قطعها بتشديد إجراءات منح الفيزا، ولا باسم طرد “الحراقة”، ولا بمراجعة إجراءات الإقامة والشغل والزواج وتنقل الأشخاص، وهذه الأخرى “قنبلة” بين أحضان فرنسا، عليها أن لا تنبش فيها حتى لا تنفجر عليها!

في الجزائر، هناك أيضا، “استثمارات” وتبادلات ومصالح فرنسية، الأكيد، أن “فافا” لا تريد خسرانها ولا تضييع قيد أنملة منها، لكن الظاهر أن العقلية الاستعمارية التي تسكن عقيدتها وعقلها، سيضيع عليها الجمل بما حمل، طالما أنها تريد أن تفرض وصايتها و”خياراتها” المرفوضة والمذمومة على الأغلبية الساحقة من الجزائريين!

لقد قال الجزائريون كلمتهم يوم 12 ديسمبر الماضي، واختاروا رئيسهم، ولذلك مهما كان “موقف” الحكومة الفرنسية، لا يُمكنه بأيّ حال من الأحوال، أن يغيّر مجرى الأحداث، أو يعيد القطار إلى ما قبل 12 ديسمبر، أو يُرغم الركاب على النزول في محطة أخرى، أو تغيير الوجهة، وهو ما يستدعي من فرنسا التوقف لتصحيح نهجها اليائس في محاولة اتخاذ القرار وفرض الاختيار على الجزائريين الذين يكفرون بالأبوية و”التدبار”!

قديما قالوا: “من عندي وعندك تنطبع.. وإذا غير من عندي تنقطع”، والظاهر أن فرنسا، لا تريدها أن “تنطبع”، بل تدفع من أجل أن “تنقطع”، وهو ما يعكس، إلى أن يثبت العكس، موقفها الذي جاء على لسان رئيسها ماكرون، ثم وزير خارجيتها، بكلمات مستفزة لا قيمة لها، لكن السحر سينقلب على الساحر، وستعود “فافا” إلى التودّد عندما تتأكد بأن “الميترو” الجزائري لم يعد بحاجة إلى “الوقود” الفرنسي طالما هناك بدائل أحسن وأكثر آمانا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • يوغرطة

    اذاا ارادت فرنسا التعامل مع الجزائر علي اساس صحيح وموثوق وبدون غدر وخداع وتلاعب بالمصالح العليا لبلادي الجزائر عليها اولا الاعتذار والاعتراف بجرائمها ضد الانسانية والتطهير العرقي والابادة الجماعية من طرف جنودها وجنرالاتها السفاحين المجرمين الارهابيين في فترة الاحتلال البغيض للجزائر -1830م الي 1962م - فترة تمميزت بالقتل ولتجهيل والاحتقار والترهيب والفاشية والنازية قل مثيلها .
    علي فرنسا كذلك تعويض الضحايا والابرياء واعادة الارشيف وكل المسروقات واالثروات المنهوبة
    يا فرنسا لن نتسامح معك بهذا الشان لانك لا زلت تتعاملين مع الجزائر وكانها مستعمرة تابعة لكن هيهات ثم هيهات

  • متفوق

    يبدو أن كاتب المقال لايزال يعيش في السبعينات من القرن الماضي

  • HOCINE HECHAICHI

    ما زالت الجزائر، بعد 57 سنة من الاستقلال وحكم الشرعية الثورية، عالة على الآخرين، في كل شيء ، وخاصة فرنسا "المستعمرة ".
    فرنسا صديقة وشريك سياسي واقتصادي وثقافي وإنساني لا يمكن الاستغناء عنه.
    فهي التي تطعمنا وتلبسنا و تداوينا وتكون رياضيينا و... وتزودنا بلأفكار.
    و ها هو مكرون يتصل بتبون لتهنئته .
    فكفانا نفاقا ومخادعة واستخفافا بعقولنا.

  • درويش

    سقط القناع عن القناع ، ذهبت فافا التي تحبونها ذهبت

  • مفدي

    ودان القصاص فرنسا العجوز
    بما اجترحت من خداع و مكر