-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
علماء ومشايخ حذروا من تأثيرها على المجتمع

فتاوى “تهريجية” تغزو القنوات وتتلاعب بالدين!

كريمة خلاص
  • 7388
  • 21
فتاوى “تهريجية” تغزو القنوات وتتلاعب بالدين!
ح.م

تحوّل مجال الفتوى في بلادنا إلى “سيرك” كبير بسبب خرجات شاذة لبعض من يحسبون على “رجال الدين والعلم” وانتشار فيديوهاتهم الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إسداء رأيهم في أسئلة تصلهم من قبل مواطنين بأسلوب تهكمي وهزلي صنع الفرجة في كثير من الأوساط وتداول فيديوهاته كثير من النشطاء، لكنه بالمقابل أحرج السائلين وجعل منهم أضحوكة ومسخرة لغيرهم وأكثر من ذلك نالهم من النهر والزجر ما يخالف تعاليم ديننا الحنيف الذي “يحتكمون” إليه في أجوبتهم.

ويبدو أنّ هذا الأسلوب رفع نسب المشاهدة فتبناه وسار على نهجه آخرون، ما يفرض تدخلا عاجلا وصارما للسلطات الوصية وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية لوضع حد لهذه الفوضى العامة التي أخلطت حسابات كثير من الجزائريين ومست بسمعة الأئمة والدين وهزت الثقة في الفتوى والمفتين.

هؤلاء مهرجون حوّلوا الإمام إلى أضحوكة وزعزعوا الثقة في الفتوى

وبرأي كمال تواتي إمام مسجد الإصلاح بالمدنية في العاصمة فإن “هناك اتجاها غامضا مقصودا في بلدنا يهدف إلى تقوية جناح على حساب آخر باسم التقدم والعصرنة وليس الوسطية والاعتدال”. وحسبه، فإن تجربة العشرية السوداء التي مرت بها بلادنا أفرزت تخوفا لدى الشعب من كل ما هو ديني أو حكومي أو سلطوي وهذا مغروس،كما قال، في جيلنا دون شعور، ما أفرز على الساحة الإعلامية الدينية “مهرجين” بامتياز بعيدين كل البعد عن الإسلام الصحيح، فلا هم أتقنوا لغة عربية ولا تمكنوا في مجال القرآن والسنة والفقه.

وألقى محدثنا باللوم على القنوات والجهات التي تستدعي هؤلاء وتمنح لهم الفرصة للبروز وكل همها رفع نسب المشاهدة.

وانتقد الإمام تواتي الإساءات والأسلوب الزاجر الساخر لهؤلاء في ردهم على ما يصلهم من بريد المشاهدين، مؤكدا أنه “هتك ستر وعرض لما ائتمنوا عليه من أسرار”.

وأقسم محدثنا بالله على أن أمثال هؤلاء سيسألون عن فقد الناس للثقة في الشيوخ والأئمة وكيف أنهم حوّلوا بسلوكهم هذا الإمام إلى أضحوكة لدى الآخرين بعد أن هزّوا صورة الإمام في المجتمع وأفقدوا الناس الثقة في أهل الفتوى وحمل في الأخير تواتي المسؤولية لكل من يشترك في هذا الفعل أو يسمح به من قنوات إعلامية وصفحات لمواقع التواصل الاجتماعي وكذا لأبناء المجتمع الذين يقبلون بانتشار مثل هذه السلوكات وكذا الجهات المستفتية التي قبلت بأن تكون مسخرة وأضحوكة.

فوضى الإفتاء خطأ يخشى تأثيره على مكانة الفتوى

من جهته موسى إسماعيل أستاذ بكلية الشريعة في جامعة الجزائر أكّد أنّ “منصب الفتوى ليس بالمنصب الهين ويجب أن يتمتع المفتي بثقل الجانب الديني واحترام من قبل المشاهدين والمستمعين والعامة”.

وتأسف إسماعيل لتحوّل المفتي إلى محل سخرية واستهزاء وهو ما جعله يخشى من تأثير ذلك على منصب الفتوى في بلادنا.

وذكر المتحدث بأن الظاهرة ليست حكرا على بلادنا بل تتعداها إلى عديد الدول المسلمة الأخرى حيث يتصدر هؤلاء المفتون الواجهة والساحة الإعلامية.

وأكد المتحدث أن ارتفاع نسب المشاهدة التي تحصدها تلك الفيديوهات سواء على مستوى القنوات أو مواقع التواصل الاجتماعي لا تعود إلى مضامين الفتوى وإنما من أجل الترفيه والترويح الذي يجده فيها متابعوها، غير أن الأصل في الفتوى هو الإخبار بالحكم الشرعي وفق طريقة معينة.

من جهة أخرى، يقول المتحدث ذاته، إن حصص الإفتاء تتميز بالوقار والمكانة العالية وعادة لا يتم تداول فيديوهاتهم بشكل واسع.

واعتبر موسى إسماعيل ما يحدث من “فوضى الإفتاء” في بلادنا خطأ في الطريقة بأكملها لأن الغرض هو إفادة المشاهد بالمعلومات الصحيحة وليس المراهنة على المضمون نسب المشاهدة، وهو ما جعل الأمور الدينية تستغل في أشكالها الحالية.

الفتوى أصبحت سوقا رائجا للمتعيشين باسم الدين والبطّالين

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور نصر الدين ورّاش، أستاذ في أصول الدين بجامعة الجزائر وإمام بالمسجد المركزي لبوزريعة أنّ الفتوى مقامها عظيم في الإسلام لبيان ذلك في قول الرسول عليه الصلاة والسلام “من أفتى فقد وقّع عن الله” لذلك نجد أنّ كثيرا من كبار علماء السلف الصالح كانوا يتحاشون الخوض في الفتوى وعلى رأسهم الأئمة الأربعة، رغم ما لهم من طول باع في العلم والفقه.

وتأسف الإمام والأستاذ لما آلت إليه أوضاع الفتوى في بلادنا حيث قال: “للأسف الشديد أصبحنا نرى في هذا المشهد البائس أن الفتوى أصبحت مرتعا يخوض فيه كل أحد بعلم أو بجهل، بل أصبحت سوقا رائجة لفئة من المتعيشين باسم الدين ومن الذين جعلوا الفتوى مجالا لتشغيل بعض البطالين”.

الوضع العام هذا حسب محدثنا جعلنا نسمع فتاوى عجيبة غريبة لا تمت للدين والعلم والفقه بصلة.

وأضاف المتحدث: “لا بد أن نسجل المسؤولية الدينية والأخلاقية والعلمية لبعض القنوات الخاصة التي فتحت الأبواب لبعض المطرودين من المدارس الذين ظنوا أنّ التأهل للفتوى يكون بمجرد إطلاق اللحى ولبس العمائم”.

ودعا الإمام وراش إلى ضرورة تدخل الدولة لتنظيم الفتوى وإعطاء الكلمة لوزارة الشؤون الدينية لتحديد المتأهلين للفتوى ووضع حد لفوضى الفتوى التي تحولت إلى مجال تهريج ومسرحيات تضحك الناس أكثر مما ترشدهم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • كمال

    الخطر الذي يهدد امة المسلمين كلهم هي تلك الفرقة الضالة المضلة ذات الفكر المتزمت الدموي الوهابية التي تحالفت مع الصهيونية العالمية والصليبية الغربية ضد بلاد المسلمين بالشرق الاوسط ودمرت واليمن وسوريا والعراق وليبيا وتونس ومن قبل الجزائر ..........وباعت فلسطين
    الوهابية فكر ماسوني بحق وكل اتباعه هم اعضاء بالهيكل الماسوني المقدس بلوزان -سويسرا - الفرع 588 والذي يضم كل اديان العالم بدون استثناء

  • ابواويس الجزائري

    اغلب المعلقين يتهمون السلفيين بالوهبين صناعة الإخوان والروافض والاردوغانين الذين دمروا البلاد والعباد عليهم من الله مايستحقون

  • houssem

    اوقفوا المهرج شميسو يرحمكم الله

  • جلال

    ونحن نرجع إليهم من خلال نص تاريخي فقط وفهمهم للإسلام نسبي وكل التراث له قيمة تاريخية فقط لأنه نتاج أشخاص ماتوا منذ قرون،لذلك تجارة الفتوى هذه يجب أن يوضع لها حد لأن من ورائها كهنوت يشرفون عليها ويمولونها لتحقيق مصالحهم الذاتية .إن الحرام هو ما حرمه الله في كتابه الى يوم القيامة وكل زيادة على ذلك هى تعد على حاكمية الله (اليوم أكملت لكم دينكم) فلا يمكن أن يأتي أحد ويقول لي إن لعبة الشطرنج مثلا حرام أي تساوي قتل النفس بغير حق

  • جلال

    أغاية الدين حف شواربكم ياأمة ضحكت من جهلها الأمم
    كل من كان يبيع الخضر أو الدجاج ولم يسعفه الحظ صار إماما وداعية ومفتي لأن ذلك يتطلب حفظ بعض الآيات وقراءة بعض الكتب الصفراء التراثية وتحت شعار حب الله ورسوله تم إستغلال عواطف كثير من المسلمين لجهلهم بحقائق الدين ،الإسلام لا يعترف أصلا برجال الدين وليس بحاجة إليهم ليعطوه الشرعية، فالسلفية مثلا هى دعوة الى إتباع خطى السلف بغض النظر عن مفهوم الزمان والمكان( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ) وهذا تعطيل لنوامس الكون والتقليد مستحيل لأن ظروفهم تختلف عن ظروفنا ونحن نرجع إليهم من خلال نص

  • بن احمد

    راس الفتنة الان هو التيار المدخلي

  • شخص

    حقا هذه مصيبة ولكن الشيء اللذي حيرني اكثر كيف وجد هؤلاء من ينصت لهم ومن يتوجه اليهم رغم وجود الكثير من اهل العلم المعروفين في بلدنا ولله الحمد يجب علينا نحن ايضا ان نتفقه في ديننا كي نفرق بين اهل العلم واهل التجارة بالدين .

  • محمد أمير الجزائر

    فتاوى تهريجية أفضل من فتاوى إرهابية شخص يدرس التراث لبضع سنين ويتصور أن بإمكانه حل كل مشكلات العالم الاجتماعية والاقتصادية طبعا سيكون أضحوكة عند العقلاء

  • عيساوي

    و التهريج الذي بالبرلمان الحفافات و أصحاب الشكارة. و التهريج الذي من المسؤولين منهم حتى وزراء الذين كل يوم يضحك منهم المواطن البسيط من تدخلاتهم التهريجية. البلاد أصبحت كلها في آيادي مشجعة للتهريج و منفرة لأصحاب الكفاءات.

  • Abdelkader Bensenouci

    "الشيوخ" وجدوا في "الفتوى" مصدر ربح "باطل و سهل" كثلهم مثل الرقاة الذين نجدهم في كل حي و دشرة. و الإعلام -القنوات الخاصة تحديدا جعلت من الحصص الدينية وسيلة لملء الفراغ و منها من يعمل (عمدا) على إبتذال الدين و "علمائه"(عمدا في بعض الأحيان). وما تهكم الناس على ذلك في الوسائط الإجتماعية خير دليل .

  • الحقّ أحقّ

    في الإسلام العلم إختصاص :
    1)علوم القرآن ولها أهلها.(مختصون في التفاسير والشروح فقط).
    2)علوم الحديث ولها أهلها.(مختصّون في الأحاديث وشروحها فقط).
    3)علوم الأصول ولها أهلها.(مختصّون في إستنباط الأحكام من القرآن والحديث فقط).
    4) علوم الدعوة ولها أهلها.(مختصون في الوعظ والإرشاد والتبليغ).
    6) علوم الفتوى ولها أهلها.(وهي الأخطر).
    **والمفتي يجب أن يأخذ من كلّ الإختصاصات الخمسة الأخرى ويتضلّع فيها حتى يحقّ له أن يفتي.
    ولذا قيل أن المفتي أشدّ على الشيطان من ألف عالم لأنه لا يزيد أكثر من حلال حلال حرام حرام.وكان مالك رحمه الله يطلب المهلة ليفتي .

  • حنبل

    لا للنفاق فالفكر الوهابي ليس الا عينة للأفكار التي صنعها العقل العربي والتي إنقلبت عليه كما إنقلب السحر على الساحر فلا فرق بين الوهابيين والإخوان وووو الا في التسميات

  • المولودي

    بهذا الفكر المغشوش الذي يسوقه دعاة الضلال أنتج لنا حكاما للبلدان الإسلامية مستبدين ودكتاتوريات لا نجد لهم مثيلا في دول العالم في طغيانهم وجبروتهم واستخفافهم بشعوبهم أضف الى هذا انهم يلقون التشجيع والحماية من أعداء امتنا الذين ينهبون خيراتنا ويستغلوننا في تنفيذ مخططاتهم لأنهم يعلمون علم اليقين لو أن امتنا فهمت دينها كما فهمه السلف الصالح لأقاموا دولة قوية تكون ندا لهم . دولة مستقلة تستغل خيراتها لصالح شعوبها و الغرب لا يريدون للتاريخ أن يعيد نفسه و الكل يعلم بعد قرن من ظهور الإسلام ظهرت دولة من أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التاريخ إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً،

  • جمهورية الجهل المقدس

    علماء ومشايخ حذروا من تأثيرها على المجتمع ... فتاوى “تهريجية” تغزو القنوات وتتلاعب بالدين
    ومن يصنع هذه الفتاوي ? اليس هؤلاء الذين صنعوا هذه الفتاوي التهريجية علماء وأئمة ومشايخ هم أيضا ? بما أننا نعيش في مجتمع يطلق إسم العلماء على المشعوذين وتجار الأحلام والدراويش والرقاة .. ! في وقت العلماء في كل القواميس وفي كل الأدبيات هم المخترعون والمبتكرون لوسائل ونظريات وأفكار ... في مجالات مختلفة يسعدون به البشرية ويساهمون بها في تطور وتقدم الأوطان

  • جزائري غيور/ الجزائر

    - الأغرب في بلادنا أننا ما زلنا نجد بين ظهرانينا من يطبل للفكر الوهابي عملاءَ ومأجورينَ لفكرٍ كان رأس حربة لشتاء عربي حصد الأخضر واليابس اتقوا الله في شبابنا !!!!!!!!!!

  • نمام

    طبعا باسم محاربة الارهاب اصبح كل من يقول لا اله الا الله خلية نائمة ومن غير المعقول ان مليارمسلم يحملون نفس المشروع ولذا خطط تمزيق العقول ثم يرجع تحملها في اشكال جديدة من اختيار من يدعون محاربة الارهاب والحقيقة الاسلام وساهم الاعلام و السياسة بمنطق انه يتحكم في الادراك و السيطرة على الوعي بصياغة الخوف و التهديد وهنا تاخرنا في الدرسات و الابحاث و الندوات الدولية لتعرية الارهاب والوقوف على جذوره الاجتماعية و الثقافية وهذا بالتجديد في المفاهيم وتكوين اطارات قادروةعلى التحاور بقت نفس النمطية في الدروس المناسباتية يتحدث عن نصاب الابل في وسط باريس و لا يدرك للحداثة معنى هذا ما اسقط القداسةالاسلام

  • ساسي

    الفكر الوهابي المتعفن النتن الماسوني الصهيوني الصليبي هو الخطر الاكبر علي امة العرب والمسلمين -العراق ليبيا سوريا تونس اليمن ومن قبل الجزائر -

  • ابن الجبل

    لنعلم أن الدولة الجزائرية دولة اسلامية ، وخصصت لهذا الدين القويم وزارة، تسمى وزارة الشؤون الدينية، دورها هو رعاية هذا الدين من الانحراف والتشويه من تجار الكلام والمفترين على الله والرسول ... على وزير الشؤون الدينية التدخل لوقف هذه المهازل من أشباه الاعلاميين ، الذين هدفهم هو ملء الفراغ وجذب المشاهد ولو على حساب المبادئ الدينية القويمة .

  • عبدالقادر

    يحيا الشيخ فركوس

  • نبيل

    و بسبب عدم وجود حهة فتوة رسمية تقود المجتمع بدل من الشراذم التي تزيد الظلال عمعقا و كمثال لا الحصر اصبح اغلب المجتمع يعتقد ان التحايل بجميع انواعه او سرقة المال العام و بعدة اشكال و الوان بنضر الاغلبية الساحقة حلال و جائز باعطاء مبررات ما انزل الله بها من سلطان و الكل ينظر و ينعامل مع الدولة على انها ظالمة و بتالي يجوز ان تنهبها و تسرقها و تتحايل عليها هذه حقيقة واقعة

  • امام

    الفتوى والرقية وبدرجة اقل السياسة أصبحت مهنة من لامهنة له ولاحول ولاقوة الا بالله