-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فريق وطني متجـ (ا)….نس

عمار يزلي
  • 1424
  • 0
فريق وطني متجـ (ا)….نس

سعدت بإنجازات الفريق الوطني في المونديال وبالدور الرياضي لحاليلوزتش الريادي، في الوصول إلى الثمن النهائي والخسارة مع الربح في المقابلة مع ألمانيا، ورحت أفكر: كيف يمكن لنا أن يكون لنا فريق كامل ومتكامل لإنجاز “الوعد الحق” (بلا كذب واحتيال).. والفوز بكأس العالم! ولم لا؟ نحن غلبنا الألمان بـ2 مقابل 1 في 82، وغلبونا هم بـ2 مقبال 1 هذه السنة، وربحوا بشق الأنفس بـ1 مقابل صفر في نهاية الشوطين الإضافيين، فلماذا لا نكون نحن الأجدر؟.نحن شعب المعجزات، وقادرين على شقانا! ثم أن المال موجود ولله الحمد، والإرادة السياسية والشعبية متوافقة لأول مرة في هذا الشأن! نريد أن تربح ولو لمرة! الشعب محتاج أن يربح..محتاج أن يفرح! كرة القدم هي المؤسسة الديمقراطية الوحيدة في البلاد والتي يشارك فيها الشعب كبيره وصغيره وذكوره وإناثه، كباره وصغاره في صنعه! الفريق الوطني هو الفريق الوحيد الذي يصنع ديمقراطيا: لا يمكن أن يدخل لاعب فقط لأنه أبن وزير أو بالشكارة إذا لم يكن لاعبا جيدا! لهذا ترى الناس ينتقدون كل صغيرة وكبيرة في أداء اللاعبين وفي اختيار المدرب للعناصر! وهذا من صميم اللعبة الديمقراطية التي لا توجد عندنا في المؤسسات الأخرى.

لهذا قلت، وأنا أتحمل مسؤولية هذا البلد، ومنذ الحملة الانتخابية الثانية عندما صرخ أحد المواطنين في وجهي وأنا في تجمع شعبي: الفريق الوطني سيدي الرئيس! قلت له أمام الجماهير: أنا لو كان جبرت فريق يتباع بالدراهم…نشريه! وها نحن اليوم عندنا الدراهم وقادرين نشري فريق.. فلم لا نشتري فريقا بأكمله؟..فما دام اللاعبون يباعون في السوق العالمية لكرة القدم كما تباع السيارات والمعدات والأثاث والأمتعة والخضر والفواكه، فلما لا أشتري فريق “خضر” جاهزا..”prêts à gagner”؟..

هكذا، فوضت وزير التجارة والرياضة ليشتروا لنا فريقا “شباب”، يعرف يلعب..وما دابيا يكون الفريق الألماني باعتباره صاحب كأس العالم لهذه السنة، لأنه سيكون لا يزال في قوة العطاء المرة القادمة في روسيا واقيلا..قبل ما نوصلوا  إلى قطر.. لأنه في دورة قطر، لابد أن نكون نحن من يأخذ الكأس..أوبليجي!

بعد أشهر، جاءني التقرير يقول أننا قد تفاوضنا مع وزارة الخارجية لعدة بلدان حاصلة على الكأس، من بينهم البرازيل، إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، وبالطبع الفريق الألماني الذي فاز هذه السنة بالكأس. لقد طلبوا غاليا، خاصة الألمان، لأننا قلنا لها: نريد أن نشتريكم بكم بالكأس. لقد طلبوا مبلغا باهظا: أكثر من 50 مليار دولار للدولة المتخلية عن الكأس، ومثله لكل لاعب ومثله للأندية التي يلعب فيها اللاعبون.! كنا سنقبل بهذا العرض، لولا اعتراض الفيفا على الصفقة. فقلنا، نختار الخطة “ب”، وهي شراء أكبر اللاعبين لهذه الدورة ونعطيهم الجنسية الجزائرية. هذه الخطة، ماشية على قدم وساق! لقد وافق “ميسي” على الالتحاق بالجزائر كمواطن جزائري وكلاعب في الفريق الوطني مقابل مليار دولار. كما تم التفاهم مع الشاب البرازيلي نيمار دي سيلفا بمبلغ 700 مليون دولار مقابل التخلي عن الجنسية البرازيلية نهائيا. كرستيانو رونالدو، أبدى استعداده دون تردد مقابل 700 مليون دولار، ومستعد من غد أن يلعب مع شبيبة القبائل!. فرانك ريبيري، رغم أنه لم يلعب في المونديال، بسبب المرض إلا أنه قبل بالجنسية الجزائرية باعتباره مسلما ويحب الجزائر، مقابل فقط 500 مليون دولار. اللاعب الأوروغواري لويس سواريز، بعد عدة اتصالا معه ومع فريق ليفربول، وافق على التجنس مقابل 400 مليون دولار. سيرجيو رامو، باعتباراه كبير السن قياسا بالآخرين ولكنه بفضل تجربته قبل أن ينضم إلى الفريق الوطني ويأخذ الجنسية الجزائرية مقابل 200 مليون دولار. وما زلنا نبحث عن آخرين أحسن وعن مدرب أحسن أيضا. فقد اتصلنا بعدة مدربين وأبدوا استعدادهم لتعويض حاليلوزيش منهم الإيطالي العجوز فابيو كابيلو الذي لم يقبل بذلك دون 10 ملايير دولار كبديل للتخلي عن جنسيته الأصلية نهائيا والتجنس بالجنسية الجزائرية وتدريب الفريق الوطني. روي هودسون، المدير الفني الإنجليزي هو الآخر لم يقبل أقل من 8 مليار دولار. المدير الفني الايطالي تشيزاري برانديلي، قبل ذلك بسعر 5 ملايير دولار. البرازيلي فيليبي سكولاري، قبل العرض فقط بـ3 ملايير دولار. أوتمار هيتسفيلد الألماني، الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، الأمريكي يورغن كلينسمان ، كلهم قبلوا بالعرض مقابل 2 مليار دولار.

غير أننا لا زلنا نبحث عن فريق متميز وأصيل ومتجانس ونفضل أن يكون الفريق الوطني الجزائري مكونا من كل من: مانويل نوير، داني ألفيش، تياجو سيلفا، سيرخيو راموس، فيليب لام، فرانك ريبيري، تشافي هيرنانديز، أندريس إنييستا، ليونيل ميسي، زلاتان إبراهيموفيتش، كريستيانو رونالدو. كما نفضل المدرب كابيلو..! ولازالت المفاوضات قائمة مع وزراء خارجية هؤلاء وأيضا الأندية التي يلعبون معها والذين لا يرغبون في التخلي عن لاعبيهم إلا بمبالغ ضخمة. ونحن قلنا لهم أننا على استعداد لشراء هؤلاء اللاعبين بهم بفرقهم وعائلاتهم، إن أرادوا.. نحن المهم عندنا أن تفوز الجزائر بكأس العالم أو على الأقل أن تصل في الدورة القادمة إلى النصف النهائي أو الربع النهائي. نحن يهمنا الشهرة، أما المال فماكانش مشكل! كااااين!

بعد عدة أشهر، جاءني التقرير الذي قدم لي في مجلس الحكومة من طرف كل من وزير المالية والخارجية والرياضة والتجارة، يقول فيه أن “استوراد” فريق جاهز به بكأسه، غير ممكن مع قوانين الفيفا، لأن ذلك يعتبر تجارة بالجملة واحتكارا والقانون التجاري الدولي يمنع الاحتكار، لهذا، فضلنا أن نشري العمالة الرياضية بالتقسيط. لم يكن الأمر سهلا وبدون مشاكل قانونية وإدارية مع الأندية التي تتحكم في عقود “ما قبل التشغيل” لهؤلاء العاملين بالأرجل، في البلدان التي تعمل بالأمخاخ!. لقد أهدرنا لقاء ذلك كثيرا من الوقت والمال من أجل التوصل إلى نتيجة أنه قد صار عندنا فريق وطني جزائري متجنس مائة بالمائة! كلهم بدلنا لهم  أسماءهم كما اشترطنا عليهم: هكذا صار ” مانويل نوير” (مناول بونوار)، داني ألفيش (عداني الفياش)، تياجو سيلفا (التاحي ولد بوسلافة)، سيرخيو راموس (سرخاوي عمروس)، فيليب لام (فم الديب لامي)، فرانك ريبيري (فرناكي ربراب)، تشافي هيرنانديز (شافعي بوقنادز)، أندريس إنييستا(دراريس ولد أنيسة)، ليونيل ميسي (النايلي ولد عمي النويسي)، زلاتان إبراهيموفيتش (زليطن ولد البرهوش)، كريستيانو رونالدو (بوكسطيلة براندو). ونحن نعد العدة لنكون من عمالقة العالم في كل شيء بما في ذلك كرة القدم.

وأفيق من نومي وأنا أركل في زوجتي للرأس!..نوضي..تصلي الفجر..راه قريب الظهر!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!