-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من اللقطات المخزية لمنتخب 1979 إلى صورة بلقبلة 2019

فضائح لاعبي الخضر تتواصل على مدار نصف قرن

الشروق الرياضي
  • 7746
  • 0
فضائح لاعبي الخضر تتواصل على مدار نصف قرن
أرشيف

يكفي أن نقول بأن رياضة كرة القدم مجرد لعبة، لنعرف بأنها مليئة بالمتناقضات وبالأمور المخزية والمشينة، وربما الاحتراف هو ما منحها بعض الاحترام وأبعدها عن الفساد الذي كان قد نخر جسدها في كل بلاد العالم بما فيها موطنها الأصلية إنجلترا.
وقد يكون التطوّر التكنولوجي، وتمكن الناس من تصوير كل شيء هو الذي كشف هذا اللاعب المغترب المدعو هاريس بلقبلة أمام الناس، وقد يكون جهاز كشف المنشطات هو الذي صدمنا بلاعبين يتعاطون المخدرات، وتقنية تسجيل المكالمات هي التي جرّتنا لمعرفة بعض رؤساء الأندية على حقيقتهم من بائعي الذمم والكرامة، لكن ما لا يعلمه كثيرون هو أن مثل هذه الأعمال المشينة كانت دائما ومازالت، ولحسن الحظ بعضها مصوّر ولا يمكن نفيه.
هناك شهادات على أن بعض كبار نجوم الخضر في سبيعينات وثمانينات القرن الماضي كانوا يتوجهون إلى الملاهي وحتى إلى بيوت الدعارة في كل التربصات التي كانت تكلّف الخزينة غاليا في هولندا وفرنسا وسويسرا وخاصة في الدول الاشتراكية في زمن تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الديمقراطية ومنها التي احتضنت المنافسات الكبيرة مثل أولمبياد موسكو سنة 1980 وألعاب البحر الأبيض المتوسط في سبليت اليوغوسلافية سنة 1979، كما تم ضبط لاعبين من الخضر في سنة 1978 في بودابست المجرية وهم يسرقون ألبسة ومعدات كهرومنزلية وشوطولاطة من متجر هناك.
أما الفضيحة الحقيقية والتي يمكن لأي جزائري أن يشاهدها على اليوتوب بمجرد أن يكتب فضيحة المنتخب الجزائري في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1979، فقد كانت في مباراة كرة ضمن نصف نهائي المنافسة، إذ كان رفقاء لخضر بلومي متفوقين بهدفين مقابل واحد على البلد المنظم يوغوسلافيا، قبل نهاية المباراة، وكانوا متحكمين في المواجهة وأضاع شعبان مرزقان الذي كان حينها في العشرين من العمر هدفا حقيقيا عندما انفرد بالحارس، ليتمكن المنتخب اليوغوسلافي من التعديل وتسجيل الهدف الثالث، حيث لم يتقبل مرزقان النتيجة وبطيش شباب ونقص خبرة، راح يضرب لاعبي يوغسلافيا بعنف مبالغ فيه، ثم حمل عصا الركنية وهدّد كل من يقترب منه ليثور بقية اللاعبين ومنهم علي فرقاني وعلي بن الشيخ وآخرين وقاموا بإشارات مخزية ولا أخلاقية نحو الجمهور اليوغوسلافي أمام مرآى الملايين من المشاهدين، لأن التلفزيون اليوغوسلافي صوّر تلك اللقطات المسيئة للجزائريين، خاصة التي قام بها الثنائي بن الشيخ وفرقاني.
كل المبررات التي تتحدث عن سوء التحكيم غير مقبولة، ولأن العلاقة بين الجزائر ويوغوسلافيا في تلك الفترة كانت قوية جدا في زمن الرئيس التاريخي بروز تيتو، فقد اعتذرت الجزائر لسلطات بلغراد، وقامت بمعاقبة اللاعب مرزقان قبل أن يعود للخضر ويشارك في مونديال 1982، وكان أحد أبطال ملحمة خيخون الشهيرة عندما فاز الخضر بالنتيجة والأداء على المنتخب الألماني العملاق.
وتأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الكثير من نجوم الخضر في الزمن الذهبي كانوا يتعاطون المنشطات في الوقت الذي أصبح من يتعاطونها الآن يسقطون في كل اختبار كما حدث للاعب من مولودية الجزائر وثلاثي آخر من شبيبة القبائل في الموسم الكروي المنقضي.
لو لم يكن التطور التكنولوجي قد بلغ الآن أوجه، لكان هذا المدعو هاريس بلقبلة قد أكمل رحلته مع الخضر في القاهرة ولربما صار أحد اللاعبين المُمجدين من طرف الجزائريين في حالة التتويج باللقب القاري، ولكن التكونولوجيا كشفته وأبعدته عن عالم الجزائريين ولن يشفع له أي اعتذار أو دموع ندم أو طلب الصفح، لأن الصورة كانت أقوى وهي لوحدها قالت حقيقة هذا اللاعب، الذي لم يرفض عرض الخضر من أجل استعمال المنتخب الجزائري في محاولة لتسلق الدرجات من أجل أن يجد نفسه في فريق آخر بدلا عن فريقه براست المتواضع الذي يلعب له.
لحسن حظ الجزائر أن كبار اللاعبين الذين بصموا على مشوار كبير لم يتورّطوا أبدا في الفضائح الأخلاقية ولا في سبّ الناس أو الاعتداء على المنافسين أو الحكام في صورة المرحوم حسان لالماس ورابح ماجر ورياض محرز، فخطفوا حب الناس ولم يخافوا أبدا من الفيديوهات ولا من عالم التكنولوجيا من صورة وصوت.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!