-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“فضائل” كورونا !

جمال لعلامي
  • 1122
  • 1
“فضائل” كورونا !
ح.م

بعيدا عن مخاطر كورونا، وما تسبّبت فيه من قلق وارتباك وفوبيا وإصابات وموتى، رحمهم الله، في الجزائر، كغيرها من بقاع العالم، فإنها علّمت الناس النظام والتضامن والتعاون، وكسرت شوكة “التعنتير” وأدعياء “الجندي الذي لا يُهزم”، وسوّت بين جميع البلدان، ولم يعد هناك دولة كبيرة وقوية ومتطوّرة، ودولة صغيرة ونامية وضعيفة، وهذه واحدة من نتائج “كوفيد 19” الذي سيفتح الأبواب مستقبلا للنقاش والتحليل والاستشراف!

لقد تعلم الناس هنا وهناك، كيف يلزمون بيوتهم، ويظلون مع أولادهم وعائلاتهم، ولا يغادرونها إلأ للضرورة القصوى: من أجل دواء أو غذاء، فقط وحصريا، وماعدا ذلك فإنه حظر للتجوال!

الجميع، إلا قليلة قليلة، ممّن لم يبلغ مستوى الوعي ذروته عندها، أصبح يضع حذاءه عند مدخل باب المنزل، وأوّل إجراء وقائي واحترازي يقوم به، هو الغسل بالماء والصابون والجافيل!

اليوم، أدركنا كمسلمين ومؤمنين بقضاء الله وقدره ومعجزاته وعلمه للغيب، بأن “النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان”، وها نحن وغيرنا، لا يجد ما ينصح به على لسان الأطباء والخبراء، سوى النظافة والتنظيف، من باب أن الوقاية خير من العلاج!

لقد تساوى الناس، عبر مختلف بقاع المعمورة، على اختلاف دينهم وملتهم وجنسهم، في غريزة الخوف والقلق والهستيريا و”حبّ البقاء”، واتفقوا بعد ما اتفقوا لعقود على أن لا يتفقوا، بأن الوباء الجديد “قضية حياة أو موت”!

سيعلم المسلمون لاحقا ونحن منهم، بأنهم رغم تعليق صلاة الجماعة، وغلق المساجد في وجه المصلين مؤقتا، لمنع التجمع وإحباط تنقل العدوى، أنهم استفادوا كثيرا من رحمة الله والتضرّع إليه، واستفادوا كثيرا من دعوات الشيوخ والصالحين والخيّرين والعجائز والمرضى والأطفال!

أدركنا أخيرا، أهمية المنظومة الصحية، والأمن الغذائي، وراحة البال والطمأنينة، ففترة الحجر الصحي وحظر التجوال، عليها أن تعلمنا جميعا كيف نعمل بإذن الله مستقبلا على تأمين “بطوننا” ودوائنا، وإن كان الضامن هو ربّ العالمين الذي لا تخفى عليه خافية!

علمنا الآن، جدوى التركيز على الفلاحة والصناعة المحلية، فكلاهما ركيزة أساسية لمواجهة الأزمات الطارئة، التي كشفت كورونا، أن لا طائرات ولا بواخر ولا استيراد ولا بترول، بإمكانها أن تكون بديلا داخليا ومفتاحا مواتيا لتخفيف الوجع والتصدّي للمحن!

مثلما “كسرت” كورونا –ظاهريا- الكثير من مناحي الحياة الطبيعية، فإنه بوسعها إن أردنا، بمشيئة الله وإذنه طبعا، أن تعيد بناء ما لم يُبن قبل ميلادها المفاجئ، وعن طريق اليد في اليد، وبالاتكال على الله، والثقة في بعضنا البعض، يمكن أن يتحوّل “الداء” إلى دواء، والنزول إلى صعود والمحنة إلى همّة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد المجيد بوزبيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (206) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}.
    {J'ai vu que si nous avions deux ans de plaisirs (205) et qu'ils venaient à eux, on ne leur promettait pas (206) ce qui était plus riche qu'eux ce dont ils jouissaient (207)).