-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فضيحة اختفاء جمال خاشقجي!

قادة بن عمار
  • 2835
  • 7
فضيحة اختفاء جمال خاشقجي!
ح.م
جمال خاشقجي

اختفاء أو “اختطاف” الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي من قنصلية بلاده في تركيا، هي محاولة بائسة لإعادة إنتاج سلوكات قديمة اعتقدنا فعلا أن الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي قد نسيتها أو أسقطتها من ممارستها ضد المعارضين، هذا إن اعتبرنا خاشقجي معارضا أصلا، فالرجل وبالرغم من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة الأمريكية، وآرائه التي جهر بها ضد وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، إلاّ أنه ظل محتفظا بلباقة الخطاب الموجّه نحو القصر الملكي بل جاءت تدخلاته في العديد من وسائل الإعلام مليئة بالنصح والمعارضة من الداخل وليس بتلك المعارضة الراديكالية الصريحة ضدّ الملك ونجله!

هذه الممارسات القديمة والبالية التي يستعملها السعوديون حاليا ضدّ معارضيهم، تذكرنا بما تعرض له السياسي والمعارض المغربي الشهير المهدي بن بركة (علما أننا سنعيش ذكرى رحيله هذا الشهر)، حيث تم اختطافه في باريس بالتعاون مع المخابرات الفرنسية هناك، ليتم تحويله نحو “فيلا” وتعذيبه يشكل همجي، ثم جرى دفنه بنفس المكان مع أخذ رأسه للملك الحسن الثاني كشاهد على إتمام الجريمة أو كتذكار، وتكرر الأمر ذاته في عدة بلدان أخرى، حيث مثلت “الاغتيالات السياسية” الأسلوب المفضل لدى الأنظمة القمعية من أجل تصفية المعارضين بما في ذلك عندنا في الجزائر خلال السبعينيات تحديدا!

التخلص من جمال خاشقجي وإعدام الشيخ سلمان العودة وملاحقة الدعاة والمفكرين والكتاب المعتدلين، لن يفيد أحدا بل سيضّر كثيرا بسمعة العهد الجديد الذي يقول محمد بن سلمان إنه يريد التأسيس له بالمملكة، فالتخلص من هذه النماذج المعتدلة في المعارضة لن يمهّد الطريق سوى لظهور معارضة أخرى، أشد راديكالية وصداما وعداء!

ماذا فعل جمال خاشقجي حتى يعتقل أو يختطف بهذا الشكل المخزي؟ هل لأنه رفع صوته عاليا ليقول إن محاربة الإخوان المسلمين سترفع من رصيدهم الشعبي، وبأن اعتقال الأمراء ورجال الأعمال من دون محاكمات عادلة (أو من دون محاكمات أصلا) سيلوث العهد الجديد ولم يفده، كما أنه حاول مرارا وتكرارا نصح محمد بن سلمان بأن يكون الانفتاح الاقتصادي الذي يبشر به مرفقا بانفتاح سياسي وإعلامي حقيقي وليس مجرّد واجهة لإقناع الغرب بتغير سياسة المملكة من الداخل!

حتى عندما حاول خاشقجي تأسيس قناة تلفزيونية لمنافسة الجزيرة، اختار العاصمة البحرينية “المنامة” لكن القناة أغلقت بعد 6 ساعات فقط من بداية بثها في رقم قياسي يستحق دخول كتاب غينيس العالمي!! فإذا كانت “الجزيرة” مزعجة وعدائية لهذا الحد، فلماذا لا يتم مواجهتها إعلاميا مثلما كان يريد جمال خاشقجي؟ لماذا استيراد أساليب قديمة كالحصار والاختطاف واستمالة العدو الذي رغم كل ما دفعته له السعودية من أموال وصفقات، لم يتوقف عن إهانة ملكها بل وإهانة العرب والمسلمين جميعا وبشكل غير أخلاقي تماما؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • شخص

    للأسف، هذه التصرفات التي انتهت في أوربا بعد الحرب الباردة، لا تزال تحدث في ادلول العربية البائسة !

  • mohand saidi

    يجب على الأمة الإسلامية العمل على تحرير المكة المكرمة من الأيدي الذين حُريبو النبي محمد صلى عليه و سلم

  • شاوي2

    هل ستتخلى دول الخليج عن أشقائها بالدول الأمازيغية
    كما تخلوا عنهم بفلسطين واليمن ....
    بات واضحا أن خليجي الدول الأمازيغية أصبح محير للغاية ومصيرهم غامض خاصة بعد دحرهم وتنقيتهم من السلطة بتونس والحراك بالمغرب ..

  • سعودي

    انا من منطقه حائل انتسب لقبيله شمر اشهر القبائل في السعوديه نسأل الاخوه الكرام في الجزائر عدم بث الفتنه في بلاد المسلمين نحن تحت رايه الشريعه الاسلاميه ونحب قادتنا الكرام حفظهم الله لم نري منهم الا الخير لماذا صحفكم تهاجم بلاد التوحيد نحن لم نتعرض ولا صحفنا تعرضت لكم بسوء

  • مواطن حر

    لا مكان و لا نجاة الا بدمقرطة مجتمعاتنا. وبناء دولة مؤسسات. شكرا للاخ قادة

  • أمازيغي حر

    يا سي قادة
    أشكرك ليس على مقالك بل لكونك أول إعلامي تطرق لهذا الموضوع الخطير في الجزائر

  • عبد النور

    لماذا إخترت السبعينات وليس التسعينات مع ماكل ماحدث فيها ، وهل من أحد يذكر أو يحاول التحقيق في مقتل الأمير طلال الرشيد هنا في الجزائر ومن يقف وراءه ... بالمناسبة عائلة آل الرشيد هي التي كانت تحكم بالجزيرة العربية خاصة منطقة حائل وقبائل شمر قبل مجيء آل سعود ...وكان لهم معارك ضد بعض ..وقد كان من الممكن أن يقضي آل الرشيد على آل سعود . أرجوا أن تقرأ كتاب "تاريخ آل سعود" للناشط وأول معارض من بلاد الحرمين لحكم آل سعود ، والذي أيضا تم إختطافه من لبنان والغدر به ..المعارض "ناصر السعيد"