-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فلسطين هي العنوان

الشروق أونلاين
  • 227
  • 0
فلسطين هي العنوان

أسقط في أيدي كل الذين بحثوا عن قضايا يستبدلون بها قضية فلسطين كعنوان لقضايا الشعوب والأمة والعالم.. وبقيت فلسطين حاضرة بكل جلالها وجمالها وما تبعثه في الروح والعقل من مشاعر وأفكار هي العنوان المحرِّك والموحي والكاشف لجملة القضايا وأسبابها وطريقة التعامل معها.

وبرغم كل يحس به المحاصَرون في غزة والمرابطون في القدس والمضطهَدون في الضفة الغربية والمحارَبون في كل شيء في الضفة الغربية، وبرغم آلام المعذبين في السجون الصهيونية، وبرغم وجع المغتربين المشرَّدين اللاجئين الفلسطينيين في شتى البقاع.. برغم كل ذلك، فإن هناك إشعاعات نور قوية تنبِّئ بقرب خروج الشمس ساطعة لتتبدِّد جحافل الظلام.

عندما تغص مدرجات الملاعب في الجزائر بعشرات آلاف الشباب يجعلون افتتاحية بهجتهم أن تحيا فلسطين ويحيا الشهداء، وعندما تنطلق هذه البركة إلى ملاعب تونس وشوارع المغرب وملاعبها فيصبح أهلُ المغرب العربي يترنَّمون بفلسطين وشهدائها ويتباركون برايتها فتكون هي الراية التوأم لراياتهم في الجزائر وتونس والمغرب، فإن ذلك يعني بوضوح أنَّ فلسطين تؤدي رسالتها في تقريب الشعوب وإبراز قضيةٍ واحدة لهم، كما أنها في الوقت نفسه تكون قد وجدت أهلها وأنصارها الحقيقيين بعشرات ملايين الناس الطيِّبين الذين يجعلونها قضيتهم..

لا يقف الأمر هنا بل يتمدد إلى الخليج العربي عندما يقف البرلمانُ الكويتي العتيد الجدير بالاحترام ممثلا برئيسه الغانم يطرد الصهاينة ويطاردهم في كل مكان، ويتحرك البرلمانيون الكويتيون الرائعون بعنوان سياسي واحد واضح: أنه مع فلسطين وضد الكيان الصهيوني ومثلهم كثيرون من رجال كبار وعظام في بلاد الحرمين وفي العراق وفي لبنان وسورية والأردن واليمن.. والأمر نفسه نجده في إيران وماليزيا وتركيا وباكستان وسواها من بلادنا الإسلامية.

إن المتابعات لتطوّر تنامي المشاعر والحب في قلوب الأمة نحو فلسطين وأرضها المباركة وشعبها المظلوم يكشف لنا أننا أمام نقطة ارتكاز مُبدعة لنهضتنا؛ إذ تكون العاطفة الحقيقية هي القادرة على تحريك الفكرة العبقرية لإنشاء واقع عملي بقيم وأخلاق وشبكة علاقات بين المهمومين بقضية الأمة في النهضة والانعتاق.

وعندما نفتح صفحات الأخبار ونتأمل ما يجري في الغرب نرى عجبا؛ نرى الرأي العام الأوربي ينصر فلسطين ويعتبر الكيان الصهيوني مجرم حرب وأنه سبب الصراعات والقلاقل في المنطقة والعالم.. بل إننا نجد في الولايات المتحدة الأمريكية تيارا آخذا في التنامي حتى بين يهود أمريكا دعما للشعب الفلسطيني وإدانة للعنصرية الصهيونية.. وهذا ما يجعل مقاطعة المنتجات الصهيونية عملية نشيطة وتحقق تقدما كبيرا.

في بلاد العرب والمسلمين وفي العالم حيث الأحرار والشرفاء تتمدد فلسطين لتكون هي العنوان الأكبر الجامع للضمير الوطني والقومي والإسلامي والإنساني.. وستظل كذلك حتى تتحرر وتعود المكانَ اللائق بالإنسان والتنوع والحياة الإنسانية الهادئة الكريمة المباركة.. وما ذلك على الله ببعيد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!