-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فلسطين وسفاهة “العقلانية” الغربية

حبيب راشدين
  • 967
  • 3
فلسطين وسفاهة “العقلانية” الغربية
ح.م

حسب المجرم نتنياهو “يكون لزاما على الفلسطينيين نسيانُ حلم تفكيك دولة إسرائيل” ووفق رؤية ترامب فإن “نقل السفارة الأمريكية إلى القدس من شأنه أن يحرّك مسار التسوية” ويزعم وزير خارجية سويسرا أن الإبقاء على منظمة غوث اللاجئين “يساهم في إبقاء التطلع إلى العودة حيا، فأصبحت بذلك تشكل جزءا من المشكلة”، وبات تصويب الرصاص الحي على العزل في مسيرات العودة في قاموس النخبة الغربية: “حقا مشروعا في الدفاع عن النفس” كل ذلك يصدر عن نخبٍ غربية تزعم أنها تدين في سلوكها للمنطق والعقلانية.
دعونا نذكر المجرم نتنياهيو أن المنطق الصرف يملي عليه أن يوجه جهده لتحضير الإسرائيليين لواحد من الخيارين: إما القبول بالعيش في دولة ثنائية الهوية تنتهي بوصول الأغلبية الفلسطينية إلى الحكم في أفُق منظور، أو تحضير أنفسهم لامتطاء نفس القوارب التي نقلتهم من الشتات لاحتلال أرض الغير، وقد نحمد له وللمتطرفين الصهاينة وللرئيس الأمريكي تطوُّعهم بهدم مسار أوسلو، وإحباط تطلع بعض المرجفين من الفلسطينيين لبناء دويلةٍ بلا سيادة غير قابلة للحياة.
ثم هل إن وزير الخارجية السويسري كان يعي ما يقول، حين راهن على تفكيك منظمة غوث اللاجئين لقتل الحلم بالعودة الذي لا تنسخه لا أحكام القانون الدولي، ولا مجلس الأمن، ولا تلغيه القوة الغاشمة، وقد توارثه الفلسطينيون كابرا عن كابر، ولم ينجح الاحتلال الاستيطاني أكثر من سبعة عقود في إضعاف الهوية الفلسطينية ونسيان حق العودة، مع كل ما استفاد منه الكيان من دعم دولي غير مسبوق؟
ثم أين المنطق في رهان الادارة الأمريكية على قرار نقل السفارة واعتبار القدس عاصمة للكيان كمساهمة أمريكية لتحريك مسار التسوية، وهي التي قضت مشكورة بهذا القرار على مسار أوسلو، وأقصت من اللعبة مجموعة عباس والمرجفة من العرب أصحاب “مبادرة السلام” لسنة 2002، وخرَّبت ثلاثة عقود من الجهود الأوروبية في بناء ودعم سلطة فلسطينية كانت وظيفتها الأولى: صرف الفلسطينيين عن خيار تحرير الأرض كل الأرض، ليعيدهم قرار ترامب وفاشية نتنياهو إلى مربَّع الصفر، ويلزم النخب الفلسطينية بوجوب العودة الآمنة إلى خيار المقاومة الشاملة؟
أين العقل والمنطق في مواقف الغرب، وهو الذي جرَّب الهزيمة تلو الأخرى في حروبه الاستعمارية القديمة والحديثة؟ هل من أثر يُذكر اليوم لإمبراطورية روما التي كانت تمسك بقبضة من حديد على جغرافية الأبيض المتوسط؟ وأين هي الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس؟ وأين هو النظام العنصري في جنوب إفريقيا الذي كان زعماؤه يحلمون بما يحلم به اليوم المجرم العنصري نتنياهو، ويسخر من تطلعات شعب الزولو؟ بل أين هي أحلام المحافظين الجدد في بناء القرن الأمريكي على خرائب أفغانستان والعراق؟
يكفينا الرد على أوهام المجرم نتنياهو وهذا الخبل الغربي المعاند للمنطق، أن نرى الجيل الثالث من أبناء المهجرين سنة 1948 يتحدُّون اليوم بصدور عارية عساكر الكيان الصهيوني، وأن الـ700000 مهجَّر وقتها قد صاروا بعد سبعين سنة خمسة ملايين فلسطيني يملك كل واحد منهم بنص القرار الأممي 194 الحق الذي لا يقبل المساومة في العودة، وهو حق لا يمكن للمجموعة الدولية أن تنسخه، ولم نسمع عن فلسطيني واحد قبل بالتعويض المادي بديلا عن حق العودة، فأي الفريقين أحق بالرهان على قانون “ما ضاع حق وراءه مُطالب” الذي خرب المشاريع الاستعمارية في كل زمان ومكان؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • رياد

    إلى رقم 2
    للتصحيح فقط
    الغرب كان دائما موجود سواء بالكيان الصهيوني أم لا
    الاحتلال البريطاني لفلسطين كان نظام السلطة على فلسطين والأردن
    لما يزيد عن عقدين ونصف ابتداء من 1920
    ثم ماذا لو كانت النفوذ العالمية في صالح الدول المسلمة
    هل كانوا سينصفون الغرب !!
    لا أضن ذلك

  • الطيب

    الغرب يفهم في المنطق " مليح " يا أستاذ و لكن مع نفسه و مع شعوبه فقط ....
    أما مع الغير فهو يعلم علم اليقين أنّ وجوده مرتبط ببقاء " كيان عضوي صهيوني آكل للحم الفلسطيني و شارب لدمه " فلذلك كل تدخلات و مواقف هذا الغرب هي حتمًا لا منطقية !!

  • رياد

    يا اللي يسمعك تهدر يحسب أنتوما ملائكة والباقي كاع شياطين
    يجب أن تعلم بأن هناك أسباب كثيرة سمحت للغرب بإستعمار أراضي الغير
    منها السفاهة و الجهل وكل المنكرات التي فتحت ثغرات الإستعمار كالزهر
    ثم توقفوا عن الكلام البدائي البدوي زرب زرب
    هذه أرضي و تلك أرضك
    لالالا هذه الأراضي من حق جميع البشر
    و سوف ترى كيف يتحقق هذا المفهوم عالميا
    لانه الحل الوحيد لتعالج الأمم بعضها البعض
    وستكون الإنسانية بألف خير