فواصل الخير .. مقترح للفضائيات

ثمة دائما شيء يمكن أن يكون “قيمة مضافة” في أي شأن من شؤون العمل والنشاط الذي نقوم به، وتلك القيمة المضافة هي التي تحدد ـ في النهاية ـ مدى القيمة الحقيقية لما نقدمه.

ومن دون مقدمات، أحبّ هاهنا، تذكيرا وتنبيها ومبادرة، أن أقترح على فضائياتنا الاجتهاد في مجال مهم جدا من مجالات التواصل الجميل المؤثر وهي أن تعمل على إنتاج “فواصل” ترويجية وإشهارية ولكن من نوع خاص، وهو الإشهار أو الترويج الخيري ذو البعد الثقافي/ الإيماني.

قد تجد له داعمين، ولا بأس بذلك، ولكن قد يكون أيضا إنتاجا خاصا من إدارة الفضائية، بإمكاناتها الخاصة مالية وتقنية، ولكنه يوجّه توجيها خيريا، أي مجانيا.. يُعتمد كفواصل بين الفقرات والبرامج أو قبل نشرات الأخبار الرئيسة، أو قبل أو بعد بعض البرامج الجماهيرية الحوارية أو في أثنائها؛ حسب التقدير الخاص من كل قناة حسب خطها التحريري.

وليس من شكّ في أن هذا الأمر سيصنع جمهورا خاصّا ويقدم شيئا جديدا في شكل كبسولات فضائل بوجه تقني ـ تنكولوجي غير عادي، له أثره في الجمهور المتلقي.

وثمة كثير من الموضوعات المهمة ذات الأثر الطيب في المجتمع كمحاربة الآفات المتفشية فيه، وما أكثرها كالرشوة، والغش، والسرقة، والاحتيال، والمخدرات والمهلوسات … أو ـ في الجانب الآخر المضيء ـ كالاستقامة، والتضامن، والتعاون، والتكافل الاجتماعي، والتكفل بالأيتام والأرامل، وتعزيز قيمة العلم، وترسيخ الفضيلة وتعزيز دائرة الاستقامة والانضباط إلخ..

لكن ذلك كله يحب أن يكون بإخراج مبهر استثنائي ومدروس، يُخاطب في الآن نفسه شعور ولا شعور المتلقي /المشاهد والمشاهدة، تُلتقط فيه أهم النقاط التي يجب التركيز عليها في صناعة المحتوى الجميل الجذاب القوي التأثير، ويتم التركيز على ما يجب لتحقيق وإيقاع التأثير المكتمل.

ومن يتابع بعض القنوات العربية والإسلامية الدينية يجد بعض ذلك بين آن وآخر، في شؤون شتى، وإن كان أكثره يركز على جذب المتبرعين والمتصدقين، في حملات شتاء دافئ، أو مساعدة مساكين، أو حفر آبار، أو إقامة أقسام دراسة إلخ..

إن الفكرة المراد بسطها هنا هي: دعوة وسائل الإعلام إلى تقديم إنتاج متميز، يندرج ضمن مفهوم “المسؤولية الاجتماعية” للمؤسسة الإعلامية، بتقديم “منتوج إعلامي” مركّز ذي محتوى نافع يسهم في صياغة الوجدان الجماهيري صياغة إيجابية، ويساعد على خط النفع العام الذي يجب أن يكون ديدننا وهدفنا جميعا. من المؤكد أن يضفي ذلك قيمة مضافة عندما يتواءم ويترافق ويتساوق مع مجموع برامج القنوات الجميل والمهذب، فيكون خدمة حقيقية للمجتمع، من منظور المنفعة الثقافية والدينية العامة..

وما من ريب في أن ذلك يكون ضمن الأداء الواجب التثمين من تلك المؤسسات، كما يساعد ويدعم ما تقوم به الدولة في مجال الترشيد والتوجيه والتثقيف، وحسن تدبير شؤون المجتمع وغرس المثُل والقيم فيه..

وبالفعل التراكمي الإيجابي يمكن أن يتحقق الكثير، ويتعزز تواؤم المجتمع وانسجامه، ومن ثم انخراطه في خط الإيجابية المجتمعية الفعّالة.. مجرد اقتراح أرجو أن يجد الاهتمام والمدارسة.