-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فيروس”كبشوفيد” المستجد

عمار يزلي
  • 1262
  • 2
فيروس”كبشوفيد” المستجد
ح.م

الشغل “الشاعل” قبل يوم النحر لهذا العام، الفريد من نوعه، كان أضحية العيد: كيف؟ وبأيِّ طريقة؟ وأين؟ حتى أنها كادت أن تُحرَّم، لولا فتوى لجنة الفتوى.. مع ذلك ليس كل من ضحى احترم شروط الوقاية.

أول ما فكرت به هذه السنة بعد البوادر الأولى لانفجار الأسعار (بعد انفجار النيران وانقطاع المياه بطريقة مشبوهة ستكشف عنها التحقيقات الأمنية لاحقا بالتأكيد…) هو كيفية التضحية؟.. هل يجوز للإنسان أن يضحي بنفسه مع كورونا ويزهد في طرق الوقاية؟.. هل يجوز أن يضحي الإنسان بأخيه الحيوان.. دون أن تُنسب إليه تهمة “الموت العمدي مع سبق الإصرار والترصد”.. أو تهمة “إلقاء النفس والآخرين إلى التهلكة؟”.. هل يجوز مثلا أن يضحي “مزلوط” قتله “السميق”.. وجوعان قتله “السميد”.. بجاره الذي يضحي بكبشين أقرنين أملحين.. وهو لا يعرف القبلة إلا إذا سقط من فرط السُّكر؟..

فكرت أكثر من مرة: هل سنفتي بتحريم الأضاحي هذه السنة؟.. وهل سيجد من يتبع هذه “السُّنة” المبتدعة؟.. الجواب كان عندي سهلا..

أنا من بين الناس الذين يشترون الكبش ولو بقوا عاما جوعى وأيضا لو كان الكبش هو نفسه عينه فيروس كوفيد التاسع عشر.. المهم أن أشتري أحسن كبش وأغلاه.. وهذا فقط لكي أفقأ عيون الجيران ولكي أتبجَّح به أمام الأعداء والأصدقاء.. نحن هكذا شعبٌ نموت جوعا ولكن لا نرضى أن نكون أوطأ من الآخرين.. سأشتري كبشا ولو بعشرة، ولو أودى بحياة عشرة…

هذا الموقف جعلني أعرف أن مسألة تحريم الأضحية إذا علا سعرها فوق اللزوم.. موقف لا يلزم ألا صاحبه.. فالكبش غالي والطلب رخيص!..

لهذا كله.. لم أنتظر الفتوى.. فكرت مليا.. بمن أضحي.. بنفسي؟ أدفع عشرين ألف دينار لقاء قطعة صوف.. وأبقى “أشوف”؟.. أو برجل آخر: أنصب له فخا.. أفرغ جيبه ثم أبيض المال بصدقة للمسجد.. والباقي أشتري بها كبش العيد..؟.. الاختيار صعب.. لكن لماذا لا أمتنع عن الأضحية والسلام؟!.. ماذا تقول؟.. لا أعيّد؟..أحمق أنت؟.. تريد أن يقول عني الناس: فلانٌ لم يعيّد؟..المسألة ليست فيّ أنا ولا في الزوجة.. المسألة في الأولاد.. الأولاد هم الذين يؤلِّبون عليَّ الأمور ويقرأون ما تحت السطور وهم من يحد الموسى والشفرة والساطور.. وإلا لما كنت فكرت في الجوع شهرا.. مقابل لحم أسبوع.. والموت دهرا، لكن.. نعم نسيت.. فعلا.. الأولاد هم الذين يرغمون أولياءهم على شراء العيد حتى ولو كانوا فقراء.. نعم أنا فقير وأجرتي الشهرية لا تكفي لشراء نصف أضحية.. (ولهذا فكرت أولا في شراء “كبش أوكازيو.. أقل من ثلاث سنوات.. كبش من البالا.. من الشيفون.)، قبل أن تقول لي زوجتي: تشريلنا كبش من “لافيراي”.. كبش من “لاكاص”؟

زوجتي خبيرة في الكباش.. هي التي تذبح وتسلخ.. وتذهب إلى السوق لتشتريه.. وهي التي تدفع الثمن.. أنا أقوم فقط بجلب الثمن.. بأي ثمن!

كبش هذه السنة نضعه معنا في غرفة النوم، نعقِّمه مثل ما نعقِّم أيادينا. قلت لها: لا نعود إلى فضيحة السنة الماضية.. وضعناه في البلكون لكي يراه كل الجيران.. فإذا به يهوي من الطابق الثالث.. الحمد لله لم يمُت.. فقط فقد الذاكرة.. راح يقول بعدما سقط: هاووو..! مياووو!.. آآآه نسيت.. بععع!

وأفيق من نومي على صوت جرس الباب ومجموعة أطباء وشرطة: كلكم مشكوكٌ في أنكم مصابون، التحقيق الوبائي أثبت أنكم كنتم على صلة مع بائع الكباش.. هيا أطلعوا كلكم.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • و احد فاهم اللعبة

    ههههه ضحكتينا
    طزززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززز

  • رشيد

    يا سي عمار اربع ملايين فى اسبوع مرغما اخاك لا بطل , اعينونا لوقف هذه العادات , و عونونا نقسو من ثمن المستلزمات المدرسية الحالة راها تجرجر . لا تتركونا وجها لوجه مع العجز و كوردا تاع صدام الله يرحمه