-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

.. فيزا شنغن!

جمال لعلامي
  • 3271
  • 4
.. فيزا شنغن!

شدّدت بعض البلدان الأوروبية، منها فرنسا وإسبانيا، إجراءات منح “فيزا شنغن” للجزائريين، فالأولى (باريس) من خلال مركزها الجديد لتحديد المواعيد واستلام الملفات، أسقطت “أولوية” الحاصلين على التأشيرة سابقا، في الحصول على الجديدة بطريقة آلية، والثانية (مدريد) قررت عدم تمكين المودعين أو المكتتبين من التأشيرة في حال لم يحصلوا عليها خلال السنتين الأخيرتين!
لا ينبغي للاهثين وراء “الفيزا” في الطوابير الطويلة والعريضة، أن ينزعجوا، فقد تعرّضوا في وقت سابق للكثير من “الإهانة والإساءة”، غير المقبولة ولا المعقولة، في وقت قبضت فيه المراكز المخصصة لإيداع الطلبات، الملايير دون أن تعيدها إلى أصحابها ممّن رُفضت ملفاتهم دون تبرير السبب أو توضيحه، وهذا وحده يكفي للاستفزاز!
ملف التأشيرة وتنقل الأشخاص بين الجزائر وعدد من البلدان الغربية، مازال ملغما و”مشبوها”، فرغم العديد من الاتفاقيات المبرمة هنا وهناك، وعلى مستويات عليا، وخلال زيارات رسمية رفيعة لمسؤولي البلدين، إلاّ أن “مرمدة” آلاف الجزائريين تبقى إلى أن يثبت العكس متواصلة، مع اختلاف في الشكل فقط، دون تغيير المضمون!
يشتكي بعض “الأجانب” مما يسمّونه “تشدّد” السفارات والقنصليات الجزائرية بالخارج، في منح الفيزا، والحال، أنه حتى وإن صدقت هذه الرواية، فإنه يُمكن تفسيرها بتطبيق مبدإ “التعامل بالمثل”، فالحاصل في حقّ المواطنين الجزائريين، عبر سفارات غربية وحتى عربية، لا يُمكن إلاّ أن يكون “بهدلة” غير مبرّرة، وإن كان في الغالب يتمّ إلباسها ثوب “الدواعي الأمنية”!
لكن بالمقابل، ينبغي التنويه، بأن “الضحايا” يتحمّلون أيضا جزءا من المسؤولية، فمئات الطلبة الذين تزاحموا و”تشاحموا” قبل أشهر في ما سمّي “مهزلة” المركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة، لم يتمّ “سلسلتهم” واقتيادهم بالقوّة إلى هناك، وإنّما جاؤوا “مطبّعين” وهم في كامل قواهم النفسية والعقلية مع سبق الإصرار والترصّد، وهو نفس الشأن بالنسبة إلى المتبارزين والمتشاحنين أمام المراكز والقنصليات للظفر بتأشيرة العمر!
لولا تزايد عدد طالبي “الفيزا” للسفر إلى الخارج، إمّا من أجل الأعمال أو السياحة أو الدراسة أو العمل أو العلاج أو التجارة أو الزيارة أو المهام الرسمية أو حتى “الحرقة”، فإن المصالح المعنية، في أيّ دولة، لا يُمكنها أن تراجع تدابير منح التأشيرات للرعايا الأجانب، ولا يُمكنها كذلك تشديد “العقوبات” في حقهم من خلال إعلان إجراءات ترى بأنها سيادية!
كلّ دولة حرّة في التعامل مع “ضيفها” بما تراه خادما لها وحافظا لأمنها وسلامته من أيّ مكروه، لكن المطلوب من هؤلاء وأولئك، ضمان الاحترام، وعدم تجاوز المسموح والممنوع، والالتزام بحماية كرامة المسافرين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • Houssem eddin

    أنا من جهتي ارى ان الوضعية سببها الدولة الجزائرية التي حسب رأي امرت بذالك و ذالك نظرا للمعيشة هنا التي أصبحت لا تطاق،،،تخيلو لو نزعو الفيزا،،،،،لوجدنا الجزائر بلا شعب ،،و مثال فيزا تركيا خير دليل

  • محمد

    لمادا هدا تلاهف علي فرنسا و اسبانيا؟
    فليلزم كل احد وطنه و ستاتيكم الفيزا الي بيوتكم
    نطلب من الاخوة الجزائرين القليل من العزة و الكرامة
    الكسرة و الماء و الراس في السماء

  • كسيلة

    ازداد التشدد في الإجراءات المتبعة للحصول على تأشيرة الدخول إلى فرنسا أو الدول الغربية عموما ، ومن حق فرنسا أو غيرها أن تفكر بمصلحة بلدها وحماية مواطنيها اثر المتغيرات الدولية والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعرفها حاليا ، فليس المطلوب من فرنسا تحمل كل مآسي العالم ، والمشكل ليس في فرنسا أو غيرها بل في بلداننا الفاشلة ، وعلينا البحث عن العوامل التي تقود إلى هجرات للبحث عن لجوء آمن والنجاة بالنفس والكرامة لطلب لقمة العيش الشريفة التي عجزت حكومتنا العظيمة في توفيرها لنا.

  • عبدو

    يا اخ جمال المشكله اكثر تعقيدا من ذلك
    تلك الدول لديها احصائيات ومن خلالها تتخذ القرارات و توافق اسبانيا و فرنسا في تشديد الاجراءات يؤكد ذلك .
    فهناك عدد ممن لديه التأشيره اصبح يدخل للبلد و لا يرجع عند نهايه الفتره المسموح فيها !!
    و تزايد الطلبات مؤخرا يؤكد ان طلب التأشيره اصبح للبعض ( ولا نعمم ) اسلوب جديد للحرقه بطريقه نظاميه .
    بعباره اخرى نحن من عقدنا الامور على انفسنا فلو كان جميع من لديه تأشيره التزم بالرجوع خلال الفتره المسموح بها ما كنا لنعاني من التشدد الاخير في الاجراءات