-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

…فيها خير!

جمال لعلامي
  • 1377
  • 2
…فيها خير!

أقف وقفة رعب وهلع وخوف وفزع و”خلعة”، أمام ما قاله المدرب السابق للخضر، “الشيخ” رابح سعدان، و”المسؤول” حاليا في “الاتحادية”، بأننا، ولا أعرف لماذا قالها بصيغة الجمع والمؤنث غير السالمين، بأننا نحتاج إلى 10 سنوات تضحية لوقف ظاهرة العنف في الملاعب، داعيا إلى الاستفادة من تجارب الآخرين وأخذ العبرة من الهوليغانزية!
بقدر ما هذا “الزمياطي” قد يكون تشخيصا واقعيا لما يحدث في ملاعبنا وألاعيبنا بسبب لاعبينا ولعبنا، فإنه تنبّؤ مثير وخطير، فاستمرار “العنف” 10 سنوات أخرى، برأي “شيخنا الفاضل” يستدعي توقيف البطولة الرياضية فورا وإلغاء لعبة كرة القدم و”تحريمها” أيضا، قبل حلّ كلّ النوادي والفرق الرياضية وتشميع الملاعب وتحويلها إلى أسواق للماشية والخضر والفواكه والسيارات!
إذا الأمر يتطلب فعلا “10 سنوات” على حد تشخيص صاحب “فيها خير”، لوقف عنف الملاعب، فهنا يجب التساؤل: وماذا فعلتم كمدربين ومسيّرين واتحادية وفريق وطني وفرق محلية، خلال الـ10 سنوات الماضية؟ ألا تتحملون انتم ما يحصل من عنف بالملاعب؟ أليس أنتم من أنتجتم لاعبين ومناصرين يتنفسون العنف؟
لم تكن ملاعبنا قبل 10 سنوات، في الوضعية التي هي عليها اليوم، والـ10 سنوات التي “يشترطها” الشيخ لمعالجة أسباب العنف، لا يُمكنها أنّ تنهي هذا العنف، ما لم تتبدّل أيضا العقليات، ومنها عقلية الترهيب التي استعملها سعدان، وهو الذي كان من المفروض، كغيره، من الفاعلين في الرياضة الوطنية، أن يقترحوا الحلول العملية والمعقولة، بدل تأجيل الحلّ إلى ما بعد 10 سنوات قادمة، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم!
إلى أن يثبت العكس، لا يُمكن في الظروف الحالية، ومسيّري الفرق الرياضية حاليا، أن تنسحب مصالح الأمن من توفير الأمن بالملاعب، وصدق وليّ مناصر بعد أحداث ملعب “حملاوي” عندما قال بالفمّ المليان: “الحمد لله ألـّي كاين لابوليس، وإلا الحالة كانت خلات”!
لسنا بحاجة إلى 10 سنوات أخرى لوقف العنف، وإنما نحن يا شيخنا، بحاجة إلى إعادة تربية، وإعادة تقويم الأخلاق، وإعادة الاحترام المفقود، وبعث روح الأخوة والتضامن في دواخل الجميع، وليس المناصرين واللاعبين فقط، وأيضا نحن بحاجة إلى الحساب والعقاب، دون تمييز ولا مفاضلة، ولو تعلق الأمر بمسيّر ولاعبي الفريق الوطني ذاته!
نعم، الـ10 سنوات، نحتاجها في أمور أخرى، عوض تضييعها مجددا في مشاكل “جلدة منفوخة” بدّدت الملايير وقتلت جمهورها بالقنطة، وفوّتت على الناس فرصة الفرح رغم أنها استفادت من كلّ شيء..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد

    دعنا نضع الأمور في نصابها . العنف في المجتمع ..مسؤولية علماء النفس والإجتماع ..وقد قلنا مرارا وتكرارا لابد من إستراتيجية إجتماعية نفسية بطريقة علمية وتوازيها إصلاحات إقتصادية ومالية وسياسية تنتهجها السلطة حتى تقضي ليس فقط على العنف في المجتمع الجزائري ، بل الآفات الأخرى التي تولده كذلك ، كالتعصب وعدم تقبل الآخر وقلة حلم الناس وتسامحهم وغضبهم بسرعة ..ومواجهة ثقافة تمجيد العنف والإنتقام المميزة لكل ما يأتينا من الخارج من أفلام وإيديولوجيات ..وإقصاء فلسفة "الأنا" المتغطرسة، الفردية والمادية والإستهلاكية والمصلحجية وتعويضها بفلسفة الوعي الجماعي والتضامن وإحترام الغير بغض النظر عن مركزه وماله.

  • محمد

    كيف يستقيم العود والظل أعوج، أو المثل الشعبي المعروف: إذا وجدت الطريق أعوج عرفها من الفرد (الثور)الكبير، نحن في الكلام و إلقاء الخطب من الأوائل، وفي التطبيق من الأواخر، نفاق، كذب، ترفع، تكبر ، حب المصلحة الخاصة،أنانية ،أنحطاط أخلاقي لا مثيل له، هذه سماتنا إلا من رحم ربي، غش، جهل، فساد ،الرجل الغير المناسب في المكان الذي لا يناسبه، و زد، أين نحن ذاهبون؟ أين مخافة الله عز وجل ؟التي هي رأس الحكمة! اللهم ارحمنا ولا تعذبنا بما فعل السفهاء منا.آمين يارب العالمين