-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في “النصر العظيم” على الكوليرا!

قادة بن عمار
  • 1441
  • 6
في “النصر العظيم” على الكوليرا!

تناقلت الكاميرات، الجمعة، صور الاحتفال الرسمي “المبالغ فيه” من طرف السلطات الرسمية والأمنية بولاية البليدة لخبر خروج آخر 3 مرضى  بالكوليرا من مستشفى بوفاريك وكأن الأمر يتعلق بحدث وطني ضخم وليس بفضيحة سياسية وصحية أضرت بسمعة البلد، كما أظهرت الجهات الوصية ومن خلال خطابها المنتشي بعبارات التفوق، وتوزيعها لباقات الورد على الجميع، وكأنها انتصرت على وباء السيدا أو السرطان، وليس على مرض قديم جدا، ارتبط اسمه بالحروب والفقر والمجاعة!

وفي الوقت الذي كانت فيه البليدة تحتفل بالنصر الكبير على الكوليرا، كان هنالك طفل صغير آخر يبلغ من العمر أربع سنوات يدفع حياته ثمنا للسعة عقرب في مستشفى ورقلة، ضمن مأساة جديدة لا نجد لها تفسيرا في ظل حديث الإدارة عن امتلاك الدواء المعالج والمصل المضاد للسم، أو أننا لم نعد نفهم العقارب جيدا فبتنا نموت بسببها مرارا وتكرارا بحسب ما قاله وزير الصحة مختار حسبلاوي!

المشهد الصحي يبدو بدائيا جدا، والتخبط الرسمي أضحى منتشرا وإلا كيف نفسر فرحة المواطنين بخبر إقالة والي البليدة وكأنه انتصار عظيم في الوقت الذي يرى فيه آخرون أنه مجرد ذر للرماد في العيون!

حتى المواطنة المريضة بالكوليرا والتي قيل إن إقالة والي البليدة جاءت بسبب تصرفه معها، عادت إلى بيتها وإلى حضن طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، تماما مثلما عاد الوالي إلى بيته بعدما غادر منصبه، فاعتقدت الأولى أنها انتقمت بالتشفي وظن الثاني أنه فر من المحاسبة الحقيقية بالإقالة الشكلية!.

حالة التشفي التي وقعت عقب إقالة الوالي، انتشرت بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولعلها أكدت لجميع المسؤولين أن المسافة الفاصلة بين المنصب ومغادرته قصيرة جدا وبأن ما يربط الكرسي بالتخلي عنه شعرة رقيقة جدا، ولكن هل تكفي الإقالة؟ وهل كان قرار اتخاذها لصالح المواطنين حقا، أم أنها جاءت لتفادي حالة التخبط الرسمي الذي تعانيه السلطة عموما منذ اكتشاف الكوليرا!

كل المؤشرات تقول إن الفرضية الثانية هي الأقرب للواقع، فالوالي سقط وقد يتبعه آخرون، بل قد يكون الأمر متبوعا بتعديل حكومي لأن العلبة السوداء في النظام مستعدة للتخلي عن الجميع في حال شعورها بالخطر، خصوصا أن تلك الإقالات ما تزال تصنع عند الشارع صدى إيجابيا، رغم أنه كان من الضروري تجاوز تلك الشكليات لمحاسبة صاحب القرار الفعلي، تماما مثلما يجب على المواطنين التساؤل عن سبب عودة الكوليرا وملاحقة المتورطين، وليس الفرح بالتخلص منها وكأننا حققنا إنجازا علميا لم يسبقنا إليه الآخرون!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ابن الشهيد

    المشكل في برنامج بن حمو الشيات

  • ع.ك

    الكارثة الحقيقية ليست في المرض و إنما في طريقة التعامل معه حكوميا وشعبيا أولا و تغاضي عن أسبابه الحقيقية ثانيا فقد أجمع المختصون على أن سبب هذا المرض هو الأوساخ و القضاء عليه يكون بالنظافة سواء ما تعلق بنظافة المحيط أو الأبدان وغيرها فظهور هذا المرض كشف عن غياب مصطلح النظافة وغياب الثقافة الصحية لدى المجتمع الجزائري وكشف عن لا مسؤولية المسؤولين المكلفين بالرقابة وتنظيم الأسواق والعمران فإذا كان للوالي نصيب من المسؤولية لأنه المسؤول المباشر عن هذه الأمور فكذلك المواطن الذي يشتري مواد غذائية سريعة التلف من الأرصفة أو يرمي القاذورات عشوائيا من النوافذ يتحمل جزء من هذه المسؤولية

  • شاهين

    الكوكايين ، الكوليرا، العقارب ، الإقالات الفولكلورية و كل التهويل الإعلامي الذي صاحب هذه الحالات كلها للفت النظر و للتغطية عن التحولات الجارية في أعلى هرم النظام , إقالة قادة النواحي العسكرية و قادة كل أنواع الأسلحة و الجهات الأمنية التي لم تشهدها البلاد منذ الإستقلال تمهيدا للعهدة الخامسة, لكن المحرج في الأمر هو سداجة و غباء هذا الشعب , ومشاركة الإعلام الموجه في هذه الخطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الذي يعمد على التهويل و تخويف المواطنين على نطاق واسع و خاصة الإعلام الناطق باللغة العربية و على رأسهم الشروق و النهار و البلاد و الخبر , الإعلام الناطق باللغة الفرنسية اكثر ذكاء و إحترافية

  • algerien

    c un complot contre tous les ministres kabyles, dites les choses directe, vous voulez tou simplement dire qu'il faut pousser les ministres kabyles du gouvernement a demissionner comme hasblaoui, kaouane et ouyahya, c du pure racisme en algerie contre les kabyle, vous les journalistes vous etes entrain de creer le racisme dans la societe, pourquois vous cibler les kabyles dans tous les problemes que vie le pays, malgres c pas eux qui gouvernenet en realité, ils appliquent juste le programme du president .

  • الطيب

    يبدو أنّ تجربة إقالة والي البليدة جاءت بالثمر و نحن على مقربة من 2019 و بالتالي ستعمم هذه التجربة على الكثير من الرؤوس إن لم يكن كلهم فكوليرا هنا و عقرب هناك بإمكانها تعجيل العملية التي ستتوج في كل مرة بالورود ..

  • contre

    El Bouche et le colera et le scorpion change des grande respoinsable en algerie