-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في رام الله يذيع الشعب بيانه

صالح عوض
  • 681
  • 0
في رام الله يذيع الشعب بيانه

في المعارك التحررية الحقيقية، يُظهر الشعب عبقرية خاصة تفاجئ الجميع، وتأتي المفاجآت نوعا وكما، ذلك ما صنعه الشعب الفلسطيني في رام الله، وهو يملأ ميدان المنارة في واحدة تعتبر الأولى من نوعها، تظاهرة نوعية نظمتها قوى ثقافية وإعلامية ومن أسرى محررين وشخصيات وطنية هتفت بشعارات واضحة مدروسة قوية لا تلعثم فيها أن الشعب الفلسطيني يتجاوز ثقافة الهزيمة والتقسيم وأن جماعات الفتنة ونشر الكراهية فئة ضئيلة محدودة لا تقوى على الوقوف أمام إرادة الشعب الواحد..
هتفت جماهير الضفة الفلسطينية لغزة ولصمودها ومقاومتها ولروحها وأعلنت أن غزة في القلب وأن الشعب في الضفة جاهز أن يفديها بالروح والدم.. هتف الشباب بملء الحناجر الحرة وانطلقت الألسنة بغضب وألم نصرة لغزة المقاومة التي أزاحت جنود العدو من أزقتها وشوارعها بقوة الثورة وبقوة العنف الثوري.. فغزة هذه ما كان ينبغي لها أن تواجَه بمثل هذه التصرفات التي تؤول إلى الإمعان في إيذاء كرامة غزة.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية لتقول بصوت واحد واضح: الدم واحد والمصير واحد والقضية واحدة وإننا لن نسمح أبدا بتجويع غزة وحصار غزة.. فعلت جماهير الضفة الفلسطينية ذلك وهي ترى أن العدو يلغي أخر رموز اتفاقية أوسلو برفع اليافطات الدالة على مناطق السلطة ويستعيضها برموز أخرى تجسد تخطيطه لضم الضفة الغربية عمليا.. فيصبح خيار غزة الصمود والمقاومة والمواجهة بكل أشكالها هو الأسلوب الأنجع والأصح بعد أن اكتشف الساسة الفلسطينيون أنهم وقعوا في مصيدة تضييع الوقت من قبل العدو الصهيوني وأن المفاوضات كانت عبثا أضر بالقضية الفلسطينية.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية فيما تتقدم مظلومية غزة على المحافل الدولية والرأي العام الدولي لتصبح قضية تجويع غزة وحصارها وشن الغارات عليها مسألة رأي عام دولي انتفضت من أجلها قوى حقوق الانسان وقطاعات مجتمعية بل وسياسية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وأمريكا اللاتينية.. وها نحن نشاهد كيف استطاعت غزة أن تطرد إسرائيل من مدن اسبانية وأوربية عندما أصبح اسم اسرائيل يعني العنصرية والقتل والجريمة.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية لتقول إن الجرح واحد والمواجهة واحدة والتحدي واحد.. ومن هذا اليوم التأسيسي سيصبح طابور الفرقة والانقسام المتعيشين على الاختلافات والمتلذذين بالجريمة والرذيلة في خارج الصف يتجاوزهم الشعب بإرادته ووعيه وضميره.. ولن يصبح مقبولا بعد اليوم لوك الكلام التافه والعبارات الماسخة والأساليب الملتوية.. لن يقبل الشعب أي كلمة أو سلوك يفرّق صفه ويؤذي بعضه، ولن يكون مطلوبا من أحد أن يخلي مكانه لأن الشعب يعرف أين يضع الناس في حياتهم أو مماتهم والتاريخ لن يرحم أولئك المتلذذين بجوع غزة وقهرها ومحاولة إذلالها.. لقد صبر الشعب 15 شهرا لعله يفهم جدوى عقوبات السلطة المعلنة على غزة، ولكن بعد أن بلغ الاستضعاف مداه ما كان على أهل الضفة الفلسطينية إلا وضع حد لهذا العبث القاتل..
لا صوت يعلو على صوت الشعب ولا موقف إلا ما يتخذه الشعب، فليقرر كل موقفه ليحكم الله بيننا والتاريخ والشعب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!