-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المخرج العبقري عمار العسكري:

قائد الدورية الذي طرق أبواب الصمت

صالح عزوز
  • 3520
  • 2
قائد الدورية الذي طرق أبواب الصمت
ح.م

 نبقى مع عباقرة الإخراج في الجزائر، في ركن أسماء من الذاكرة، ونعرج هذه المرة على عبقري آخر، نحيي من خلاله أعمالا خالدة خلود روحه بها، و أعمالا كانت ولا تزال إلى حد الساعة، شاهدة على دهائه وقدرته على ترويض الأفكار، وتحويلها إلى واقع ملموس، ظهر صداها في محطات من تاريخ الجزائر، حين كشف الستار عن فترات من الكفاح الجزائري، ونقل إلينا الكثير من وقائعها. هو المخرج عمار العسكري.

 هو ابن مدينة عنابة، ولد سنة 1942، كانت بداية تموقعه في هذا العالم، من خلال الدراسة في أبي الفنون، الذي أخذ منه المعالم والأسس الأولى في وضع اللبنات الأولى لعمل ناجح، وكان متمكنا في هذا المجال، كما طرق كل أبواب الفنون الأخرى، على غرار السينما، والعمل الإذاعي والتلفزيوني، حيث نال شهادة عالية في الإخراج من أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في بلغراد، سنة 1966، بالإضافة إلى هذا، فقد نال شهادة في الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية، والعلوم السياسية من جامعة الجزائر، وهذا ما يعكس اهتمامه بكل ما له علاقة بالفن، ترجم قدراته وتمكنه فيها في ما بعد، في الكثير من الإيقونات التي مازالت تزين الثقافة الجزائرية وتحولت إلى مرجع في الإخراج. كغيره من الجزائريين، وإبان الفترة الاستعمارية لبى نداء الوطن، والتحق بالثورة التحريرية، وكان عضوا فعالا في الولاية الثانية. لقد كان رجلا من الميدان، عرف عليه النشاط والحيوية والبحث عن السبل والمخارج من أجل الرفع من مستوى السينما والتلفزيون في الجزائر، ولم يتأخر يوما في الدعوة إليها، من خلال نشاطاته المتنوعة، على غرار العمل النقابي، حيث كان الأمين العام لنقابة السينمائيين والتقنيين للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بالإضافة إلى هذا،كان مديرا للمركز الجزائري للصناعة السينماتوغرافية.

 لا يمكن أن نمر على اسم هذا المخرج، دون أن نتذكر وقائع فيلم متميز ومميز أخرجه سنة 1974، وهو “دورية نحو الشرق”، الذي كان بمثابة إبداع وعمل راق لامس كل نقاط نجاح عمل مخرج بكل امتياز، تمكن من تصوير وقائع من تاريخ الجزائر باحترافية تامة منقطعة النظير، بالإضافة إلى هذا رائعة “أبواب الصمت”، الذي يبقي المشاهد مشدودا إلى وقائعه طول فترة عرضه، أخرجه سنة 1989، وكذا “المفيد” قبله سنة 1979، وآخر عمل له عمل مشترك جزائري فيتنامي سنة 1999، وهو “زهرة اللوتس”. نتيجة لتمكنه في هذا العالم وقدرته على ترجمة الأفكار، فقد نال التقدير والاحترام والتكريم، في عدة مهرجانات دولية، على غرار قرطاج في تونس، وبوركينا فاسو.

مخرج، يرقد اليوم في سلام، بعدما ترك للثقافة الجزائرية أعمالا خالدة، خلدت روحه في تاريخ الجزائر، عبر هذه المحطات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مريوس

    عرفته لسنوات والتقيت به عدة مرات، كان صاحب أخلاق وخفة روح وتواضع، الرجل لم ينل حقه في الابداع الفني، ولم يجد الإمكانيات اللائقة ليفجر موهبته في الابداع السينمائي الثوري على وجه الخصوص، كان يتمنى أن ينجز أعمالا كبيرة عن الجزائر وعن الثورة، لكن دفنت مواهبه في المهد شأنه في ذلك شأن كل الجزائريين الموهوبين، لتعيش الرداءة حتى وصلت الجزائر إلى ما وصلت إليه، رحمه الله وأسكنه فسيج جنانه.

  • هاشمي

    رحمه الله