-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قاطعوا “كروشكم”!

جمال لعلامي
  • 1073
  • 0
قاطعوا “كروشكم”!
ح.م

لم يبق الآن على اتحادات التجار والفلاحين ومنظمات حماية المستهلكين، وعابري السبيل والأئمة وفاعلي الخير، إلاّ أن يطالبوا المواطنين بمقاطعة بطونهم، بعدما حفظوا عن ظهر قلب منذ كانوا صغارا مثلا أو حكمة تقول في السرّ والعلن: “على كرشو يخلي عرشو”!

قاطعوا بطونكم، أيها الزوالية، ولا تقاطعوا الأرز والعدس واللوبيا والبطاطا و”الجاج الفايح”، فقد باءت كل حملات المقاطعة الأخرى بالفشل، نتيجة لوبيات رفضت أن تتنازل وتتخلى عن عقلية الجشع في تسيير الأسواق وترويج القوت لجزائريين غرقوا في مستنقع القدرة الشرائية!

عندما تصل “البتاتا” إلى عتبة الـ90 دينارا، وتتجاوز بورصة “غذاء الفقراء”، كلّ الحدود المعقولة، فمن الطبيعي أن تنهار القدرة الشرائية، وينسى المستهلكون سلعا اسمها الموز والجبن المستورد والكافيار وحتى “مصارن” البقر التي كان يتمّ استيرادها بالأورو والدولار لإنعاش السوق الداخلي بما لذّ وطاب!

الواقع المهرّب والمسرّب من “بقايا” الأسواق، يكشف أن الغلابى لم يعودوا قادرين على المقاومة، والتصدّي أكثر، فقد فرغت جيوبهم، وخارت قواهم، ولم يعد بإمكانهم البحث عن حلول وبدائل عاجلة ومخارج نجدة، لتجاوز أزمتهم المالية، التي تولّدت اضطرارا عن أزمة البترول، وما رافقها من شدّ للحزام وتقشف وترشيد للنفقات وارتفاع للأسعار!

لا يُمكن لمصالح الرقابة وقمع الغش، بوزارتي التجارة والفلاحة، ومعها مصالح البلديات، أن تنفض أيديها و”تمسح الموس” في غيرها، فالحاصل من انهيار وتراجع وسقوط في مستوى المعيشة، لا يصرّ لا عدوّ ولا صديق، والخطير أن الألف دينار مثلا، بلغة “الدراهم” أصبحت تعادل المليون سنتيم، في المحلات التجارية والأسواق ومراكز الخدمات!

عندما تنهار القدرة الشرائية، بعشر مرات، تقريبا، مقارنة بعشر سنوات إلى الوراء، ويصبح الموظف الذي يتقاضى 5 ملايين سنتيم، لا يُمكنه مجابهة المعيشة، بسبب تضاعف الأسعار، في ظل “تجميد” أيّ زيادات في شبكة الأجور، فهذا يعني أيضا أن الأجر الأدنى المضمون، لم يعد يكفي حتى لشراء الخبز والحليب وتسديد فاتورة الماء والكهرباء!

لم يعد خطاب الوزراء والمسؤولين والخبراء وجمعيات التجار والمستهلكين، قابلا للاستيعاب والتصديق، فالذي يحدث من زلازل وعواصف ثلجية ورملية، لجيوب الأغلبية المسحوقة من الجزائريين، تجعلهم يفقدون حاسة السمع، ومعها للأسف حاسة الشمّ، وهم ينحدرون من وضعية نفسية سيئة إلى وضعية أخرى أسوأ منها، نتيجة الهزات الارتدادية التي لا تريد أن تتوقف، أو تنتهي، وفي كل الحالات والأوضاع، فإن ضحايا “الجوع” في تزايد.. ولسان حال الجوعى يردّد: الله يجعل الخير!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!