-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قبل أن يرحل الجميع!

محمد سليم قلالة
  • 2129
  • 18
قبل أن يرحل الجميع!

إذا كان مِن أملٍ نُعيده إلى الجزائريين عامة وإلى الشباب الجزائري خاصة في السنوات القادمة فليس أفضل من أن نُمكِّنهم من الاقتناع ببلدهم وبقدراته، وبإمكانية العيش فيه بأمان وبعدم الرحيل… ذلك أن أكبر تهديد تعرفه بلادنا اليوم هو المتعلق بعدم الثقة في هذا البلد وفي قدراته وفي إمكانياته، وبأنه يمكن أن يكون أفضل بديل للمستقبل. كل السياسات تصب عن وعي وعن غير وعي في هذا الاتجاه القائم على التيئيس من المستقبل، وكثيرة هي المؤشرات التي تكاد تُصنَع فقط لهذا الغرض، من قبلنا ـ وما أكثرها ـ ومن قبل غيرنا أيضا. قليلة هي الدالة على عكس ذلك إن أَقنَعت..
إذا كان من مشكلة أولى ينبغي أخذها بعين الاعتبار اليوم أو غدا فهي هذه. علينا ليس فقط أن نحلها بل أن نجعلها محور جميع مشاريعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية إذا أردنا بهذا البلد خيرا؛ إذ لا معنى لتدابير نتخذها ولا لإجراءات نقوم بها، مهما كانت صالحة، إذا لم تتمكن من تمكين عامة الناس والشباب على وجه الخصوص من استعادة الثقة في بلدهم وفي مقدراته وفي إمكانية العيش فيه في المستقبل.
لقد بات واضحا اليوم فشل السياسات المختلفة في إقناع فئات واسعة من المجتمع أنَّ ما تقوم به البلاد هو الحل. لم تعد أي من التدابير مُقنِعة ولو حملت معها بعض النتائج، سواء تعلق الأمر بالشغل أم السكن أم الصحة أم التربية أم غيرها من القطاعات، دون الحديث عن السياسة والديمقراطية والتمثيل الشعبي والتداول على السلطة التي كادت تُصبح من الخرافات… لذا، فإنه ليس من باب التهويل أو التخويف القول إنه لم تبق لنا الكثير من الخيارات لمنع هذا التوجه العام الذي أصبح يُهيمن على العقلية الجزائرية شعوريا أو لا شعوريا، وأولها الخيارات السياسية.
ولعل هذا ما يجعلني أكاد أجزم بأن الخيارات القادمة ستكون مفصلية في تاريخ بلادنا، إما أن تعيد إحياء روح الأمل في الناس، لتنتعش بعد 05 أو 10 سنوات من الآن، أو تُكرِّس الإحباط واليأس الذي ليس بعده سوى مزيد من التدهور والانحطاط بل والصعوبات والأزمات…
لقد تبين الآن ومن خلال مؤشرات عدة (الرغبة في مغادرة البلد، ازدياد الوعود الكاذبة، عقم الخطاب السياسي، تكلس الرموز القيادية، غياب الإبداع والتجديد في الأفكار والمشاريع والفنون والآداب، انتشار الأفكار الشاذة باسم الدين أو الحرية، انعدام الرؤية بعيدة المدى الواثقة في المستقبل، ضعف الاستجابة للتحديات وعدم الاكتراث لها… إلخ)، أننا في حاجة إلى تصحيح المسار بهدوء وبنظرة بعيدة المدى بعيدا عن كل تهويل أو تقليل من شأن الحالة التي نحن عليها… ذلك أننا بالفعل في مفترق طرق: إما تصحيح المسار واستعادة الثقة في المستقبل، أو الاستمرار في وهْم بناء بلد يرغب الجميع في الرحيل عنه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • Saïd aures

    Choukrane prof ! Puisque les hommes politiques ne proposent rien de vraiment nouveau,en fini par les dibl..trouver de moins en moins cré

  • +++++++

    الشجرة لا تزهر و لا تثمر و جذورها متعفّنة ..

  • م ب

    هذه التعاليق الفضفاضة - الاندفالية؛ لاتقدم؛ ولا تؤخر .بل تزيد الامر سوءا ..ولما يطلع عليها الخفافيش؛ والبراغيث؛ والصراصير االمتسابقة على التسلق عبر الحطان ..يقولون لنا موت بغيضكم ..نحن نسرق؛نحن نهب؛ نحن نزور التاريخ باستعمال المزور..نحن نعبث برموز؛ ومقومات الدولة الجزائرية..نحن عدمي الضمير
    لانعبأ بأحد..ونحن؛ والخيرين من هذا الوطن العزيز..نقول: نترك هذا جانبا .لانه واقع مفروض مؤقة..
    والنبدء باصلاح أنفسنا؛ومحيطنا نخاف لومة لائم..هذاوطننا.. الجزائر بلدنا علىترابها نعيش؛ وعلى ترابها
    نموت أحب منأحب؛ وكره من كره.. عاش بلدي حر؛ ومستقل..ومن اراد بها كيدا.اجعل اللهم كيده في نحره..

  • شخص

    المشكلة أنهم يريدون أن يبقى الشباب هنا و لكن ليس حباً فيه و إنما ليموت بالـ AVC

  • hakim

    لكن ما هي إسهاماتك من اجل انقاذ الجزائر ,الكلام لا يكفي يا أستاذ دون ان ترتكز على دعائم برغماتية محضة نحتاج من اهل الجامعة و خاصة المدرسين, أناسا عمليين يغيرون الواقع المعاش و يحركون المجتمع فالانطلاقة تبدا من عندكم انتم نخبة المجتمع .

  • العمري

    لتغيير الوضع المزري في الجزائر لا يكفي مجرد الامل أو الارشادات الاخلاقية بل العمل والكفاح من أجل التغيير لأن المسألة مسألة صراع بين فئات مستفيدة من الوضع الحالي وهي تعمل جاهدة لاستمراره وبالموازاة تأمين انسحابها الى الخارج في حالة الخطر، وبين فءات أخرى عريضة تعاني من الوضع ولكنها عاجزة عن تنسيق مجهوداتها لتصويب الأمر. كيف وبأي وسائل يمكن تعبئة هذه الفءات المسيطر عليها لتفرض الحلول الازمة والخروج بالجزائر الى بر الأمان ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح وهذا ما يجب على النخب المثقفة أن تعمل على تحقيقه وليست مجرد آمال وإرشادات أخلاقية

  • محمد

    كلامنا وآراؤنا وطموحاتنا الوطنية أصبحت لا تجدي نفعا لأن الذين اختطفوا البلاد والعباد يتصرفون مثل السلطة الاستعمارية وأكثر هم مفترون علينا حقهم الموروث لاستعبادنا معتمدين على قوة البطش والتنكيل بكل من لا يطأطئ رأسه ويتبع خانعا قرار ات الطغاة,يظهر الأمل في الوطن لما تسن قوانين حقوق المواطن ولما تشرف على تطبيقها عدالة نظيفة واعية بمصلحة المجتمع.أين نحن من هذا والموكل إليه ضمان الأمن الاجتماعي(الشرطة والجيش) ينهبون المال العام ويتاجرون بالمخدرات وأنواع وسائل نشر الفساد؟لاتنفع مع هؤلاء المجرمين إلا ثورة عارمة.لكن من يقودها والعلماء مفسدون والشعب تربى على الخيانة والذل والنفاق واتباع أنواع المحرمات؟

  • زهرة

    اه يا سيدي عندما نقرا ما تكتب نشعر فعلا بوجود امل في هذا الوطن العزيز . ولكن نستفيق على حقيقة ان من يحكمون لا يزيدونا الا ياسا

  • سامي

    شكرا أستا سليم على المقال القيم..نعم .."بالفعل في مفترق طرق: إما تصحيح المسار واستعادة الثقة في المستقبل، أو الاستمرار في وهْم بناء بلد يرغب الجميع في الرحيل عنه..." و أول الراغبين في مغادرته المنتفعين من ريعه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهم على استعداد دائم لمغادرته؟؟؟

  • م براهيمي وهران الجزائر

    يتبع.. وخصوصا أن الطب الحديث أكتشف بؤرة التحكم في اليأيس ؛ والتشاؤم؛ والتسويد؛ والكآبة.. في دماغ الانسان. فهي نبعد عنا هذه السلبية؛ وهذه الكآبة.. فتبتعد عنا كل هذه الاضطرابات النفسية؛ والنقدم على العمل؛ والنكون جدارا صلباضد المفسدين؛ والمزورين؛ والغشاشين؛ والمتقاعسين؛ والنزرع بذور الامل في ربوع وطننا الحبيب ؛ والنكن عند حسن ظن شهدائنا الابرار؛ ومجاهي ج ج ت و..

  • م. براهيمي- وهران الجزائر,

    ياأستاذ سليم . قلوبنا تتقطع حصرة؛ ونكاد نخرج عن جلدنا؛ وتضيق الارض بنا بما رحبت. لما نرى هذه المناظر
    المملوءة بالكند؛ والكل غاضب ؛ والكل لم يأخذ حقه؟ والكل يريد الخروج الى هناك؟ وكأن هنا ك كل شيئ يقدم على طبق من ذهب دون مقابل؟ .. صحيح في وطني أشياء مقززة.. فيه ظلم.. فيه تزوير للتاريخ ؛ ورموزه لكن.. هذا لايعطينا المبرر لنكفر بكل شئ..ونسود كل شئ.. ونغرس اليأس في قلوب الشباب.. هيا لتتكاتف الجهود الخيرة من ابناء؛ بنات هذا الوطن المفدى؛ والنصرخ بصوت عال ... يسقط اليأس؛؛؛؛؛؛.

  • جلال

    الموت يرحلهم كل يوم وهم لا يتعظون به والمرض باد على وجوه كثير منه وهم يجمعون ويكدسون في الثروات بحق وغير حق وسيتركونها وتكون عليهم حسرة لا يسائلون التاريخ ولو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم,يخربون بيوتهم بأيديهم ,هؤلاء ليس لهم أنفة (نيف) ولا عزة ولا كرامة ولا وطنية.وضعوا قوانين على حسب مصالحهم فأي بلد (تخدم) على مسؤوليها الا الجزائر بإمتيازات لا حصر لها فكل شيئ (بانكس:بطل). (يا أخي كول والحس شوية ما عليش بصح إبني الوطن (بلدك) ) ولا تعتقد إن الأموال التي جمعتها تنفع أولادك من بعدك (هراء). لقد قيل أن أغنى بلد في العالم هى الجزائر ولكن مليئة بالخيان (اللصوص) , واللص يمكن أن يكون من قطاع الطرق

  • دغموش

    و الله أكاد أجزم أنه لو فتح الباب على مصرعيه للهجرة ما بقي سوى الشيوخ و العجائز في هذا البلد...لماذا وصلنا إلى هذا الوضع الميئوس منه؟ ، كل الشباب يحلم بالعيش في أروبا إه يا أستاذنا سليم قلالة ...هناك مثل شعبي يقول " البصلة إذا تعفنت يبدأها التعفن من رأسها".

  • ابي

    أي بلد تعني يا شيخ.....والله الزمن الاستعماري أصبح أكثر قبولا عند السواد من بقايا هذا البلد...

  • Brahim

    لا نرحل،بل هم سيرحلون و اذا رحلنا سنعود و هم لا يعودون.

  • الطيب

    أستاذ سليم أنت تقول : أن نُمكِّنهم من الاقتناع ببلدهم وبقدراته ... السؤال : مَن يوجه هذا الخطاب و كيف يمكن له أن يقنع الشباب !؟ للعلم أنّ الجزائري و الشاب بالخصوص مقتنع ببلده و مقتنع بقدراته لذلك هو يحتج و يطالب بحقوقه . الجزائري في أعماقه طيب كريم يمنحك عشاءه و يقول لك أنا تْعشيت ، و والله لو كان بلده فقيرا ما طلب منه ما لا يطيق ، و من سوء حظ هذا الشعب الطيب الصبور أنه لم يجد مَن يفهمه و يعيش معه معاناته و يحل معه مشاكله بل وجد طمّاعين كذّابين انتهازيين مفسدين ...الجزائري يعيش مع اشكالية كبيرة منذ عقود طويلة و لم يجد لها حل هي : شعب فقير في بلد عملاق بتاريخه غني بخيراته !!

  • كسيلة

    نعيش اليوم أزمة ثقة حادة على مستوى مجمل العلاقات،وبشكل خاص ثقتنا في بعضنا البعض، فالأفراد لا يثقون في بعضهم البعض على مستوى الممارسات اليومية التلميذ والمدرس،الطالب والأستاذ الجامعي، المرؤوس ورئيسه،المريض والطبيب،العامل ورب العمل، فالأفراد لا يثقون في حكوماتهم وتصريحات المسؤوليين الرسميين،فقد الأفراد ثقتهم التامة في الانضمام للمؤسسات والنقابات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وهذا يعكس حالة التردي التي أصابت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني،وبالتالي فأي حديث عن التطور أو التنمية أو الديمقراطية أو حتى الشعارات الوطنية الصاخبة مجرد كلام فارغ، أرى أن الحل في النظام الفيدرالي لاعادة الثقة المفقودة.

  • ابن الجبل

    ان الاحباط واليأس الذي يسيطر على الجزائريين وخاصة الشباب مرده يا أخ قلالة ، هو فقد الثقة في المسؤولين العاجزين عن التطوير وترقية البلد الى ماهو أفضل . ماذا تنتظر من رئيس حكومة ، وهو يشغل نفس المنصب منذ بداية التسعينات ، ولم يقدم شيئا لهذا البلد الا الفشل وغلق المؤسسات وتسريح العمال ؟! وماذا تنتظر من مسؤولين أعمارهم تفوق الثمانين ؟! وماذا تنتظر من مسؤولين يجترون الفشل ولكن لا يستقيلون ولا يرحلون من الحكم ؟! ماذا تنتظر من المسؤولين يفضلون الاستمرارية من أجل مصالحهم حتى لو غرق البلد ؟! كل هذا وذاك ، الشعب كله يرحل ويهاجر، لأن هؤلاء الفاشلين رفضوا الرحيل وتشبثوا بالحكم !!!