-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السكان جددوا مطلبهم بضرورة نزع الألغام

قذيفة تقليدية تقتل طفلا وتصيب 5 آخرين بالبويرة

أحسن حراش
  • 2266
  • 2
قذيفة تقليدية تقتل طفلا وتصيب 5 آخرين بالبويرة
ح.م

اهتزت مساء السبت إلى الأحد قرية إغزر أمزيان الواقعة بمنطقة تاملاحت التابعة لبلدية أحنيف شرق البويرة على وقع فاجعة تمثلت في انفجار قذيفة تقليدية يعتقد بأنها من مخلفات المجموعات الإرهابية على مجموعة من الأطفال كانت تلعب غير بعيد عن مقر سكناهم، لتقتل أحدهم وتصيب 5 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة حولوا جميعهم إلى مستشفيات البويرة وتيزي وزو، وسط دعوات من طرف السكان المحليين للسلطات المختصة قصد الإسراع في عملية تمشيط للمنطقة قصد نزع الألغام التي ما تزال تحصد مزيدا من الضحايا.

أطفال لعبوا بقذيفة تقليدية فكانت الكارثة

واستنادا إلى روايات محلية متطابقة، فإن القرية كانت تعيش هدوءا عاديا إلى غاية الساعة السابعة والربع مساء، اين سمع دوي انفجار غريب تبين فيما بعد بأنه ناجم عن قذيفة تقليدية لم تنفجر يعتقد بأنها من مخلفات المجموعات الإرهابية التي كانت تتخذ المنطقة قاعدة خلفية لها سنوات التسعينات، مضيفين بأن الانفجار دفع البعض منهم إلى الإسراع للمنطقة، حيث ذهلوا لمشهد أجسام 6 أطفال تترواح أعمارهم بين 10 و16 سنة وهي متناثرة على الأرض وسط برك من الدماء جراء الجروح الخطيرة التي أصيبوا بها جراء الانفجار.
وحسب ما استقيناه من نفس المصادر، فإن تفاصيل الحادثة تتمثل في عثور هؤلاء الأطفال على القذيفة التقليدية غير المنفجرة بالقرب من المنطقة، إلا أن براءتهم لم تكن لتدرك خطورتها، حيث بمجرد أن وصلوا بها لمسافة مائتي متر عن سكناتهم شرعوا باللعب بها، لتنفجر فجأة وترمي بأجسامهم الصغيرة إلى مسافة أمتار متسببة في بتر أطراف البعض منهم.

فوضى بمستشفى مشدالة

بمجرد تحويل الأطفال المصابين إلى مستشفى مشدالة من طرف الحماية المدنية وسكان محليين، بدأ توافد أفراد من عائلاتهم وجمع غفير من مواطني المنطقة، حيث سادت حالة من الفوضى داخل المستشفى وجد خلالها الطاقم الطبي صعوبات كبيرة في التكفل بالضحايا الذين لفظ منهم أحدهم انفاسه يبلغ من العمر 12 سنة بالمستشفى، متأثرا بجروحه الخطيرة المتمثلة في بتر رجله اليمنى، هذا الوضع إضافة إلى خطورة إصابة آخرين دفعت بالطاقم الطبي إلى تحويل 3 منهم نحو مستشفى الأخضرية، فيما حول جريح إلى المستشفى الجامعي بتيزي وزو، وآخر إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة نظرا لخطورة إصاباتهم، في الوقت الذي جدد فيه السكان المحليون مطلبهم المتمثل في مباشرة عملية تمشيط واسعة قصد إزالة الألغام ومخلفات الإرهاب التي ما تزال تحصد ضحايا في كل مرة.

تشييع جنازة الضحية بحضور السلطات الولائية

سادت صباح الأحد أجواء مهيبة من الحزن والأسى عبر كامل بلدية أحنيف والولاية ككل لاسيما قرية تامزيابت التي يتواجد بها منزل الطفل المتوفي بشير.ح، والتي وصل إليها جثمانه في حدود الساعة 11 صباحا، حيث أغلق أغلبية التجار محلاتهم بأحنيف لاسيما قرية نايت عامر، وسط حضور غفير من السكان المحليين، اين ألقيت النظرة الأخيرة على جثمان الطفل البريء قبل أن توارى الثرى بمقبرة القرية بحضور السلطات الولائية المتمثلة في والي الولاية مصطفى ليماني الذي قطع إجازته السنوية، اين استمع لحشد من الشباب نقلوا له مطلبهم بضرورة تمشيط ونزع الألغام التقليدية، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وكذا الأمين العام للولاية.
المشيعون من شباب المنطقة نظموا مسيرة سلمية رافعين خلالها لافتات تندد بالإرهاب وهمجيته وتطالب بضرورة عملية تمشيط واسعة حتى تزال مخلفات المجموعات الإجرامية التي حصدت وما تزال تحصد ضحاياها في صمت، غير أن شبابا آخرين وبعد استكمال مراسيم التشييع فضلوا في لحظة غضب واحتقان النزول إلى الطريق السيار أين قاموا بغلقه لفترة أمام حركة سير المركبات قبل أن يعاد فتحه بعد تدخل عدة أطراف استمعت لمطلبهم المتكرر والملح وسط وعود بأخذه بعين الإعتبار فورا.

قوات الجيش تباشر عملية التمشيط

في الوقت الذي كان السكان فيه يشيعون جثمان الطفل المتوفى، باشرت وحدة هندسية خاصة من الجيش الوطني الشعبي عملية تمشيط واسعة بالمنطقة عبر الجبال المحاذية للمحيط العمراني، مستعملة وسائلها المستخدمة في كشف الألغام والمتفجرات امتدادا للعملية التي تنظمها باستمرار، خاصة مع كل عملية تمشيط بالمنطقة، حيث تسعى إلى تطهيرها من مخلفات المجموعات الإرهابية التي كانت تتخذ المكان ملاذا وقاعدة خلفية لها السنوات السابقة، قبل أن توجه لها ضربات موجعة، إلا أن مخلفاتها ما تزال تتسبب في ضحايا من السكان آخرها بتر رجل الشاب س.عبد الحق، صاحب 28 سنة، وذلك شهر رمضان الفارط، وهي المناسبة التي جدد فيها السكان مطلبهم الملح بضرور تطهير المنطقة من تلك المخلفات عبر عملية تمشيط مستمرة قصد إنهاء الكابوس الذي بات يؤرقهم ويحصد مزيدا من الأرواح والضحايا بما حال دون استغلال ممتلكاتهم حفاظا على حياتهم .

قائمة الضحايا:

الطفل “ح.ب” 12 سنة، الرجل اليمنى مبتورة، توفي بالمستشفى .
الطفل الجريح “س.ع” 10 سنوات، الرجل اليمنى وأصابع الرجل اليسرى مبتورة .
الطفل الجريح “س.ع” 10 سنوات، بترت له رجلاه.
الطفل الجريح “س.ع ” 16 سنة، له جرح عميق في الرجل اليسرى.
الطفل الجريح “ح.خ” 11 سنة له جرح خفيف في الرجل اليسرى.
الطفل الجريح “ح.ف” 12 سنة له جرح خفيف في الرجل اليسرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • امين

    ولكن هذا يظهر من مخلفات الاستعمار و ليس مرحلة الارهاب ...........

  • حذار

    عمري 50 سنة و ما عشته بعد 1975 "فايدة" .. في 1975 و في رحلة نصب الفخاخ للطيور انا و ثلة من الاطفال مسلحين ب"القوادم" صادفنا راس قنبلة صينية الصنع يطل من الارض قمنا بالحفر حولها مرة على مرة تضرب القادوم في راس القنبلة و استخرجناها و عبثنا بها نصف يوم حتى كشفنا شيخ فاتصل بالدرك الوطني الذي حضر بسرعة و استرجعها ..