قرارات الرئيس تبّون “جريئة وشجاعة” لتحقيق الإصلاح المأمول

اعتبر محللون سياسيون، القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بأنها تحرك في الاتجاه الصحيح في الوقت اللازم لبداية جديدة، من شأنها تحريك عجلة البلد مجددا، باتجاه التغيير والإصلاح المأمول. ووصفوا القرارات المعلن عنها خاصة منها حل البرلمان، بـ”الجريئة والشجاعة”، في وقت تعرف فيه الجزائر تحديات داخلية وخارجية.

أكد أستاذ العلوم السياسية، اسماعيل دبش في اتصال مع “الشروق” الجمعة، بأن خطاب رئيس الجمهورية الأخير، يعكس التزامه القوي بالتغيير، ويتزامن مع عودته من رحلته العلاجية، وقال “بأن خرجة تبون، أبعدت الشائعات والتأويلات المرتبطة بمرضه، ورأيناه في صحة جيدة، خاصة وأن خطاب الرئيس، يتزامن مع الذكرى الثانية لحراك الشعب السلمي، ومع الذكرى الأولى لتولي الرئيس منصبه”.

وفي اعتقاده، فالخطاب يتضمن ثلاثة محاور، ركز فيها الرئيس على العمل لتهدئة الشأن الداخلي، وقال دبش “بدأ خطابه بالحديث عما تتعرض له الجزائر، من استفزازات وتحرشات، ثم عرّج على مطالب الحراك، وما تحقق منها على أرض الواقع والذي يقارب 60 بالمائة، وما هو في طريق التجسيد والتي سيعطيها أولوية كبرى، وعلى رأسها إطلاق سراح بعض المساجين”.

وأعتبر المتحدث أن أهم نقطة في خطاب الرئيس، هي قرار حلّ المجلس الشعبي الوطني، والذي كان محل هجوم من طرف الحراكيّين، وبالتالي “أبدى الرئيس نوايا للتغيير، عبّر عنها بكل وضوح، لأجل تنصيب مؤسسات دولة تعكس إرادة الحراك، عن طريق انتخابات حرة يؤطرها قانون عضوي جديد، قادم من الشعب، لا مكان فيه للنفوذ والموالاة”.

وتحدث دبش، عما اعتبره “اعتراف تبون بوجود سلبيات في اداء الجهاز التنفيذي، عندما قال أن بعض الوزراء والولاة لم يكونوا في مستوى طموحات المواطن، وهو ما يحتم عليه إجراء تعديل وزاري في الساعات القادمة”.

والتغيير الحكومي، حسب توقعه، سوف يمس وزراء – تقاعسوا – في تنفيذ الإرادة السياسية والبرنامج الاقتصادي للرئيس، وليس بالضرورة تغيير الوزير الأول، لأن التغيير يستهدف قطاعات وليس أشخاصا، وحتى جرّاد لم يكن راضيا عن جميع الوزراء، على حد قوله.

وبخصوص الدعوة لتشبيب البرلمان المقبل، يرى أستاذ العلوم السياسية، بأن القضية ليست قضية شباب أو نساء، متسائلا “هل كانت النساء البرلمانيات السابقات، أحسن ممثل للمرأة الجزائرية وتطلعاتها؟ وهل مثل الوزراء الشباب فئة الشباب أحسن تمثيل”؟ وبالتالي “فنحن نحتاج لكفاءات وخبرات وحبّ واتقان للعمل، بعيدا عن معيار السن والجنس والذي يعتبر الرهان عليهما،فاشلا”.

وأعطى دبش مثالا، عن دولة ماليزيا والتي تظاهر شبابها لغرض إرجاع رئيس الوزراء السابق، مهاتير إلى منصبه، رغم سنه الكبير، وذلك بسبب انجازاته الكثيرة للبلد.

من جهته، يرى المحلل السياسي، قاوي بوحنّية في تصريح لـ”الشروق”، أن خطاب رئيس الجمهورية، تضمّن استجابة لمطالب شريحة واسعة من الشعب، كما أن قراره بحل البرلمان، سبق وأن أشار إليه في حملته الإنتخابية، وخلال مختلف تدخلاته.

وقال المتحدث “لطالما ألمح الرئيس، إلى غياب الأخلاق في العملية الانتخابية سابقا، وبالتالي حل البرلمان، يعتبر فرصة للنخبة السياسية، للمساهمة في تحسين أداء المؤسسة التشريعية”، وعبر عن تفاؤله، بقرار حل المجلس الشعبي الوطني، باعتباره خطوة ايجابية في الطريق الصحيح ورسالة طمأنة، ولكن، أضاف “لا يمكنني الجزم بحسن أداء النواب المقبلين، لأن ذلك مرتبط بأداء مختلف التشكيلات السياسية، وتحديد قائمة مُترشحين مستعدين لخوض العملية الانتخابية، مع وجود ضمانات لانتخابات تشريعيّة نزيهة وشفافة، لتشكيل مؤسسة تشريعية تمارس دورا مهما”.

وبخصوص الدعوات لتشبيب البرلمان، قال عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة ورقلة، أنه من الاهمية بمكان أن تعطى الأولوية لعنصر الشباب، لاقتحام العمل السياسي، سواء في تشكيلات لبلأحزاب، ولكن “دون إقصاء شرائح واسعة من أصحاب الخبرة السابقة والواسعة، من كهول وكبار السن”.

ومن جهته، اعتبر المحلل السياسي، زهير بوعمامة، بأن الجزائر أمام “فرصة نتمنى ألا تضيع مجددا”، مؤكدا، أن قرارات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قرارات في الإتجاه الصحيح.

وأضاف، في منشور له بصفحته الرسمية على “فايسبوك”، بأن الرئيس يستعيد زمام المبادرة ويتحرك في الوقت اللازم لأجل بداية جديدة، بإمكانها أن تحرك عجلة البلد مجددا، باتجاه التغيير والإصلاح المأمول، خاصة “إذا جاء التنفيذ في مستوى المتوقع، وإذا تجاوب العقلاء في كل المواقع وبمسؤولية، مع هذه الخطوات الجريئة” على حد قوله.