-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قسوة أوروبا على اسطنبول تدمع عين أنجيلا ميركل            

قسوة أوروبا على اسطنبول تدمع عين أنجيلا ميركل            
ح.م

أنجيلا ميركل حمامة سلام في شرق المتوسط تعلن أمام البرلمان اليوناني أن واجبها الشخصي تجنب الصراع بين أثينا وأنقرة، بينما نرى دول الإتحاد الأوروبي مندفعة بحمل ثقيل من القسوة تجاه تركيا، وكأنها تسعى لتنفيذ انتقام تاريخي من الإمبراطورية العثمانية المنهارة منذ قرن حتى انحسر نفوذها في مساحة جغرافية ضيقة أمام منافذ بحرية محرم عليها استخدامها.

ألمانيا وحدها انتبهت لخطورة تلك القسوة، وهي تلعب دور الوسيط أو دور الباحث عن موقف متقارب ينهي حالة التوتر المتصاعد في شرق المتوسط، وهي تطلب من اليونان نزع السلاح من جزرها القريبة من تركيا، في الوقت الذي تتهيأ فيه أنقرة وأثينا لاستئناف محادثات قريبة بشأن الصراع حول مطالبات كل منهما في البحر المتوسط .

شبه حرب مشتعلة تخوضها اليونان وتركيا، عضوي حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مواجهة في البحر بسبب الحدود الملاحية في المنطقة بين ساحل تركيا، وجزيرة قبرص المنقسمة عرقيا وعدة جزر يونانية، وحقوق التنقيب عن موارد طاقة محتملة في البحر المتوسط.

برلين بموقفها الدبلوماسي المتعقل، “تحث أثينا بإصرار من أجل نزع السلاح من الجزر”، وكان موقفها المعلن بخطاب سفيرها أمام البرلمان اليوناني “مفاجأة حقيقية”.

دفعت ألمانيا في ظل قيادة أنجيلا ميركل الحكيمة بسفيرها في أثينا إلى مخاطبة البرلمان اليوناني في ظل أزمة مشتعلة مع جار تتداخل معه الجغرافيا المشتركة، والقول لهم صراحة: “لا يمكننا إظهار أقصى درجات القسوة تجاه تركيا، لأننا إذا فعلنا ذلك فسوف ندمر قدرتنا على التوسط”.

ألمانيا ليست محايدة في “حرب” شرق المتوسط، فهي المعنية بأمنه واستقراره، لكن دبلوماسيتها تظهر فنون الممكن في دبلوماسية الوساطة بين طرفين متصارعين، فقد أكد سفيرها لليونانيين “لسنا محايدين. كيف سنخاطب تركيا، في المجلس الأوروبي المقبل، بتهديد الاتحاد الأوروبي”.

أعلنت أنقرة رسميا بإعلامها الرئاسي إن تركيا واليونان قد تستأنفان في وقت قريب محادثات بشأن مطالبات كل منهما في البحر المتوسط، لكن “تهديد زعماء الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة لن يجدي نفعا”.

تضع دول الاتحاد الأوروبي مسودة فرض عقوبات على تركيا في اجتماعها المقبل، بسبب تنقيبها عن الغاز والنفط في المنطقة المتنازع عليها في شرق المتوسط، وهو موقف تراه ألمانيا متسرعا قبل استنفاد الأمل في الحوار .

الموقف الألماني “الوسيط” العارف بأدوات نجاح وساطته بين طرفي صراع شرق المتوسط، دعا لمنح فرصة للبدء في المفاوضات، بما وصفته وسائل إعلامية بمثابة ضغط ألماني على اليونان لسحب جيشها من جزر شرق بحر إيجة، كما تطلب في الوقت نفسه من تركيا حل جيش بحر إيجة (الرابع) المتمركز في مدينة إزمير الساحلية.

وساطة برلين متوازنة تماما، فهي تضغط فيه على أثينا وأنقرة معا لسحب قواتهما، وهو موقف يلتقي مع هدف تركيا في نزع السلاح من جزرنا إيريموس وأغاثونيسي وفرماكونيسي وخيوس.

وأمام البرلمان اليوناني، قالت أنجيلا ميركل التي جففت من قبل دموع المهاجرين العرب عبر منافذ شرق المتوسط بلسان سفيرها في أثينا: “ترى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن من واجبها الشخصي تجنب صراع عسكري”.

عقل ألماني وضع بيد اليونان وتركيا شرط تجنب حرب يدفع الطرفان ثمن خسائرها الباهظة، وتلقي بآثارها على العالم أجمع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • اسماعيل

    ان ارادت تركا ان تعيش في سسلام وامان في هذا العالم فعليها ان تتبع طريقة العرب في التععامل مع اللاحداث والمشاكل الا وهي الانبطاح والاستسلام للاعداء لاوروبا وامريكا بلا شروط
    تركيا عليها ان تفعل ما فعلته دول الليج العربي السعودية والامارات العربية والبحرين وكذا مصر والاردن والمغرب وهي عدم المواجهة وتحدي امريكا واوربا حتي يرضي عنها العاللم اجمع

  • حواس

    المانيا تتفهم موقف تركيا لأن ألمانيا عانت من معاهدت فرساي في نهاية الحرب العالمية الثانية التي إقتطعت مساحات من التراب الألماني و ألحقت بدول الجوار كفرنسا وبولندا إنتقاما من ألمانيا. لهذا إجتاجت ألمانيا تلك الدول في الحرب العالميةالثانية كإنتقام ورد إعتبار. تركيا كذلك لها جزر على بعد أمتار من سواحلها إقتطعت وأعطيت لليونان في النهاية الحرب العالمية الثانية نفس الخطأ الذي الإرتكبه الأوربيون في الحرب العالمية الأولى مع ألمانيا أرتكبوه مع تركيا في الحرب العالمية الثانية. أكيد ألمانيا ستكون أكثر تفهما للتركيا.
    الغريب ان فرنسا التي دفعت ثمنا باهضا في الحرب العالمية الثانية مصرة على دعم اليونان