-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قصة الثورة الجزائرية

قصة الثورة الجزائرية
ح.م

سعدتُ في يوم الثلاثاء الماضي بزيارة كريمة من أخ كريم، هو الدكتور حسين أبو النّجَا، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، رئيس فرع هذا الاتحاد في الجزائر.

والدكتور أبو النجا من الفلسطينيين الذين أُشْرِبُوا في قلوبهم حب الجزائر، فَتَدَيَّرَها، ولم يَبْغِ بها بَدَلاً، ولم يُرد عنها حِوَلا..  إلا إلى فلسطين مَاخِطَةِ الغرس، ومهوى النفس.

لقد كانت هذه الزيارة فرصة لتجديد ذكرياتنا في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، ثم  تعرضنا لحال أمتنا التي أراد الله – عز وجل– أن تكون «خير أمة أخرجت للناس»، ولكن سفهاءنا من الحكام، و«ملوك الجمهوريات»، والأمراء الذين اسْتَهْوَتْهُمْ شياطين الإنس والجن، واستحوذت عليهم، وأتْبَعَتْهُمْ صَيَّرُونا -إلا قلة منا- شرَّ أمة وأتعس أمة تعيش على هذه البسيطة، فأذاقنا الله –وما هو بظلّام لنا– لباس الجوع والخوف، وسلط علينا أراذِلَنَا من داخلنا، وأنذلَ مخلوقاته وأجْبَنَهُم وأحرصَهم على حياة من خارجنا..

لقد حمل إليَّ الأخ أبو النجا مجموعة من الكتب والمجلات التي تُعْنى بالقضية الفلسطينية، وكتابا عن الثورة الجزائرية في الشعر الفلسطيني.. كما حمل إليّ الطبعة الجديدة من كتاب المناضل الفلسطيني أحمد الشقيري، الرئيس الأسبق لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل ياسر عرفات، واسم هذا الكتاب «قصة الثورة الجزائرية»، الذي سبق نشرُه من طرف «دار العودة».

يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموع الخُطَب التي ألقاها الشقيري في الأمم المتحدة، باسم المملكة العربية السعودية، دفاعا عن قضية الجزائر العادلة وجهادها ضد فرنسا الطاغية، وهي خطبٌ دامغة لأكاذيب فرنسا بما تحمله من حقِّ صُراح، مصبوب في كلمات فِصَاح..

وقد شهد ويشهد من عاصر تلك الفترة كيف كان ممثلو فرنسا ينزعجون من تلك الخطب، فينْسَحِبُون، واضعين أصابعهم في آذانهم، حتى أحق الله –عز وجل– حق الجزائر، فقذف به على باطل فرنسا فَدَمَغَه فإذا هو زاهقٌ.  فرحم الله شهداء الجزائر، والمناضل أحمد الشقيري. ولشبَّاننا اليوم أن يعلموا أن الإمام محمد البشير الإبراهيمي، الذي يَسْتَقِلُّه سفهاؤُنا وأراذلنا، هو الذي اقترح في 9 جانفي 1955 –بعد شهرين وتسعة أيام من اندلاع الثورة التحريرية– على الملك سعود ابن عبد العزيز تعيين عبد الوهاب عزام وأحمد الشقيري، أو أحدهما، في بعثة السعودية في أمريكا للدفاع عن القضية الجزائرية، وقد استجاب الملك سعود لدعوة الإمام الإبراهيمي، وعين الشقيري ممثلا للملكة في الأمم المتحدة. وعلى الجزائريين أن يذكروا بكل التقدير والعرفان موقفي الملك سعود وأحمد الشقيري. (انظر آثار الإمام الإبراهيمي ج 5. ص51– 52).

فرحم الله الملك سعود، والمناضل أحمد الشقيري، والإمام البشير الإبراهيمي، الذي إذا ذُكرَ انزعج الأراذلُ والسفهاء، والذين يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا. «والناس معادن»، منها النفيس ومنها الرخيص.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أبكي بدل الدمع دما

    أعينيّ جودا ولا تجمُدا *** ألا تبكيانِ لجزائر النّدى ؟