-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حسب تقرير لرابطة الدفاع عن حقوق الإنسان

قطاع التربية يعيش أزمة خانقة بفشل الإصلاحات

الشروق أونلاين
  • 3528
  • 10
قطاع التربية يعيش أزمة خانقة بفشل الإصلاحات
ح.م

قالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن قطاع التربية في الجزائر يشهد أزمة خانقة من عدة سنوات بعد فشل كل محاولات الإصلاح في إخراجه من النفق الذي وصل إليه بسبب السياسات التعليمية المرتجلة والمتعاقبة.

وفي تقرير لها بمناسبة يوم العلم المصادف لـ16 أفريل من كل سنة، أوضحت الرابطة أنه على الرغم من أن الجزائر تحتل مراتب متقدمة بين الدول العربية من حيث إجمالي الإنفاق العام على قطاع التربية والتعليم بميزانية تفوق 700 مليار دينار جزائري، إلا أنها تتواجد في مراتب متأخرة، مشيرة إلى التقرير الصادر عن منظمة “اليونسكو” لسنة 2017 الذي صنّف الجزائر في المرتبة 119 عالميا من بين 140 دولة عربية وأجنبية، من حيث جودة التعليم، في حين أن الدولتين المجاورتين تونس والمغرب قد صنفتا ضمن 100 دول الأولى عالميا، بحيث حلت تونس في المرتبة 84، فيما تم تصنيف المغرب في المرتبة 100، فيما احتلت دولة قطر المرتبة الرابعة عالميا فيما حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة العاشرة.

وتساءلت الهيئة الحقوقية عن جدوى كل هذه المبادرات الإصلاحية إن كانت لا ترقى إلى مستوى الإصلاح الحقيقي البعيد عن الكلام الاستهلاكي الذي لا يفيد في شيء –حسبها-.

وتطرقت إلى ظاهرة التسرب المدرسي، وأوضحت أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى إن 400 ألف طفل يهجرون المدرسة سنويا ولا يتجه منهم إلى التكوين المهني إلا 250 ألف أو أقل، حيث يشكل الانقطاع عن الدراسة في الجزائر أحد أهم الإختلالات الكبرى التي يعاني منها التعليم، ويرتفع نزيف التسرب المدرسي خصوصا في الأرياف لبعد المدارس وارتفاع نسب الفقر، مشيرة إلى أن ظاهرة الأطفال المتشردين تشهد تناميا رهيبا فاق 11000 حالة .

ورصد المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في عديد من مناطق بولايات الوطن، بأن القاعات الدراسية في بعض المدارس الابتدائية غير الصالحة والتي سبق الحديث عنها في تقارينا السابقة وبعض المدارس الموجودة بالأرياف غير مرتبطة أما بشبكة الكهرباء أو المياه أو الغاز للتدفئة أو لا توجد بها دورات مياه، وغياب الطب المدرسي بالمدارس …إلخ، بالإضافة إلى مسألة الاكتظاظ داخل الفصول إذ يصل عدد التلاميذ داخل الفصول إلى حوالي 48 تلميذا، وهو الأمر الذي يزيد في فشل المنظومة التعليمية بالجزائر.

دعوة لـ”تجريم” الدروس الخصوصية

وانتقدت الهيئة ظاهرة اللجوء للدروس الخصوصية وقالت إنها “أصبحت كسرطان ينهش المجتمع الجزائري بدون رحمة، حيث تسيطر هذه الظاهرة على الوضع التعليمى الحالي لضعف المدرسين داخل المدارس العمومية وعدم أداء مهامهم بالشكل المناسب، ومساهمة بعض منهم في توجه العديد من التلاميذ نحو تلقي الدروس الخصوصية خارج أسوار المؤسسات التربوية، من خلال الشح في تقديم المعلومة الكافية داخل الأقسام، فيما يحضى التلميذ بالشرح المفصل والوافي للدروس الذي يمكنه من الاستيعاب الجيد ضمن الدروس الخصوصية، وهو ما يجعل التلاميذ غير قادرين على دفع تكاليف هذه الأخيرة من إيجاد صعوبات نظرا لعدم الاستيعاب الجيد داخل القسم وعدم قدرتهم على تلقي الدروس الخصوصية بسبب الأسعار الباهظة ما يؤدي بهم للحصول على نتائج غير مرضية في الكثير من الأحيان”.

وقالت الرابطة إنها “رصدت في العديد من المناطق ظاهرة جمع أكثر من 100 تلميذ في مستودع لا تتوفر شروط الدراسة ويتكفل بهم أستاذ بأثمان غالية جدا، ما يجعل الأسر تضطر إلى إرغام أبنائها على الانقطاع عن الدراسة أو يغادر هو بنفسه بعد شعوره بالفشل مما يجعله يلتحق بالعمل مبكرا”.

وفي هذا المجال، دعا المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ، من خلال السعي وراء إصدار قانون يجرم الدروس الخصوصية والذي من شأنه وضع حد لهذه الظاهرة، كما هو الأمر بالنسبة لتجريم الغش في الامتحانات الرسمية والمسابقات المهنية.

وأفادت الهيئة الحقوقية بأن “الجزائر لم تضع التعليم يوما ضمن رهاناتها ولا تتوفر على إرادة حقيقية لتجاوز أزمة التعليم وغيرها من الأزمات التي تتخبط فيها الجزائر، فغياب لأي مبادرة عند الدولة الجزائرية للإصلاح والتغيير على مستوى المناهج والبرامج والبنيات التحتية التي تغيب فيها أي شروط صحية ونفسية وإنسانية لإنتاج تعليم في مستوى طفل القرن الجديد”.

ووجهت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان رسالة لوزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، دعت من خلالها إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية الثلاثة عن طريق تجريم الدروس الخصوصية في التعليم، مؤكدة أن هذا الإجراء من شأنه ضمان فرص التكافؤ بين أبناء الأغنياء وأبناء الفقراء على مستوى النتائج والارتقاء ويضمن أيضا المساواة في تلقي المعلومة من طرف المعلمين والأساتذة.

تصاعد مخيف للعنف المدرسي

وعرجت الرابطة في تقريرها على ظاهرة العنف المدرسي وقالت إنها “تشهد تصاعدا مخيفا عبر المدارس الجزائرية، من خلال تسجيل عدد من حوادث الاعتداء على أساتذة وتلاميذ بالمدارس في مختلف أنحاء الوطن، ما دفع المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق إلى دق ناقوس الخطر لتشريح أسباب تصاعد هذه الآفة وأنجع السبل لمكافحتها، بعد أصبحت نرصد الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق في كل سنة أزيد من 160 حالة عنف متبادل بين الأساتذة والتلاميذ، منها ما يتعلق بضرب الأساتذة للتلاميذ، وأخرى تتعلق باعتداء التلاميذ على الأساتذة”.

زيادة على ذلك، فإن المنظمة التربوية – حسب الرابطة- مطالبة اليوم بتوفير وضعية طبيعية تقوم على المنافسة، وتدفع المتمدرسين إلى العمل بشكل جيد، بدل الاعتماد على الاتكالية والعتبة، وعلى عقلية “النجاح المضمون دون القيام بأي مجهود فكري أثناء الدراسة .

وحمّلت الرابطة “وزارة التربية مسؤولية ما وصل إليه التعليم في بلدنا، لأنها لم تفتح المجال أمام المعنيين بل تعمل دائما على إقصائهم، وبالتالي تحتكر وضع الإصلاحات بمفردها وتفرضها على الشعب مما يجعل هذا الأخير يرفضها لعدم نجاعتها ولكونها تساهم في تخريب التعليم بالجزائر” على حد قولها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • جزائري حر

    ما يقول هذا التقرير صحيح ولكنه أتى متأخرا بسنوات عديدة مما يفقده الهدف الذي كتب من أجله ذلك لأن المدرسة الجزائرية قد دمرت أما أعين كل الجزائريين وهم يتفرجون لأن الجبن ساكنا في عروقهم وجيناتهم . ذلك لان الجزائريين الحاليين في وقت سبق لم يكونوا جزائريين وإنما كانوا رعايا ولاجئين إلا أن رحلت فرنسا ومن دون سابق إنذار أصبحوا جزائريين وقد تميزوا عن الجزائرين أنهم أذكياء لأنهم مع الواقف سواء كان ظالما أو على حق ظنا منهم أنه لن يطالهم الامر ولكن هيهات أن تهرب من مشاكلك فكن على يقين أنها سوف تتبعك حيث ذهبت لأنها تحب الجبناء وأمثال هؤلاء الأذكياء.

  • عبد الكريم

    من أسباب تدهور التعليم هو فتح المجال للتعليم لمن هبة و دب تحت إسم المسابقة، مع أن التعليم كان لمعلمين و أساتذة مكونين في مدارس و معاهد إلتحقوا بها تحت رغبتهم و إختيارهم لها عن طواعية.لأنها مهنة يجب أن تحبها و لأنها مسؤولية لأنك تتعامل مع إنسان و ليست آلة تشغلها كيف تشاء.، و هذا ما وقعت فيه المنظومة التربوية والتي جردوها من روحها في جميع الميادين من تأطير أو محتوى. أنقظوا المنظومة قبل فوات الآوان.

  • عبد الكريم

    الخلاصة في سبب تدهور المنظومة التربوية و تقهقرها في السنوات الأخيرة و الدليل تسرب العدد الكبير من الطلبة في السنة الأولى جامعي . و هذا بسبب محاولة تغيير المنظومة الكلاسيكية بداعي مواكبة العصر فوقعوا في الإرتجالية والعشوائية و التغيير من أجل التغييردون فحص دقيق للتحسين. فتحصلنا على جيل يخطئ في كتابة إسمه، أو طلب بسيط لا يستطيع بدايته. و هذا كان من العيب أن يحدث في المنظومة سبعينات و الثمانينات حتى بالنسبة للضعفاء من التلاميذ. حان لإرجاع السكة لمجراها قبل فوات الأوان.

  • houaria2oran

    لماذا يتم تغيير الكتب المدرسية باستمرار ؟ فبتغيير الكتب المدرسية لا يتغير مثلا الموقع الجغرافي للجزائر التي تقع في شمال إفريقية و يحدها غربا المغرب و شرقا تونس و لا يتغير 2+5=7 و لا يتغير النحو القواعد في اللغتين العربية و الفرنسية و لا تتغير القوانين الفيزيائية و المعادلات الكيميائية و خاصة في التعليم القاعدي للمستويات الدنيا كالإبتدائي و المتوسط و الثانوي ! فلم تبذير أموال الشعب بتغيير الكتب المدرسية باستمرار ؟ أ هذا هو الإطلاح ؟

  • كريم

    حاليا ينص استعمال الزمن البيداغوجي و هو وثيقة رسمية من وزارة التربية على أن الحجم الساعي الأسبوعي في التعليم المتوسط يقدر بــ 28 ساعة و قد أرسل للمديرين في سبتمبر 2017 من طرف الأمين العام لوزارة التربية السيد "عبد الحكيم بلعابد" و لكن المديرون و الأساتذة لم يقرأوه و لا يزالون يعملون بالقديمة التي تثقل كاهل بعض التلاميذ بـ 4 ساعات إضافية للاستدراك في آخر حصة مساءا حيث يكون التعب قد أنهكهم و نال منهم و هذا لا يزيد التلاميذ إلا نفورا و كرها في الدراسة.

  • عبدالقادر-الجزائر الأم

    إصلاح الشيء في المفهوم الشائع بين الناس هو تقويم الإعوجاج فيه لجعله يتناسب مع متطلبات التطور في بلد ما ،وبالوسائل الداخلية قبل الخارجية، فهل هذا الطرح جرت به إصلاحات التعليم في الجزائر؟
    الحقيقة المرة التي شهدها التعليم الجزائري ،أن كل مسؤولو التعليم إستوردوا إسلاخات وليس إصلاحات من دول أخرى تتناقض مع الفكر الجزائري،وثقافته ،ودينه ،وسبل عيشه،
    فهناك من إستورد من رومانيا،وروسيا لأن فكره هو كمسؤول شيوعي ، فيريدها كلها شيوعية،وفشلت
    وهناك من إستوردها من فرنسا لأن فكره وتفكيره ماسوني ،لائكي ،فرنسية اللسان،ويريدها كذلك.وفشلت
    إذن لماذا لا نجرب الإصلاحات الإسلامية، الجزائرية،العربية، الأمازيغية؟

  • wassila

    العيب في الأولياء الذين يرسلون أبنائهم للدروس الخصوصية و ليس في الأساتذة.
    العيب في المديرين و الاساتذة الذين يقدمون الدعم خلال العطلة و لا يتركون التلاميذ يرتاحون.
    العيب في الوزارة التي تفتح المدارس للدعم و تمنع التلاميذ من العطلة و الترويح عن أنفسهم.
    تعلن الوزارة عن العطلة و تعلن في نفس الوقت فتح المدارس للدعم خلال العطلة.
    شيء لا يتقبله العقل -- !!!!!

  • ابن الجبل

    هذا التقرير الوافي الشافي يكون ردا على الذين يمدحون اصلاحات بن غبريط صباحا مساء ، وهم يجهلون الواقع المدرسي .. اسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون .

  • امازيغي زواف

    وستظل ولن تنفرج بوجود اولاد فرنسا في مفاصل السلطة وهم من يفرمل كل تقدم وانفتاح على الدول الاولى في التعليم كالنرويج وماليزيا وبريطانيا وامريكا وتركيا والاردن وحتى العرب قطر المرتبة الرابعة الامارات المرتبة العاشرة الجزائر بفضل ذيول فرنسا والفرنسية 119 رغم ان جلايهم اعترفو ان فرنسا متخلفة في التعليم والتكنولوجيا بسبب الانجليزية الغير مستعملة في فرنسا .. لكن منفصمي الشخصية عباد فرنسا يرون ان تعلم الفرنسية التي هي اليوم وسيلة للتواصل فقط ولم يعد لها مكان في الترتيب العالمي للغات المستعملة وهي في اندثار والزوال بها بالدول والشعوب التي تستعملها وهي الاكثر تخلف بين الامم.

  • الوطني

    رغم كل هذا والفاسدين مزال في اماكنهم التعليم غرق كما غرقت الجزائر كاملة بسبب الانقلابيين ولا يمكن ان يسلم اي قطاع من الغرق والجسم كله مريض والغريب في الامر ان الجسم كله مريض الا ان الفاسدين الاستأصاليين والمسغربين وعباد فرنسا ارادو ان يقولو لنا ان الغبريطة ليست مريضة في جسم مريض كله وارادو ان يقولو لنا انها شرعية ... والمضحك المبكي من يملي عليهم المناهج التربوية انها امهم فرنسا يعترفون ان مناهجهم ولغتهم اخرت فرنسا .. وما تدخل وزيرهم الاول فيليب يوم 2018/02/23 في مدينة ليل وقالها بصراحة انه على الشبتاب الفرنسي ان يدرس بالانجليزية والدولة الفرنسيية تتحمل كل مصاريف تعلم الانجليزية لكل الفرنسيين .