-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السياحة في الجزائر:

قطاع حيوي يسير بمبدإ “الهراوة”

صالح عزوز
  • 970
  • 4
قطاع حيوي يسير بمبدإ “الهراوة”
بريشة: فاتح بارة

يتساءل الكثير من الناس عن سبب هروب السائح الجزائري إلى تونس أو تركيا وبعض البلدان الأخرى، بالرغم من أن الجزائر تملك من السياحة ما لا عين رأت، وكذا التنوع الكبير في هذا المجال من جبال وصحار وبحر ومواقع أثرية وغيرها لكل الحقب التاريخية، غير أن ما خفي أعظم، فالسياحة وحدها بتنوعها لا تكفي، فهذا القطاع في كل أقطار العالم يتطلب خدمات راقية ومحترفة من أجل راحة السائح مهما كان وطنه، وهذا ما ينقص في الجزائر إن لم نقل هو معدوم تماما.

قبل الحديث عن الخدمات في الأماكن الراقية، وجب الحديث عنها في الشواطئ وبعض الأماكن العادية التي تزروها العائلات البسيطة، سواء في فصل الصيف للتخييم، أم في عطلة نهاية الأسبوع، وهي من بين المساحات الخاصة بالتنزه التي أصبح يسيطر عليها اليوم شباب يحملون في أيديهم “هراوات”، يمارسون العنف اللفظي والجسدي، في بعض الأحيان على الزبائن.. وهذه من الأسباب التي نفرت الكثير من السائحين، ومنعتهم من الذهاب إلى شواطئنا التي تسير اليوم وفق مبدإ “العصابة”، فلا عجب أن يهيم السائح الجزائري في بلدان أخرى بدلا من قضاء عطلته رفقة عائلته وهو مهدد في أمنه وسلامته.

الفوضى والاعتداءات

في غياب ثقافة استقبال السائح مهما كان موطنه، تقع الكثير من الفوضى في هذا القطاع، سواء في الشواطئ أم أماكن الراحة بمختلف أنواعها مثل الحمامات والفنادق وأماكن التنزه في الغابات والجبال، وحتى من يزورون المواقع الأثرية التي ليست في مأمن من الاعتداءات من طرف مجهولين، وهذا ما حتم على الكثير ممن يختارون التوجه إلى هذه المناطق أخذ الحيطة والحذر، وحين تؤخذ الحيطة والحذر من أجل سلامة الأفراد والممتلكات، تتحول هذه العطل إلى مغامرات محفوفة بالمخاطر، لذا يفضل الكثير من السائحين الهروب إلى وجهات أخرى من أجل تفادي مثل هذه السلوكات، التي قد تعكر عليهم صفو عطلتهم.

المساس بالحرمات والخدمة تحت الصفر بأثمان باهظة

لا يلقى الكثير ممن يختارون قضاء عطلتهم هنا في الجزائر، سواء من المحليين أم ممن أتوا من بلدان أخرى، الخصوصية في قضاء عطلتهم، في ظل وجود الكثير من الفضوليين الذي يحشرون أنوفهم في كل ما تقع عليه أعينهم، بل أكثر من هذا تجد بعض العائلات نفسها محاطة بشباب متهور، سواء في النهار أم في السهرات الليلية، فيلجأ بعضهم إلى المعاكسات والتحرشات الجنسية، وهي من السلوكات التي ساهمت بشكل كبير في تنفير السائح من قضاء عطلته في الجزائر، بالإضافة إلى هذا، فمستوى الخدمات المقدمة من طرف الوكالات السياحية أو مراكز الراحة، تكون في الغالب سيئة، سواء من حيث الإطعام أم المبيت، وغيرها من الضروريات التي تقدم إلى السائح، والغريب، أنها تكون في الغالب بأثمان باهظة، إذا ما قورنت بنوعية الخدمات في البلدان الأخرى.

قبل الحديث عن السياحة وجب زرع ثقافتها

هي من الأسباب المباشرة التي منعت الكثير من الناس من قضاء عطلهم في الجزائر واختيار وجهات أخرى، حتى ولو كانت باهظة الثمن، لكن بين هذا وذاك، نعترف بأننا لا نملك ثقافة سياحية، سواء الخاصة بالزبون أم المستقبل له، لذا يجب أن نزرع هذه الثقافة عند كلا الطرفين من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي، الذي يعتبر في بعض البلدان الأخرى على غرار تونس، الاقتصاد البديل، بينما في الجزائر ورغم تنوع محالات السياحة لا يقدم أي شيء للاقتصاد في ظل الظروف التي أسلفنا ذكرها.

لا يمكن النهوض بهذا القطاع، في ظل هذه الظروف، لذا يجب التفكير في وضع استراتيجية سليمة من أجل الاستفادة منه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ثم ماذا !

    لا يختلف عاقلان أن مستوانا متدني جدا في هذا المجال وهذا بسبب غياب الرقابة خاصة من مؤسسات الدولة لكن حتى تلك المؤسسات ستجد صعوبة بااالغة جدا نظرا لأنها تتعامل مع مجتمع تنخره الجهوية والجهل المركّب والفراغ القاتل الذي يسكن معظم شبابه .
    العجب أن هناك يرفض تقبل هذه الفكرة وهذا الواقع المرير و هو لا يختلف أبدا عن تلك العصابات فمبدأهم واحد وهو سلب مال السائح وراحته و يهاجم من رأى في تونس أو غيرها راحة وملاذا آمنا ومتنزها له ولأفراد عائلته .
    لا شك ابدا أننا نسير بخطى ثابتة نحو الهاوية والإنحطاط

  • الخلاط الجلاط

    السبب الرئيسي غياب الشرعية في مؤسسات القرار

  • أصيل

    السياحة في بلادنا... رهينة العقلية الجزائرية التي ترفض الأجنبي وتتخوف منه .... ورهينة الموروث الاجتماعي الذي يرفض التغاضي عن تصرفاته و " متطلباته "

  • باحث سيحي

    الكبت المعمم والعقد الجنسية الناتجة عن سوء الفهم وتحريف مفاهيم القواعد الأخلاقية وتطعيم القيم الفاضلة بممارسات البداوة البدائية والمبالغة في التحريم وكثرة الممنوعات دفع الشباب الجزائري وحتى الكهول والشيوخ إلى الهروب من البئة المتخلفة إلى خارج الوطن بهدف التنفس وفسح المجال في الداخل للمنحرفين على فرض سلطتهم مع حس المواطن بالنقص في الردع الأمني للأنحراف ( يهاجر المواطنون من كثير من الولايات الشرقية لتونس برغبة أرتشاف زجاجة مشروب روحي- خمر- في مناخ محترم بدلا من الوديان والغابات وما يترتب على ذلك من مخاطر )