-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ثلاثة آلاف شاب حاولوا "الحرقة" وعشرات المفقودين بعرض البحر خلال 2018

قوارب الموت .. إلى أين؟

راضية مرباح
  • 3585
  • 13

أعادت حادثة مأساة 13 “حراقا” من أبناء منطقة “لابوانت” بالجزائر العاصمة، ظاهرة “الحرقة” إلى الواجهة من جديد بعدما قضى غالبيتهم غرقا في ضفاف شواطئ سردينيا، في صور يندى لها الجبين مقابل غياب أي تحرك من الجمعيات الناشطة أو أحزاب البرلمان بغرض تخصيص يوم لهذه الفئة التي تستنزف سنويا من نسبة الشباب الجزائري سواء منها المثقفة أم غير ذلك، نظرا إلى غياب برامج مستقبلية ونظرة استشرافية تعيد الأمل إلى من اختاروا المجازفة مرغمين في عرض البحار عوض انتظار مستقبل غامض وصفوه بـ “الموت بالتقطير”.

فامتطاء القوارب والبحث عن مستقبل واضح المعالم وراء البحار، أصبح طموح أكبر شريحة من الشباب بل وتعدى الظاهرة لتأخذ منحنى آخر عندما امتدت حتى إلى أفراد العائلة الواحدة بأكملها بعدما كانت الهجرة في الماضي مقتصرة على الأدمغة الذين لم تجد أغلبيتهم ضالتهم أو الأرضية الصالحة لتطبيق أبحاثهم وبرامجهم على أرض الواقع، وإن كانت أغلب الشكاوي التي دفعت بهؤلاء الشباب إلى اختيار قوارب الموت للوصول إلى الضفة الأخرى بحثا عن عيش رغيد والركض وراء حياة الرفاهية التي تبرزها مختلف وسائل الإعلام بصورة حقيقية أو مزيفة خاصة في الجانب المتعلق بالسكن، الملبس، المحيط، وسائل التسلية والرياضية فضلا عن المساعدات الاجتماعية والاقتصادية والقرارات التنظيمية التي ترفع من قيمة العدالة الاجتماعية المفقودة بالوطن الأم الذي لم يعد يلبي– حسب شكاويهم تطلعاتهم مقابل ما توفره البلدان الأوروبية من إغراءات ستمتص بها فئة كبيرة من الشباب الجزائري مستقبلا بعدما أصبح حلمه وتطلعه منحصرا في “الحرقة” لا غير.

الرابطة الجزائرية، من جهتها، دقت ناقوس الخطر حول تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي انتشرت كالنار في الهشيم وتشير آخر إحصائيات الرابطة إلى أن 2402 جزائري حاولوا “الحرقة” من الفترة الممتدة من 5 ديسمبر 2017 إلى غاية 25 نوفمبر 2018، الأمر الذي رفع من عدد الزوارق والطائرات المروحية لمراقبة قوارب الموت في عرض البحار عبر شريط يفوق 1200 كلم، وهو ما يعتبر أرقا آخر للحكومة التي يفرض عليها الواقع التحرك في مختلف الاتجاهات بعدما كان عليها من الواجب معالجة أسباب الظاهرة من جذورها بدءا من فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي اعتمدت في الجزائر فضلا عن انتشار الفساد مع احتكار الثروة في يد فئة لا تتجاوز 10% من الأشخاص، جعلت نسبة البطالة تتجاوز 35% بين أوساط الشباب بالإضافة إلى تداعيات تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الوطني والسقوط (التاريخي) للدينار الجزائري أمام عملتي الأورو والدولار، والتسويق الإعلامي للغرب.. كلها أسباب وأخرى تدفع بالشباب إلى الهجرة .

وبعيدا عن الأرقام، يرى الخبير الاقتصادي إسماعيل لالماس في تصريح إلى “الشروق”، أن الحديث في الجزائر لا يكون إلا عن الأرقام والتضخم ومتابعة أسعار البترول فقط ولا نسمع قط كلاما عن المستقبل، هذا الأخير الذي ظل غامضا كان بمثابة الجواب من طرف فئة الشباب للجوء إلى “الحرقة” أو بالأحرى الهروب من هذه الأوضاع المظلمة لتنتقل الظاهرة من الشباب إلى العائلات. وحمل لالماس في السياق تنامي الظاهرة إلى غياب مشروع اقتصادي واجتماعي محكم فضلا عن المشاريع المستقبلية التي يمكن أن تعطي نظرة واضحة لمستقبل البلد حتى لا يكون جواب المثقف وغير المثقف الهروب بطريقة شرعية أو “الحرقة”، وتطرق المتحدث إلى برامج مختلف الدول التي تتكلم عن مستقبلها في غضون 5 و10 أو 20 سنة وأكثر حتى تعطي أملا لمواطنيها في غد أفضل عكسنا تماما حيث نفتقد نظرة مستقبلية استشرافية– يقول-ما يدفع بالشباب إلى البحث عنها في مكان آخر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • عمر

    إلى مجبر على الشيتة بعد القرائة أين تعيش؟؟؟ و اين السكن الواسع و الركوب المريح. انه لمن متلك من الشياتين و اسيادك الفاسدين. قلي فقط مشروع مستقبلي واحد؟؟ البلاد يحكمها شخص لم يخاطب شعبه منذ ٧ سنوات و يريد أن يحكم عهدة خامسة.

  • مار من هنا

    قوارب الموت .. إلى أين؟ عندما تنقرض الادمغة المتحجرة رؤوس الفتنة و التخلف - مثل هذا الحركي المدعو العباسي الذي لا يهمه لا الجزائر و لا قوتها و لا استرتيجيتها الاقليمية و ابتكارها في التعاون مع الاشقاء ببناء سوق مغاربية عالمية الذي يذب الوحدة كيف ما كانت الاختلافات و الظروف. عندما يتجند الاعلام الاقليمي بكل حرية و او شجاعة لتنشيط و تجفيز ذلك. آن ذاك نحن من سنشكوا و سنفكر في الهجرة التي قد نبتلى بها. اما بدون تكثل و تكامل لاجل التنوع و تجاوز الاكتفاء، و مع الرؤوس المتحجرة التي تنبح و تعاكس، سنغرق و سنتضايق من ضغط بلدان الاستقبال. و هذا عار على بلاد المسلمين.

  • مواطن

    هربنا من الارهاب اخرجنا الحرقة و قل لك الوءام المدني

  • بلاد الغولة

    ياك احنا خير من سويسرا و السويد و المريكان و احنا قوة إقليمية و عندا أكبر مسجد و مشروع العصر ووو

  • abdelo.

    هذه هي إنجازات فخامته

  • Ahmed

    الناس راهي كرهة المعيشة تاع الحڨرا
    مراهمش حارڨين من أجل الدراهم راهم كاين الدراهم راهم كرهو من الحكم تاع العدل الإحترام

  • mounir

    . aprés avoir perdu espoir , les gens passe au jeu quitte au double vers l'eldorado allah yester

  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    مغامرون بدون هدف ................ مغامرون تركوا و تخلوا عن وطن وفر لهم السكن الواسع و المركب المريح
    الى مزبلة التاريخ

  • المحلل السياسي

    الحرقة لها عدة اسباب منها:
    1--الحقرة وعدم وجود العدالة في العمل والسكن خاصة
    2-عدم وجود مناصب الشعل نتيجة سوء التخطيط
    3-الاجور المتدنية للعمال مقارنة مع الدول الاخرى
    4-العراقيل التي يتعرض لها الشباب المستثمر منها كثرة الضرائب

  • elgarib

    يا راضية مرباح لو يوجد أدني عدل لما سلك الشباب هذا الطريق.أنظري إلي المسؤلين أولادهم و عائلتهم كيف يتمتعون بأموالنا و نحن لا نجد حتي نشتري بطة شمة.
    وعن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون بعدي أمراء يعملون بغير طاعة الله فمن شاركهم في عملهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يشاركهم في عملهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه»، وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من أئمة الخرج الذين يخرجون أمتي إلى الظلم

  • أبو:شيليا

    على الدولة أن تساعد الحراقى بقوارب حديثة وبطرق ملتوية ***بعد نفاذ البترول الحراق هو الذي سيعين بلده بالعملة الصعبة ***يجب أن تكون هنالك دروس خصوصية وخارطة طريق حتى نتفادى الغرق لشبابنا ***لماذا يريد الحاكم إستعباد من يطلب الحرية ***ساعده يبحر وسيساعدك غدا

  • رامي

    هناك سؤال اولى من هذا السؤال المطروح وهو : الجزائر امانة الشهداء الى اين

  • احمد المسيلة

    قوارب الموت .. إلى أين؟

    الجواب: الى الانتحار