-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كارثة.. فضيحة وجريمة!

جمال لعلامي
  • 1552
  • 2
كارثة.. فضيحة وجريمة!
ح.م

ما حدث من “قضاء وقدر” ليلة الجمعة، بعاصمة البلاد، والعديد من الولايات “المنكوبة”، هو كارثة بكلّ المقاييس، لكنها فضيحة جديدة تضاف إلى فضائح سوء التسيير واللامبالاة والتسيّب و”الجمونفوتيست”.. فالذي حدث للمطار الدولي الجديد والميترو والترامواي، وعدد من المنشآت الحيوية الكبرى والمشاريع التي التهمت الملايير، هو جريمة في حقّ المال العام، عرّى “الإنجازات الكبرى” للعصابة !

زخّات المطر، أو الطوفان، أو الفيضان، أو الكارثة الطبيعية، فضحت “هف” الحكومات المتعاقبة التي زعمت زورا وبهتانا طوال عشرين سنة، أنها أنجزت كذا وكذا، وادعت أنه “الأكبر والأول من نوعه في إفريقيا والمنطقة والعالم”، لتكشف الأيام الخديعة الكبرى والكذبة التي لا يمكن سترها إلى الأبد، وهاهي الأمطار الرعدية تفضح المستور، وإن كان لا رادّ لقضاء الله !

“اللهم حوالينا ولا علينا”.. “اللهم إنا لا نسألك ردّ القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه”.. أدعية رددها مواطنون لا حول ولا قوّة لهم، وجدوا أنفسهم فجأة ودون سابق إنذار، في مواجهة خطر داهم، عنوانه “كارثة طبيعية”، وفواصله ونقاطه وعلامات استفهامه نصب واحتيال وخداع واستهتار وتلاعب بملك البايلك وبأرواح الناس، دون حسيب ولا رقيب !

الذي حصل، قد يحصل في أيّ بلد، بما فيها البلدان المتقدمة والمتعوّدة على مواجهة المخاطر الكبرى، من زلازل وفيضانات وبراكين وأعاصير، لكن مصيبتنا أنه في كلّ كارثة ينكشف الغشّ والتدليس، وللأسف، فإن الجهات المعنية، لم تستفد من المآسي السابقة، كزلزال الأصنام وزلزال بومرداس، وفضيان باب الوادي، وطوفان بشار وتمنراست وقسنطينة وغيرها من النكبات التي ابتلي بها الجزائريون !

نكسة البلاد والعباد، أن عصابة القمة وعصابات القاعدة، عاثوا في الأرض فسادا وإفسادا، فهل يُعقل يا عباد الله، أن تغمر مياه الأمطار مطارا قالوا إنه “من أكبر مطارات المعمورة”؟ وهل يُعقل أن تغرق السيول الميطرو وتخرّب سكة الترامواي؟ وهل يُعقل أن يوقف الغيث الطرق السريعة ويُسقط الجسور “العملاقة”، التي دشنها الوزراء بالزرنة وأصحاب “الكرابيلا”؟

الكارثة كارثتان: كارثة طبيعية لا يجب أن تخرج المتضررين والضحايا والمنكوبين من ملّة الله، وكارثة بشرية تسبّب فيها مسؤولون عديمو الذمّة، بسبب الاستعجال و”التبلعيط” والكذب وتزييف الوقائع وتضخيم الأرقام وفواتير الإنجاز، وتزوير الدراسات الهندسية وتغييب الاستشراف، وتتفيه المحذرين وإبعادهم من دوائر متابعة المشاريع والبنى التحتية !

المطلوب الآن، ترميم ما أتت عليه العاصفة، لكن المطلوب أيضا إخراج الملفات القديمة والجديدة من الأدراج، ومحاسبة صنّاع التراجيديا، والمصرّون على إنتاج الخراب والتخريب وعدم الاتعاظ من الدروس والتجارب المرّة، وكذا سرّاق المشاريع وإلحاق الأذى والضرر بالأبرياء والعزل !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ياسين

    إن ما يحدث من كوارث و جرائم يفضح بشكل عام الإنسان الذي ينتمي لهذا المجتمع، هذا الانسان بشقيه (الحاكم و المحكوم) الذي مات ضميره فانعكس سلبا على المجتمع برمته فلم تسلم مؤسسة أو قطاع من الفساد؟ إذن فالمسؤولية يتحملها الجميع؟ فحينما كان البعض منا يتكلم عن الأخلاق -عدم الغش، عدم السرقة-الإخلاص في العمل..-التي يجب أن تسود المجتمع كانوا يتهمون بالتخلف و الرجعية؟ فها هي إذن نتيجة التحضر المبني على القشور أين أوصلنا إلى الحيط و لزال البعض يدعي العبقرية في مجتمع مريض من أسفل قدميه إلى آخر شعرة من رأسه؟؟؟

  • HOCINE HECHAICHI

    Film d'horreur algérien : Le rêve du hirak et le cauchemar de la réalité ou le peuple assisté et ...
    فيلم رعب جزائري: حلم الحراك وكابوس الواقع أو الشعب المسعف و ...