-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ينتشرن عبر الكثير من أحياء العاصمة

“كاش كاسي”..سلاحهنّ السحري لكسب لقمة العيش

سمية سعادة
  • 4190
  • 2
“كاش كاسي”..سلاحهنّ السحري لكسب لقمة العيش
ح.م

قبل سنوات كانت خالتي خداوج، التي وُلدت بالجزائر العاصمة وترعرعت فيها وأنشأت أسرة وأبناء، تكسب قوتها من شراء وبيع الحلي الذهبية القديمة أو بعبارة أخرى “الذهب الكاسي”، مثلما يتعارف على ذلك محترفو هذه المهنة.

كانت هذه السيدة تتّجه منذ ساعات النهار الأولى من حي القصبة إلى حي بلوزداد لتلتقي زميلات لها في المهنة، ويجلسن على قارعة الطريق بانتظار الزبائن الذين يقصدون ذلك المكان لبيع أو لشراء، وحتى لتبادل الذهب المستعمل، وكانت خالتي خداوج تجد في عملها متعة لأنّها أصبحت تعرف، بصورة جيدة، كيف تتعامل مع الزبون وتكسبه بأسلوب فيه الكثير من اللباقة وحسن الخلق، حيث كان أكثرية زبائنها من النساء اللّواتي يقعن عادة في ضائقة مالية، فتضطرهنّ الحاجة إلى بيع بعض صيغتهن من أجل قضاء تلك الحاجات، كما يقصدها أيضا نساءٌ أخريات ممّن تُقبل بناتهنّ على الزواج، ولا يستطعن شراء الحلي من عند بائعي المجوهرات، فيلجأن إلى سوق الذهب المستعمل نتيجة الفارق الموجود في الأسعار، لاقتناء بعض الحلي بأسعار أقلّ من تلك التي توجد لدى بائعي المجوهرات.

أمّا على مقربة من ساحة الأمير عبد القادر بوسط الجزائر العاصمة، فتجلس عشرات النساء بالقرب من ملحقة المجلس الشعبي الوطني، وبعضهنّ يُمسكن قطعا من الحلي الذهبية في أيديهنّ، وكلما مرّت عليهنّ امرأة أو فتاة، بادرنها بعبارة “كاش كاسي”، حيث يُمضين الساعات الطوال وهنّ يخطبن وُدّ الزبونات المفترضات.

تجلس الحاجة عائشة، وهي امرأة جاوزت العقد السادس من عمرها، وسط هذا التجمُّع النسوي، وهي تتبادل أطراف الحديث مع صديقاتها في المهنة حول بعض الشؤون العائلية، لكنّ عيناها تتابع باهتمام من يمرُّ أمامها من النساء، لعلّها تلحظ على إحداهنّ حاجة ما تستطيع مساعدتها على تلبيتها.

منذ سنوات طويلة، تزاول هذه السيدة القاطنة بحي باب الواد هذه حرفة بيع الذهب القديم، وهي تعرف الكثير من النساء اللّواتي يمتهنّ هذه الحرفة، كما تعرف أيضا الكثير من أصحاب محلات المجوهرات بعدد من أحياء الجزائر العاصمة، لأنّها دأبت على التعامل معهم، حيث يشترون منها بعض الحلي التي لا تستطيع بيعها، كما يُعيرونها، في بعض الأحيان، مبالغ من المال في حال ما إذا احتاجت إلى ذلك من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه بعض الزبائن. ونتيجة لمعاملاتها المتكررة مع هؤلاء، نسجت خالتي عائشة شبكة من العلاقات المبنية على الثقة والاحترام، ومع ذلك، تؤكد هذه السيدة أنّ هذه الحرفة بدأت تفقد معناها نتيجة كثرة ممتهنيها، حيث تذكر أنّ الكثير من الشباب البطال أصبحوا يزاحمونها هي ورفيقاتها في بيع وشراء الذهب المستعمل، وهم ينتشرون على طول الشارع المؤدي من ساحة الأمير عبد القادر إلى البريد المركزي مردّدين على مسامع كلّ من يمرُّ أمامهم من النساء، وحتى الرجال، عبارة “كاش كاسي”، “كاش ذهب للبيع”، دون حياء أو خجل..

وترى الحاجة عائشة أنّ مثل تلك الممارسات من شباب قادرين على العمل في وظائف أخرى، تجعل من مصدر رزقها مهدّدا، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرُّ بها الكثير من الجزائريين الذين لم يعودوا قادرين، حتى على توفير لقمة العيش، فما بالك بإنفاق المال في شراء الحلي الذهبية التي هي من الكماليات، في كثير من الأحيان.

وإذا استمرّت الأمور على هذه الحال، تؤكد هذه السيدة أنّ البحث عن مصدر رزق آخر أصبح أكثر من ضرورة، لأنّ عبارة “كاش كاسي” التي ألفت ترديدها منذ سنوات، لم تعد تُسمن أو تُغني من جوع..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Samia Zamit

    Tous les jours on est harcelé par ces jeunes voyous dans la rue Disley par 'Kach Kaci' devant tout le monde , ou sont les policiers, les services de sécurité ou est l'état ? la plupart de ces jeunes sont des repris de justice, ou est le procureur d'Alger le wali d'Alger, y'en a marre , je vous demande à vous les journalistes de faire un documentaire pour combattre ce fléau dans les rues d'alger

  • Ali Kouici

    C'est vraiment honteux de voir les jeunes harcelés les femmes le long de la rue Larbi Ben M'hidi en commençant par la rue Ali Boumendjel en répétant la phrase "Kech Kassi" au vu et au su des autorités locales (APC Alger centre, Sureté de Daira et de de wilaya d'alger), Est ce que c'est légal ? A t-on le droit d’ harceler quotidiennement le citoyen et surtout la citoyenne ? Est-ce le laxisme des autorités ? c’est très grave, Il faut absolument tirer la sonnette d'alarme, vous les journalistes.