-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كاميرا crachée

عمار يزلي
  • 1548
  • 6
كاميرا crachée
أرشيف

لست أدري، وإن كنت أدري، لماذا يكثر الإقبال وقبول مشاهدة “الكاميرا المخفية” في رمضان فقط! حتى أني صرت أعتقد أنه من دون كاميرا “مخفية” رمضان “غير جائز شرعا”! مع أنه العكس تماما، خاصة مع الكاميرا “المخيفة” التي صرنا نترصد بها بعض الأسماء المعروفة، حتى ولو كانت نكرة، بعدما كنا في السابق نترصد بها المارة والمواطنين!
من أسباب ذلك، وما أكثرها، نقص الإنتاج وضحالة المنتوج والركون إلى السهولة ولو بالضحك على ذقون الآخرين أو ترهيبهم! صرنا نعيش العنف وننتج العنف! الكاميرا المخفية، كانت في الأصل دعابة، حولناها إلى “حرب” نتفنن في كيفية رفع نسبة السكر وضغط الدم لدى طرائدها! والوصول إلى حد الضرب والشتم، في عز رمضان!! برنامج “جيست فور لوف” (للضحك فقط) لدى الإنجليز، ترصد له ميزانية ضخمة لأجل دقائق أو ثوان مسلية لا فيها تخويف ولا سب ولا لعن ولا ضرب! فليس مطلوبا إثارة الأعصاب لكي نقدم فرجة جميلة! أنا متأكد أنه لو مضينا على هذا النحو، “سنفتجئ” يوما بموت شخص بنوبة قلبية أمام الكاميرا “المخيفة”! وعندها لن يقول أحد إنه ليس هناك قتل عمدي! هناك قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد! أتساءل: أين أخلاقيات المهنة في العمل التلفزيوني؟ أين القوانين المحددة لشتم وسب الإنسان للإنسان في التلفزيون ولو لعبا؟ لاسيما مع انتشار القنوات! شاهدت ممثلا يقول “تفوه” أمام الكاميرا!؟ أين الحس وأين الذوق واللباقة؟ وأين أخلاق المهنة والتربية والسلوك والحدود؟ صرنا إذا قرب رمضان ـ وفي كل وقت ـ نسخر من الذوق العام ونخلط خلطات لا هي دراما ولا كوميديا ولا بطيخ! خليط من لاشي في كل شيء من دون شيء، لا فيها خدمة عمومية ولا ثقافة! لا أريد أن أقول “ولا فلسفة”، لأن هذا من عاشر المستحيلات عندنا! يبدو أننا أخرجنا العقل في عطلة وفي تقاعد مجبر، ووظفنا المعاول والألسنة والأحذية لكي”نصوم بها رمضان الكريم”! صوم رمضان؟ تكسير رمضان! نعم! وتكسير رؤوس المشاهدين وأذواقهم ونشر ثقافة الضحالة!
بالتأكيد هناك تجارب جيدة ومقبولة تقدم في بعض القنوات المحترمة التي تعرف على الأقل أنها موجهة لعموم الناس وأن عليها خدمة الذوق، لكن ليس الكل! الكل صار يتنافس على الرداءة مهما كلف ذلك من مال وأعمال وقلة الفهم وقلة العقل!
أتذكر أنه لما كانت هناك قناة عمومية واحدة، كانت المقالب في الكاميرا المخفية ذكية ولم تكن ترقى إلى مصاف هذا العنف والصخب وكان “المستقلب” هو المواطن العادي وليس مناجم “النجوم” اللي هذا ما نجموا يديروا!.. هذاك حدْ قلة الفاهمة!
هذه الحال ليست حالنا نحن فقط: في مصر في تونس في كل الدول العربية، هناك نزوع نحو تدمير الذوق العام وتحويل الفن إلى جرائم! أتذكر أنه حدث في وهران في أيام الأحادية “المجيدة”، أنه نظم مقلب صغير مضحك ضمن الكاميرا المخفية، لرجل وزوجته في الشارع، ولما انتهى التصوير، وقيل للرجل إنك شاركت في الكاميرا المخفية، راح الرجل يتوسل للمخرج والمصور ألا يبث الحصة لأن المرأة التي كانت معه ليست زوجته! وتم حذف الحلقة..
اتضح في الأخير أن الرجل لم يرغب في الظهور بهذا المظهر في كاميرا مخفية، وأن المرأة كانت زوجته بالفعل! وكان هو من قام بمنقلب للمنقلبين!
هكذا صرنا نحن إلى الماضي.. إلى أيام “بلا حدود”، على سطحيتها، وصرنا نرى مسطح الأمس، قمة الإبداع اليوم!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • الشيخ برك

    2 السيد رايح إطلع الماء للعقبة ، كل الموبيقات بجميع أشكالها وأنواعها تقع في رمضان فمن الأمراض إلى الجرائم الخطيرة بمختلف اشكالها إلى الجشع والغش والسرقة والسب والقذف وانفلات الأعصاب وارتفاع الأسعار إلى الروائح الكرهة إذ تتحول افواه البشر إلى مصدر الرائحة المقرفة . خليونا من النفاق يرحم باباكم ( جنس في طريق الأنقراض بسبب هذا النوع من بقايا الديناصورات ).

  • الواضح الصريح

    الثقافة المشرقية أي ثقافة المشرق العربي الدخيلة على الشغب الجزائري بعد الأستقلال هي سبب كل الكوارث ، الجزائريون تحولوا بفعل التقليد إلى ببغاءات في تقليد المصريين وغيرهم وسياسة الدولة هي من فرضت التقليد أساس الرداءة كون المنتوج الجزائري الأصيبل كان لا يمنع فحسب بل يحارب بمختاف الطرق كون المتحكين في القرار هم إما مشرقيون أو حثالات جزائرية من تلامذة الأساتذة المصريين ( أعضاء منظمة ( الإخوان المسلمون )

  • ماهر عدنان قنديل (سوري جزائري)

    الكاميرا الخفية تحولت لظاهرة غريبة في السنوات الأخيرة فرغم أنها أصبحت مستهلكة بشكل كبير محليًا وعربيًا أيضًا من خلال برامج رامز جلال إلا أن هناك فضول دائم لمتابعة ردود أفعال الضيوف نسبة لاختلاف طباعهم وتعدد المواقف والسيناريوهات.. فمثلًا هذه السنة هناك رغبة لمشاهدة ردود فعل اللاعبين عند علمهم بكشف المنشطات وأيضًا ردود فعل الفنانين في دار التكسار والحبس أو الزوجة مع زوجها في ردو بالكم وغيرهما.. وحتى كاميرات التجارب الاجتماعية كمزال الخير هذه السنة أو "ليكبارينس" لأنس تينا وعيش أتشوف في السنة الماضية.. لذلك أعتقد أن ظاهرة "الكاميرا كاشي" ستبقى مستمرة رغم كل الانتقادات والنقائص..

  • ويلي وانكا

    بوركت يا استاذ كلامك في محله لا ادري لماذا التصقت بنا جملة ( الجزائري انسان عنيف ومتزمت وغير منتج لاي شيء ) فانا اول كاميرا كاشي شفتها كانت للممثل ( عجايمي ) ومنذ ذلك الوقت وهما يقلدون ولا يبدعون والمشاهد يشارك في الاستهلاك والضحك على نفسه والتلفزة ( طالب ومطلوب ) كما تعلم ولكن( على مين ) اننا نعيش في عصر انفتحت فيه عيون وعقول الناس فليس من السهل بعد اليوم ان يتستر قوم على معايبهم فاولى به اذا ان يعترف بعيبه ويحاول اصلاحه قبل ان ينفضح على يد غيره واذا اردت ان تشاهد فن رفيع انصحك بمشاهدة افلام ( جوني ديب ) ( تقدير الذات والشعور بالثقة والتركيز على الهدف وليس على النتيجة العاطفة والجسد

  • محمد

    الصيام فرصة لندرب أنفسنا على أن نرتقي بأخلاقنا وروحانيتنا وعلاقتنا مع الله وتحسين علاقتنا مع خلق الله. ومن بين الأمور المستحبة فيه أن لايلوث الإنسان عقله بأفكار ونزعات رديئة.بل أن يتحرى الذوق والرقي في كل ما يشاهده أو يسمعه. منذ سنوات لم أشاهد هذه التفاهات والله، كنت أعيد مشاهدة حلقات مرايا السورية للفنان ياسر العظمة، فهي حقيقة عبارة عن لوحات فنية لها معنى ومغزى وأفكار تربوية ونقل للواقع بشكل ظريف بدون تسخيف. أما هذا العام وفي فترة بعد الفطور أختار شيئا مفيدا على اليوتيوب لكي أشاهده والسلام. رمضان فرصة تأتينا فقط مرة في العام، وكلما أنقص الإنسان أكله إستطاع التركيز على ترقية أخلاقه وروحه

  • radovane

    والله كلامك صح ،انا لما نشوفها نحشم ونبدل القناة بسرعة