-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
آخر ما كتبه الضحية رقم 185 لداء السيليكوز

كان حلمي مستشفى وسرير ولم يبق للطبيب سوى إعلان الرحيل!

صالح سعودي
  • 1437
  • 2
كان حلمي مستشفى وسرير ولم يبق للطبيب سوى إعلان الرحيل!
ح.م

شيع بعد مغرب السبت، جثمان الفقيد لونيسي ساعد، المدعو سهيل (35 سنة)، في مقبرة عين البير بتكوت التابعة لولاية باتنة، حيث يعد الضحية رقم 185 بسبب داء السيليكوز الناجم عن ممارسة حرفة صقل الحجارة التي لا تزال تعد ضحاياها على مستوى تكوت وقراها وبعض المناطق المجاورة، على غرار تاغيت وشناورة وإينوغيسن وغيرها.
إذا كانت وفاة الضحية 185 سهيل لونيسي قد تحولت إلى مجرد رقم بمرور الوقت، في ظل المآسي التي لا تزال تفتك بشباب تكوت بسبب مهنة الموت، إلا أن الفقيد سهيل لونيسي ترك منشورات ورسائل مؤثرة على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، ما جعل الكثير يقرأها ويتداولها وبألم وحسرة، في ظل تواصل متاعب أبناء المنطقة، خصوصا أن عدد الوفيات بلغ رقما مرعبا، فضلا عن عدد الأرامل واليتامى الناجم عن هذه المأساة التي تلحق بمنطقة تكوت منذ مطلع الألفية الحالية، حيث إن آخر ما كتبه الفقيد سهيل لونيسي على الفايسبوك في مستشفى آريس هو: “كان أبسط أحلامي مستشفى وسرير وطبيب يقول فقدنا مريضا، حظيت بالمستشفى والسرير ولم يتبق للطبيب سوى أن يعلن الرحيل”، وقبل رسالة الوداع فقد كتب منشورات أخرى صبت في خانة الحزن والتأسف على واقع ضحيا حرفة صقل الحجارة، من ذلك عبارة “لا تحدثني عن المصيبة، حينما تكون المصيبة ليست مصيبتك”، وغيرها من المنشورات والكتابات التي أثرت كثيرا في نفسيات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانب آخر، خرج الطبيب بشير رحماني، الذي واكب عملية معالجة مرضى السيليكوز لسنوات عن صمته، وكتب رسالة يدعو فيها شباب تكوت إلى الابتعاد بشكل جاد عن مهنة الموت، حيث قال في هذا الجانب: “في النهاية هذا المرض سيستمر في إهدار الأرواح، لا سيما حياة الشباب طوال عقد بأكمله، نحن نفضل أن تعيشوا…. ليس لدي أوامر لأعطيها لأحد، لكن أعتقد بصدق أن كل شاب يغادر بهذه الطريقة يترك وراءه ظلمة أبدية، لأن المرض دون أي علاج ممكن، يمكن تجنبه بتجنب المهنة”.
وفي السياق ذاته، جدد سكان تكوت مطالبهم الرامية إلى ضرورة تجهيز المستشفى الجديد بتكوت حتى يتكيف مع متطلبات مرضى وضحايا داء السيليكوز، وهذا من خلال فتح استعجالي لجناح خاص بالأمراض الصدرية وجناح خاص بالنساء والتوليد مع توفير أطباء مختصين، مضيفين بالقول: “شبابنا مريض وأصبح يقول.. أريد موتا كريما بين أهلي وبلدتي، تعبنا من السفر إلى المستشفيات خارج تراب الدائرة والولاية.. ما هذا الصمت، إلى متى هذه المعاناة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الشيخ عقبة

    يموت أحياء السرية والروح الوطنية من البشر النظيف ليبقى أموات الذمم والكرامة ( المسؤولون المرتشون ) أموال الجزائريون تنهب وتهرب لأستراد النفايات والتسلية في الكباريهات وابناء الوطن يموتون برا وبحرا من اجل القوت شبابا في صمت ، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه .

  • ابن مجاهد

    الله يرحمك و اوسع عليك ويصبر اهلك
    و الحكومة ستدفع الثمن يوم تلتقي برب العباد
    نم مرتاح واجرك عند الله