-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موجة كورونا الثانية تنسف أحلام عشاق اللعبة

كرة القدم تفتقد “فنيات” اللاعب رقم 12 في الملاعب..!

كرة القدم تفتقد “فنيات” اللاعب رقم 12 في الملاعب..!
ح.م

حتى أنصار ريال مدريد الذين كانوا أسعد الناس في العالم بعد نهاية مباراة فريقهم الملكي في نيو كامب ببرشلونة، وتحقيقه للفوز الكاسح بثلاثية مقابل واحد أمام رفقاء ميسي أحسّوا بأن شيئا مهما نقُص في المباراة وهو الجمهور الذي يملأ المدرجات ويصنع صورا جميلة، لا تتوقف عدسة مخرج المباراة عن التقاطها طوال أطوارها وخاصة قبل البداية وبعد نهاية المباراة.

فلو جرت المباراة بحضور الجماهير فلربما كانت نتيجتها مغايرة، ولكانت صور خيبة أنصار برشلونة على المباشر قد سافرت إلى كل بلاد العالم، ولكانت فرحة فئة من أنصار ريال مدريد على المباشر أيضا سافرت إلى كل بلاد العالم، مثلها مثل لقطات هدف الكرواتي مودريتش الرائع، ولكانت خيبة مناصري النادي الكتالوني قد تشابهت مع وجه وملاح ميسي الحزين وهو يغادر أرضية الميدان مطأطئ الرأس بعد نهاية المباراة.

لأول مرة في تاريخ الكلاسيكو العريق أي منذ نحو قرن يلعب كلاسيكو العالم من دون جمهور أو في شبه قاعة سينما بأصوات خلفية، تشبه حفلات الغناء التي يستعمل فيها المطرب تقنية “البلاي باك” من دون حضور الفرقة الموسيقية، حيث يحرك شفتيه على أنغام أغنية مسجلة في شريط، وكل هتافات الأنصار التي تم بثها خلال الكلاسيكو كانت بإيقاع لا يتماشى مع ريتم المباراة، فكانت المواجهة جميلة من حيث مستواها الفني والإثارة ولكنها ناقصة من ملح وتوابل لعبة كرة القدم وهو الحضور الجماهيري، خاصة أن ملعب نيو كامب في برشلونة يمكنه أن يحشد قرابة مئة ألف مناصر، وبالرغم من محاولة القائمين على بث المباراة بوضع صور ولوحات على المدرجات وبث الأهازيج والهتافات، إلا أن لاعبي الكرة وحتى الطواقم الفنية وأيضا مشاهدي المباراة عبر العالم وعددهم قارب المليار مشاهد، شعروا بالنقص الفادح في المباراة وهو غياب الجمهور الحماسي الذي تعوّدوا على حركته على المدرجات، وفي الغالب لا يمثل اللاعب 12 وإنما لاعبا أساسيا في هذا الفريق أو ذاك.

كل المؤشرات توحي بأن ما تبقى من موسم كروي سيُلعب في نفس الأجواء الصامتة، فمؤشرات كورونا تتجه إلى مزيد من الخطورة، وكل المتفائلين بخصوص مستقبل هذا الفيروس المدهش والقاتل، رفعوا راياتهم البيضاء في أوروبا وفي غيرها من القارات، ومنظمة الصحة العالمية في يوم مباراة الكلاسيكو السبت، قرعت الجرس، بل وقالت بأن الأسابيع القادمة في عمر البشرية، ستكون خطيرة جدا، وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وحتى ألمانيا، أي بمعنى البلدان التي تدخل دورياتها ضمن الدوريات الخمس الكبرى، ستعيش الجحيم والأحزان بسبب ارتفاع أرقام الإصابات الذي فاق الأربعين ألف حالة يوميا لديها، مما يعني أن عدد الوفيات قريبا قد يصل إلى ألفي حالة وفاة في كل بلد منها في اليوم، وهو ما سيجعل كرة القدم آخر اهتمامات الناس، وحتى المباريات الصامتة من دون جمهور ستكون في خطر، وقد يتم توقيف نشاط البطولات بما في رابطة أبطال أوربا أما عن عودة الجماهير فذاك أصبح من المستحيلات.

لم يكن الكلاسيكو وحده المتضرر من غياب الجماهير، ففريق ليفربول بمسؤوليه وفنييه ولاعبيه صار يعترف بأنه افتقد أنصاره وتأثرت نتائجه بغياب تشجيع مناصريه، فالفريق الذي قلب منذ سنتين الطاولة على رفقاء ميسي عندما داوى جرح الثلاثية في نيو كامب بالفوز برباعية أمام أنصاره، يجد هذا الموسم في ملعبه الشاسع صعوبة كبيرة في الفوز على ضيوفه، حتى ولو كانوا من ذوي المستوى المحدود، كما حصل سهرة أول أمس عندما استقبل أشبال كلوب فريق شيفيلد يونايتد القابع في المركز ما قبل الأخير بنقطة وحيدة، حيث بقي ليفربول على أرضية ملعبه الآنفيلد خاسرا إلى غاية الدقيقة 41 ولم يسجل هدف الفوز إلا في الدقيقة 64 وكان يمكن أن يخسر بفارق هدفين أو ثلاثة بسبب ضغط المنافس الصغير شيفيلد يونايتد، الذي أحس بأن ليفربول من دون جمهوره مثل النسر المكسور الجناحين.

أثر فيروس كورونا على الحياة العامة من اجتماعية واقتصادية يتفاقم من يوم إلى آخر، والذين يظنون بأن الناس ستتعود على مباريات من دون جمهور، تأكد لهم بعد بداية الدوريات الحالية من محلية وقارية وعالمية، بأن الأمر صعب ومستحيل، فالناس تُجمع على أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي لا يمكنها أن تحذف كلمة الشعبية منها.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!