-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كفّوا عن التمييز بين الجزائريين

كفّوا عن التمييز بين الجزائريين

يطالب المحتجُّون بورقلة بتحرُّك وزير العدل وإيفاد لجنة تحقيق إلى الولاية للوقوف على التجاوزات المسجلة في عمليات التوظيف، وكذا وضع حد لتصرفات المسؤولين بعدم الكشف عن عروض العمل على مستوى الوكالة المحلية للتشغيل، وهي مطالب منطقية على السلطات العليا المسارعة إلى الاستجابة لها بهدف التدقيق في عمليات التوظيف بالولاية خلال السنوات الأخيرة، وفضح المتلاعبين بمناصب العمل الذين يمارسون التمييز بين الجزائريين.

المحتجُّون يتكلّمون عن شروط تعجيزية وانعدام للشفافية وتمييز بين طالبي العمل وتجاوزات على مستوى بعض الوكالات المحلية تتعلق باختيار المترشحين بطرق ملتوية تفتقر إلى النزاهة، وهي اتهاماتٌ كبيرة للقائمين على ملف التشغيل في ولاية إستراتيجية مثل ورقلة تتواجد بها أكبرُ الشركات والقواعد البترولية.

وليس صعبا التحقّق من هذا الاتّهامات، وما على المحقّقين سوى إجراء دراسة مسحية للولايات الأصلية للموظَّفين في هذه الشركات لاستجلاء الحقيقة بشأن عمليات التوظيف، هل كانت على أساس المؤهِّلات العلمية والمهنية؟ أم كانت على أساس الجهوية و”المعارف” والمجاملات بين المسؤولين؟ وهي سلوكياتٌ لا أحد يستطيع نفيها أو الادِّعاء أنها تحدث على كل المستويات.

إن الخطاب الرسمي يركز على ضرورة تكافؤ الفرص في التوظيف، وهو أمرٌ يقره الدستور وكل قوانين الجمهورية، والمتورطون في تمكين معارفهم وأقاربهم وأبناء “دشرتهم” من مناصب التوظيف الهامة في الشركات البترولية يعملون ضد مبادئ الجمهورية، لذلك وجب فضحُهم ومعاقبتهم حتى يشعر الجزائريون جميعا بأنهم ينتمون إلى هذا البلد.

أما ما يتعلق بأسطوانة “المؤهِّلات العلمية” التي غالبا ما يردّدها المسؤولون عن ملف التوظيف، فإنّ هذا المشكل لم يعُد مطروحا على الإطلاق، لأن خريجي الجامعات منتشرون في الجزائر العميقة ويتواجدون في كل الولايات، ولم يكن هذا المشكل مطروحا من قِبل الشركات البترولية عندما كانت تستقدم عمالة عادية من مناطق بعيدة كالعمال المهنيين والمكلفين بالحراسة والاستقبال، فيما يُحرم شبابُ المنطقة من هذه الفرص.

إنّ الاستماع إلى مطالب شباب ورقلة وفتح حوار حقيقي معهم والنّظر بجدية في مطالبهم، هي الخطوة الأولى لمعالجة ملف التوظيف الشائك، لأنّ سياسة التّوظيف خلال العقود الماضية ظلمت الكثير من أبناء هذا الشعب، وعمَّقت الفجوة بينهم وبين المؤسسات الرسمية وأعطت الانطباع بأن المناصب والمكاسب هي لفئةٍ واحدة من الجزائريين.

وتغيير هذه الصورة يتطلّب صرامة مُطلقة، ونزاهة تامة في تسيير ملف التشغيل، ومعاقبة كل من يثبت تورُّطُه في التّلاعب بمناصب الشغل، من خلال التدخُّل في الآليات القانونية المحدِّدة لتسييرها واستحداث ثغرات تمكّن من التّصرف فيها ومنحها للمقربين أو أصحاب “الأكتاف” العريضة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • khaled okba

    لكي يتضح الامر وتزول الضبابية من العيون ومعرفة مدى استفحال هذه الظاهرة انظر الى سوناطراك ونافطال وسونلغاز والبنوك والمدارس العليا والخطوط الجوية و الطب والادارات المركزية والنسيج الصناعي والممثليات في الخارج ستعرف من كان السبب في خلق هذه الافة المدمرة لكيان ووحدة ووجود الامة الجزائرية دون ان ننسى يد فرنسا الخبيثة في رعاية هذه الافة

  • جزاءري

    في المؤسسات العمومية الكثير من المسؤولين يتصرفون وكان المؤسسة ملكية خاصة بهم . لكن الاخطر انهم رغم ذلك يشعرون بانهم محميون من طرف من نصبهم ولا يخشون حتى من تطبيق القانون جراء ممارساتهم المخالفة للقانون !

  • جلال

    أعطيك مثالا على بعض أنواع التوظيف في سوناطرك التي تعتبر شركة متعددة الشركات أو الأقسام والفروع يقوم مدير بقسم أو فرع ما بالتفاهم مع مدير من فرع آخر على تبادل التوظيف أو منافع التوظيف بينهما بمعنى إن كل واحد يوظف أقارب ومعارف الآخر في قسمه أو فرعه وبذلك ينفي تهمة المحسوبية والجهوية والزبائنية والتمييز عن نفسه وهى كما ترى طريقة ميكيافيلة ناجحة وتحايل على القانون بالقانون , أما الرشاوي عن طريق الوكلات وغيرها فحدث ولا حرج أما بعض المدراء والنافذين في سوناطراك فلهم شركات خاصة داخل سوناطراك ما يعرف بالمناولة والخدمات الأخرى كجلب الماء وتوصيل المعدات والأشخاص الى الورشات

  • عبد الغاني بوعقبة

    صدقت عل هذا الموضوع حساس
    هناك حل منطقي وحتى يكون وطن واحد يتسع للجميع
    يجب يوزيع مناصب العمل لكل دائرة اينما كانت له حصتها من التوظيف من الشركات البترولية والاقتصادية

  • سي صالح

    العمل في ورقلة و الولايات الجنوبية حكرا على ولايتين فقط في الجزائر و الكل يعلم هذا إلا أصحاب الولايتين أنفسهم.

  • محمد

    يكذب من يدعي أن في الجزائر من يستطيع تطبيق المساواة بين المترشحين للتوظيف في أي منصب.ذلك أن الذين يسنون القوانين هم أول من يطعنون في حسن تطبيقها بل يختلقون نصوصا أو وسائل يبيحون بها التخلي عن احترام ما فرضوه.وأكثر الأساليب في تجاوز القانون هي استغلال أية هفوة (من الذي يزعم أنه مبرأ من اتركاب الهفوات في عمله)للانتقام ممن رفض الانصياع لرغباتهم إن لم تكن بالتهديد المعلن.هذا واقعنا المر.أما إذا أضفنا الجهوية والعنصرية وغيرها من عوامل الابتزاز فحدث ولا حرج.هذا الكلام ليس هدرا وإنما عشناه وذقنا مرارته ولم نستطع لا استرجاع حقوقنا ولا حمايتنا من بطش عصابات السوء المؤسسة في كل جسم الوظيف العمومي والخاص

  • AVANCER LALOUR

    في الجزائر هناك جامعيين بشهادات ليسونس في الأدب العربي يطالبون بمناصب في سونطراك وهناك جامعيين بشهادات مهندس معماري يطابون بمناصب في المستشفيات كمدراء وهناك اخرن بشهادات ليسونس في العلوم السياسية ويطالبون بمناصب كأساتذة في الممتوسطات والثانويات ........... وحين لا تلبى رغباتهم يرفعون لواء الجهوية والعنصرية والتميير والمعرفة ووووووووووووووو حلل وناقش