-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كلهم.. “متعوّدة دايما”!

جمال لعلامي
  • 718
  • 1
كلهم.. “متعوّدة دايما”!

أضحكني ساعي البريد الذي حجز رسائل المواطنين والمراسلات الرسمية ببيته طوال عدة سنوات، بدل أن يوصلها إلى المعنيين، والحقيقة أن هذا “الفاكتور” المرح، قد يكون “مره” من شغله المرهق، ووظيفته المتعبة، فلم يعد قادرا مع تقدّم السنّ، على التوجه إلى أبعد نقطة، خاصة إذا تعلق الأمر بالقرى والمداشر، فانتهى به التكاسل والخمول والتقاعس، إلى تحويل الرسائل إلى داره، ضاربا عرض الحائط بواجب الأمانات التي يجب أن تؤدّى إلى أهلها، متسببا قي خسائر لا تعدّ ولا تحصى للأفراد والجماعات !
الأكيد أن هناك “شومارة” ضيعوا مسابقات التوظيف، ومواطنين لم تصل رسائلهم إلى المير ورئيس الدائرة والوالي، كما ضيّع مسؤولون مراسلاتهم إلى مسؤولين آخرين، أو إلى الأعلى رتبة منهم، كما ضيع “العشـّاق” عشقهم ولم تصل رسائل غرامهم إلى حبيباتهم، وكلّ هذا بسبب استهتار السيد “الفاكتور” الذي انتقم من الجميع !
الحقيقة أن ساعي البريد ليس الوحيد “المتعوّدة دايما” على مثل هذه الأعمال المشينة والاستفزازية وغير المسؤولة، فكم من ملف استثمار أو طلب تسوية مشكل قانوني، محجوز بأرشيف الوزارات؟ كم من شكوى منسية في أدراج الأميار ورؤساء الدوائر والولاة؟ كم من إخطار مقبور وكم من تبليغ مدفون في مكاتب رؤساء مصالح ومديري مؤسسات؟ كم من قضية انتهت بسلة المهملات والمزابل والمفارغ العمومية؟
ليست المرّة الأولى، ولا هي بالسابقة التي صنعها أو اخترعها هذا الساعي، وإنما هي واحدة من عشرات ومئات وآلاف، وربما ملايين القضايا المشابهة، التي قتلت مشاريع، ووأدت استثمارات، وأجّلت برامج تنموية، وفوّتت فرصا من ذهب وفضة على المواطنين والهيئات الرسمية !
قلنا سابقا، يجب تغيير العقليات والذهنيات، قبل الحديث عن ضرورة تبديل الرجال، فلا معنى لرجل مناسب في مكان مناسب، ما لم تكن العقلية أيضا مناسبة، وبعيدة كل البعد عن اللامبالاة والتسيّب والإهمال و”الجمونفوتيست” التي تسبّبت لنا جميعا في مآس وكوارث بالجملة والتجزئة، وضربت الأعناق والأرزاق عبر الشوارع والبيوت والزقاق !
آه وآه يا “فاكتور”، فقد حرمت البعض من مناصب شغل، وقطعت الطريق على علاج مرضى، وأطلقت رصاصة الرحمة على “بقايا الحبّ” في زمن المصالح، وأجّلت استفادات هؤلاء من سكن، والبعض الآخر من قفة رمضان، وآخرين من منحة المعوقين والشيخوخة المسعفة، وضربت رؤوس مستثمرين “مغفلين” اعتقدوا أن الاستثمار يكون أولا بالرسائل التقليدية !
لكن، ارتح يا “سيّ الساعي”، فلست الوحيد الذي مرمد الناس، وأهلَك الأصحاء والمرضى، وقتل البعض “ناقصين عمر”، والبعض الآخر بالقنطة، والباقي المتبقي أسكنه أمراضا مزمنة من شاكلة الطاعون والكوليرا والبوحمرون !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • علي لطرش

    الفهامة