كل الجرائم ألصقت ببن زيمة الذي لم يحصل على بطاقة حمراء في حياته

لم يكف الإعلام الفرنسي حذف اسم كريم بن زيمة من المنظومة الكروية الفرنسية، بصفة نهائية، على خلفية حادثة بصاقه أثناء عزف النشيد الفرنسي، وحرمانه من كأس العالم الأخيرة رغم إجماع الفرنسيين على أن مستوى كريم لا يقارن بمستوى قلب هجوم المنتخب الفرنسي جيرو، الذي لعب كل المقابلات ولم يسجل أي هدف ولم يقذف أي كرة نحو المرمى، لم يكف كل هذا حتى تحول اسم اللاعب جزائري الأصل إلى مرتبط بالجرائم البشعة كان آخرها اتهامه بمحاولة اختطاف وكيل الأعمال السابق دي سوزا، كما أشاعت الصحافة الفرنسية التي صارت تستعيد قراءها بذكر كريم بن زيمة بسوء.

الحقد الذي يكنه الفرنسيون لكريم بن زيمة اندلع بسبب لقطة لاعب ريال مدريد كريم بن زيمة الذي بصق على الأرض، مباشرة بعد الانتهاء من تقديم النشيد الفرنسي قبل بداية مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، الذي تم عزفه تضامنا مع فرنسا التي تعرضت لعمليات إرهابية، وتحوّل إلى أزمة كبيرة أخذت أبعادا خطيرة جدا، وأوحت بأن إبعاد بن زيمة بصفة نهائية عن منتخب الديكة صار أمرا محسوما، بالنسبة إلى الفرنسيين، الذين لم يجدوا أي وصف إلا وقذفوه به، لقطة “بصاق” بن زيمة التي أغرقت فرنسا في بحر من اللعاب ومن الحبر، شاهدها الملايين في الأول بطريقة عادية، حيث تم عزف النشيد الفرنسي الذي لم يسبق لكريم أن قرأه منذ أن تقمص ألوان المنتخب الفرنسي، وجاء عزف النشيد ضمن التضامن الكبير الذي عرفته فرنسا في أوربا والعالم عموما جراء التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة 130 من الأبرياء، وأدت إلى ارتفاع مؤشر الكراهية تجاه كل ما هو عربي ومسلم، ولكن بن زيمة بمجرد أن انتهى عزف النشيد الفرنسي، حتى استدار إلى يساره وانحنى برأسه، وبصق على الأرض، وأصرّ الإعلام الفرنسي على أن يقول بأن لقطة البصاق أخرجها بن زيمة من الأعماق، وخاض في تفاصيل وجهه وقرأ الكثير من الأحقاد التي يكنّها اللاعب لفرنسا منذ زمن طويل وليس بسبب قضيته مع اللاعب فالبيوينا التي جرّته إلى المحاكم حيث اتهمه زميلة ابن مرسيليا بالابتزاز، والقضية مازالت متواصلة إلى حد الآن، أما الجبهة الوطنية فقد طالبت بطرد اللاعب نهائيا من فرنسا واعتبرت ما قام به غير مقبول من أي عاقل.

وكان كريم بن زيمة قد قال لمحطة آر.م.سي، بأن عدم حفظه للنشيد الوطني ليس مشكلة، وزيدان وعدد من الجماهير لم يكونوا ينشدونه، وكان إريك دومار عضو بالمكتب السياسي لجبهة مارين لوبان قد رفض مجرد ألا ينشد بن زيمة “لامارسييز” فما بالك أن يلجأ إلى مثل هذه الحركة التي لم يجد بن زيمة من يدافع عنه فيها سوى أحد الرياضيين الذي ربط البصاق بارتفاع الأدرينالين في الجسم، في الوقت الذي تهاطلت على بن زيمة عاصفة من السب المبرح بين من طالب بحرمانه من الجنسية الفرنسية حالا، والتهديد بتفجير ملعب فرنسا إن تقمص ألوانها مرة أخرى، ونصحته سيدة فرنسية باللعب في المنتخب الوطني للدولة الإسلامية داعش، وإذا كان بن زيمة قد وجد بعض التعاطف من بعض الفرنسيين في قضية الابتزاز، وقضية علاقته بالمهاجرة زهية رفقة سمير ناصري، فإن نشر فيديو البصاق على الصفحة الرئيسية للياهو وفتح باب التعاليق، وضع بن زيمة في أكبر مشكلة صادفته بفرنسا، وهو اللاعب الرياضي الأغنى في فرنسا بمرتب يتجاوز الـ 4000 دولار في الساعة، قبل أن تحل تهمة الاختطاف الجديدة التي جعلت اللاعب يجمع كل الجرائم دفعة واحدة، وهو اللاعب الخلوق على أرضية الميدان إذ يعتبر من أندر اللاعبين في الكرة الأرضية وفي تاريخ اللعبة الذي لعب أكثر من 12 سنة في المستوى العالي ومنها عشرة مواسم مع ريال مدريد، ولم يسبق له أن تحصل على بطاقة حمراء سواء مباشرة أم من جمعه لبطاقتين صفراوين بالرغم من لعبه في كل بلاد العالم وضد مدافعين عنيفين، ولكن الفرنسيين منحوه بطاقة حمراء من زمان.

ب. ع