كل شيء وارد في الدوري الجزائري الممتاز

مرّت عشر جولات من عُمر الدوري الجزائري، لحد الآن، مع احتفاظ العديد من الأندية بمباريات متخلفة ستلعبها لاحقا، فمن بين 16 فريقا، لا توجد سوى ستة أندية فقط لعبت عشر جولات، بينما الفرق العشرة الباقية تنتظر تسوية مبارياتها من أجل اللحاق بالركب سواء بلوغ المقدمة التي هي حاليا في حوزة مولودية العاصمة أو من أجل الابتعاد عن المؤخرة التي يقبع فيها نادي بارادو لوحده.

إلى غاية بلوغ ثلث جولات الدوري الجزائري لا يمكن الحديث عن مفاجآت سواء في القمة أو في القاعدة، ولو توقفت البطولة عند الجولات العشر الحالية فإن ثلاثي المؤخرة هو بارادو ومقرة والشلف، والبطل مولودية العاصمة والوصيف الذي يلحق به لرابطة أبطال إفريقيا هو شباب بلوزداد والمشاركين في كأس الكونفدرالية هما مولودية وهران والساورة، وواضح بأن المفاجأة لحد الآن غير موجودة، وربما تكمن فقط في المستوى الذي لم يرق إلى المأمول، كما كان الشأن في مباراة الداربي العاصمي التي لعبت السبت بين اتحاد لعاصمة ونصر حسين داي التي جلبت جمهورا غفيرا لم يستوعبه ملعب بولوغين، برغم تزامن المباراة مع الدوريات الأوروبية القوية، وانتهت بصفر في كل شيء، حيث عجز لاعبو الفريقين عن التسجيل حتى من ركلتي جزاء استفاد منها الاتحاد والنصرية، كما ظهر شباب بلوزداد الذي قيل بأنه سينافس على اللقب، ظلا لنفسه في مباراته التي لعبها في قسنطينة أمام الشباب لمحلي.

المفاجأة الوحيدة لحد الآن تكمن في تواجد وفاق سطيف في المراتب الأخيرة بالرغم من فوزه المحقق أمام اتحاد بلعباس أول أمس، فالوفاق لم يحقق في الجولات العشر التي لعبها سوى عشر نقاط، وفي حالة فوز الفرق الخمسة التي توجد أسفل منه في الترتيب وهي بلعباس وبسكرة ومقرة والشلف وبارادو بمبارياتها المتأخرة، فسيجد الوفاق السطايفي نفسه لوحده في المؤخرة ومهدد حقيقي بالنزول إلى الدرجة الثانية التي لعب فيها مرة واحدة في تاريخه فقط في السنة التي فاز فيها لأول مرة بكأس الأندية البطلة سنة 1988 أو ما صار يسمى حاليا برابطة أبطال إفريقيا.

الفرق العاصمية التي تتواجد بثلاثة أندية في مختلف المنافسات الخارجية يسيطر فيها المولودية على الدوري، بمركز أول ومباراتين متأخرتين، وينافسه بلوزداد الذي سجل أول هزيمة له في قسنطينة، وبالتالي بعد مرور عشر جولات فقط لا يوجد أي فريق لم يخسر باستثناء مولودية العاصمة التي لعبت ثماني جولات، وبمباراة متأخرة يتواجد فريق سوسطارة في وسط الترتيب، بينما تبقى النصرية مرشحة للصعود كما هي مرشحة للنزول في الترتيب العام، والأمر المحيّر هو الوضع الصعب لنادي بارادو الخاسر في برج بوعريريج، حيث يقبع وحيدا في مؤخرة الترتيب وهو على بعد أيام من خوض دور المجموعات من كأس الكونفدرالية الإفريقية التي يبدو أنه وضعها كهدف رئيسي حتى ولو ضحى بمكانته في الدرجة الأولى.

مولودية وهران تسجل واحدة من أحسن انطلاقاتها، فهي في المركز الثالث بمباراة متأخرة، وعلى بعد أربع نقاط من المولودية العاصمية، ولأنها ستدشن في الربيع القادم ملعبها الأولمبي، فإن أنصار نادي الحمري يتمنون المشاركة بملعبهم الكبير في منافسة إفريقية افتقدوها منذ زمن طويل، أما شباب قسنطينة الذي بدأ بالسير على العكاز فقد استقام عوده في الجولات الأخيرة واقترب من البوديوم، أما شبيبة القبائل التي قال رئيسها في آخر تصريح له بأنها ستلعب على أحد الألقاب فإن مرتبتها الحالية بمباراة متأخرة فهي بعيدة عن البوديوم بثلاث نقاط فقط وبعيدة عن مراكز السقوط بخمس نقاط فقط.

في غياب الملاعب الجميلة التي لم تجهز بعد وعددها أربعة، وفي غياب النقل التلفزيوني الاحترافي الذي يجعل المشاهد يتابع المباريات بأريحية في بصره قبل متعته، وفي غياب المستوى الفني لراقي، مازال الدوري الجزائري بعيدا عن أن يكون قابلا للتصدير للجيران عكس الدوري المغربي الذي اشترته قنوات بي.إين.سبورت، وقدمت المغرب نفسها بالصورة في أحلى ما يكون.

الجمهور الجزائري جاهز ليكون طرفا في تطوير اللعبة، ففي مباراة شباب قسنطينة أمام شباب بلوزداد حضر جمهور غفير ورفع تيفو إحياء لذكرى المولد، وطارت صوره إلى كل بقاع العالم حول تعلق الجزائريين بشفيع الأمة صلى الله عليه وسلم.
ب. ع