-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استهداف وأخطاء ومآس تشوّه لغة الضاد في يومها العالمي

“كنتي” “دمتي” “لكي” “أنتي” وغيرها.. مجازر تفتك بجماليات اللغة العربية

صالح سعودي
  • 2899
  • 17
“كنتي” “دمتي” “لكي” “أنتي” وغيرها.. مجازر تفتك بجماليات اللغة العربية
ح.م

تكشف المحادثات والكتابات اليومية للجزائريين والعرب بشكل عام عن أخطاء نحوية وتركيبية فادحة، ما جعلها بمرور الوقت تصنف في خانة “العادي”، فيما وصل البعض إلى قناعة بأن ما لم يتحقق في عهد قاسم أمين الداعي إلى ترك الإعراب، قد تجسد مع مطلع القرن الـ 21، بدليل نوعية الأخطاء التي تقع فيها أطراف محسوبة حتى على الوسط العلمي والإعلامي والثقافي، مثل كتابة: أنتي، كنتي، دمتي، لكي، لما لا، جاءة، وغيرها من الكلمات بطريقة قد تصيب النحويين القدامى بالإغماء لو عودوا إلى عالم الأحياء.

يؤكد الكثير من النقاد والباحثين بأن اللغة العربية تعرف خلال السنوات الأخيرة الكثير من أوجه الغربة والتشويه، ورغم أن الأمم المتحدة خصتها بيوم (18 ديسمبر) وفق القرار رقم 3190 الذي بموجبه تم إدراج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، إلا أن الواقع الميداني يؤكد بأن لغة الضاد تعاني الغربة والمجازر في أوساط العرب قبل أي طرف آخر، ما جعل بعض النقاد والباحثين يدعون إلى نظرة جادة بخصوص التحديات التي تواجه اللغة العربية في ظل الرقمنة وحجم استخدامها في عالم الأنترنت، والوقوف على أسباب اتهام اللغة العربية بعدم القدرة على استيعاب المصطلحات العلمية الجديدة في ظل تقصير المشرفين عليها في تطويرها، ناهيك عن الهجمات التي تتعرض لها كرمز الهوية، وكذا مخاطر كتابة اللغة العربية بالحرف اللاتيني في فضاء الأنترنت وأساليب التصدي لها.

ومن الجوانب التي تأسف لها الكثير هو أن الأخطاء النحوية والتركيبية وحتى المعرفية لم تقتصر على الأفراد العاديين في محادثاتهم وكتاباتهم، بل تعدت إلى الجهات الرسمية والقائمين على المنظومة التربوية، حيث أكدت مؤخرا تقارير بأن الكتب المدرسية للطورين الابتدائي والمتوسط تضمنت أخطاء فادحة بلغت 2400 خطأ معرفي ولغوي، وهو عدد هائل يطرح نفس الكم من الأسئلة على اللجنة المكلفة بإعداد الكتب المدرسية التي تقدِم للتلميذ معلومات خاطئة ولغة غير سليمة، بشكل يعكس حجم المجازر في حق اللغة العربية.

والواضح أن مجازر اللغة العربية بلغت أوج مآسيها عند طلبة الجيل الحالي، بسبب الأخطاء الفادحة المرتكبة في ورقة الامتحانات، حيث أعطى أحد الأساتذة نموذجا لورقة تكتب فيها صاحبتها مقدمة عن الشعر الرومانسي بهذه اللغة: “جاءة حركة سؤال الذات لثرد لاعتبر لذت الشاعر التي همشهة لأحيائيون، وسهمات عدة عوميل في ظهور شعر الرمنسي مثل صعود البرجوزية ولاحتكاك بثقافة الغربية، ونقسمات إلى ثلاثة المدرس هتمات جمعها باشعر الوجدان… ومن أبرز شعراء الدين حملو على عتقهوم لوء هذ التاير..”، مؤكدا في ملاحظاته بأن الجانبين المنهجي والمعرفي المسؤول عنهما حاضران، لكن الجانب اللغوي كارثة عظمى، متسائلا “أين درس مثل هؤلاء؟ ومن أوصلهم إلى البكالوريا؟

وإذا كانت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي قد أكدت تعلقها باللغة العربية، في منشور لها على حسابها في “تويتر”، حين كتبت “أكتب بالعربية لأنها لغة قلبي ولأدافع عن قبر أبي، ترك لي العربية أمانة لأنه حرم منها، إنها آخر قلاعنا يا عرب، إن سقطت انتهى أمرنا”، فإن الدكتور بوعمامة (أستاذ اللسانيات بجامعة باتنة) لم يتوان في انتقاد العرب المعاصرين الذين انبهروا بالمصطلحات الغربية، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء العودة إلى التراث العربي، وقال في ندوة نظمت مؤخرا بقسم اللغة العربية بجامعة باتنة “أصبحنا نلوك مصطلحات وألفاظ جئنا بها من بيئات تختلف عن بيئاتنا، إن العبرة في العودة إلى التراث وليس مسايرة الغرب في المصطلحات“.

وأضاف قائلا “إن اللغة العربية ليست متخلفة، بل الذين يتكلمون بها هم المتخلفون”، مضيفا أن القدامى أبدعوا في العلوم والمناهج، كما أن الكثير من العلوم انتقلت إلى أوربا باللغة العربية الفصحى مثل فلسفة ابن رشد التي ترجمت في الغرب، مضيفا أن باللغة العربية كتب وفكّر بها الخوارزمي وابن سينا وغيرهما، وتأسف لانقلاب الأمور حتى صرنا مثلا ننطق اللوغاريتمات بدل الخوارزميات، وجدد التأكيد بأن القصور يكمن في العقلية العربية المعاصرة وليس في العربية.

في المقابل، دعا الدكتور عبد الحميد هيمة من جامعة ورقلة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، إلى السعي بجد لتطوير اللغة العربية وحمايتها من الإقصاء والتهميش الذي مورس عليها من قبل، وجعلها عاملا جامعا وموحدا لكل مكوّنات المجتمع الجزائري. وصمّام أمان لكل ما من شأنه ضرب الوحدة الوطنية. لأن العربية حسب قوله هوية تتجاوز العرق إلى محدد ثقافي بالغ السعة والمرونة يستوعب كل مكونات المجتمع الجزائري عبّر عنه النبي (ص) عندما قال: “بأن من تكلم بلسان العرب فهو عربي كائنا ما كان أصله ونسبه“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • ينتظر الفرج

    أزيحوا الأخطاء الموجودة على اللّافتات سواء في الطّرقات أو على واجهات المباني.كلّما شاهدت مثل هذه الأخطاء أُصابُ بالدُّوار

  • لا تخطئ الأنساب

    صحيح ما يحدث للغة العربية، والذي يؤلمني اكثر هو نفس المعادين للغة العربية يغضبون لما شباب لا يتقن الفرنسية، وهم يعلمون ما فعلته فرنسا
    لماذا يدافع بعض الجزائريين عن الفرنسية ولا يدافعون عن العربية؟ لماذا يدافعون عن الفرنسية ولا يدافعون عن الامازيغية؟ لماذا يدافعون عن الفرنسية ولا يدافعون عن الانجليزية؟ فإن تكلمنا عن اللغة الاصلية أو لغة الدين أو لغة العلم فهم لا يدافعون عنها، لكن يدافعون عن لغة المستعمر .

  • جزائري حر

    يا ولدي راهم دالجماعة تاع فرنسا(باريس) من يشجعون على هده عن قصد.

  • عبد الحكيم هلال

    الصحيح أن يقال: يؤكّد ... أن اللغة العربية، بلغت 2400 خطئًا معرفيا ولغويا . نلوك مصطلحاتٍ وألفاظا.

  • Omar

    LE VRAI COUPABLE EST CE MAUDIT DIALECT APPELE DARIDJA, IL FAUT CONDAMNERE CETT DARIDJE A NE PLUS ETRE PARLEE, MAUDITE SOIT CETTE DARIDJA, QU'ELLE SOIT MAUDITE A TOUT JAMAIS, VIVE LA LANGUE ARABE !!!!!

  • رفيق العاصمة

    و انت ايها الصحفي البارع هل اعجزك ان تقول محمد صلى الله عليه و سلم و اختصرتها ب (ص)

  • شخص

    أحيي في الشروق الاهتمام البالغ والحرص الكبير الذي أسدته دائما للغة الضاد .

  • فارس

    اخترعوا لنا احاديث وانسبوها الى الرسول ايها المفلسون، لقد عجزتم عن تطوير العربية فلجاتم الى البكاء والنويح والكدب بسم الدين ، حتى تفرضوا على الناس لغة عاجزة، في المقابل ارسلوا اولادكم الى فرنسا واروبا حتى يتعلموا اللغات

  • نمام

    زحفت العامية على المنابر الئمة في المساجد مذيعون وراء المكرفو ن و اصبحت الاخطاء كارثة نطقا و كتابة تعال على اللغة من وزراء باستخدام لغة اجنبية و مفردات اجنبية واذا تحدثوا بالعربية قالوا انكم فهمتمونا خطا اساءة لتاريخنا وهؤلاء يريدون ثقب السور الحامي لنا من المسخ كتاب الله قراننا ولغتنا الم تروا باننا نختلق لها ضرات وهما و كيدا ولكن الله غالب علىامره

  • قناص

    يا شروق المرأة عاطفية و تبكي بسرعة لهذا لا نريد تفسيرها
    انتي ...كنتي... تبكي ...اتركوا لها الرجل ي لماذا تريدون قطع رجلها ?

  • محمد مسعود

    للأسف الشديد رغم قوة وجمال اللغة العربية وغناها بالكلمات إلا أننا نرى عقوقا كبيرا لهذه اللغة وخصوصا من طرف أبناءها حيث صار أغلبهم يرى فيها شيئا ثانويا لا يستحق الإهتمام ولم يدركوا أن كل الأمم المتقدمة إنما كان وسيلتها للتقدم هي لغتها الوطنية فالصين مثلا تقدمت باللغة الصينية وكوريا الجنوبية بلغتها وقس عليهما والمحزن أن أغلب من ينشرون من العرب على اليوتيوب وغيره صاروا يستعملوا الدارجة مع مصطلحات إنجليزية أوفرنيسة ، وأكثر مايزعجني هو كتابة البعض بأحرف لاتنية وأمة لا تعتني بلغتها فلا مكان لها بين الأمم القوية ، لذلك إن نحن أردنا أن ننهظ من كوبتنا فعلينا أن نعيد الإهتمام بلغتنا الأم خصوصا الأطفال.

  • ابن الجبل

    يا سيدي الكريم ، المجزرة التي تعرضت لها اللغة العربية ، عندما اسندت المنظومة التربوية الى غير أهلها، أمثال بن غبريط التي عملت ،مع من أسند لها تسيير قطاع التربية، الى تحطيم اللغة العربية ومحاربتها . وكان من نتائجها تخرج اطارات برتبة " شبه الأميين "!. نتمنى من الرئيس الجديد أن يضع كل مسؤول في مكانه المناسب ، حتى يحقق النتائج المرجوة ، وينهي عهد الفوضى و" البريكولاج " والانحطاط الذي دام سنوات عديدة ، وحطم التربية والاقتصاد والرياضة والأخلاق ... حتى تمنى كل واحد منا الهروب من بلده الجزائر ، لأن أمل الجزائريين قد تبخر في رؤية جزائر جديدة قوية مزدهرة....!!!!

  • نون والقرآن الحكيم

    2 -- والخط العربي هو قيمة هرم الفن الجميل
    كما أقره بذلك ''' بيكاسو'''،
    فكان بيكاسو الفنان الكبير العلمي الإساني يقول :
    "الخط العربي هو نهاية الفن التجريدي
    ولم أصل بعد لهذا المستوي العالي" ( قيما معنى ما قال)
    والنبي أحب العربية لأنّها لغة أهل الجنة،
    وكفاها فخر أنها لغة القرآن،
    وحسب مسطفىمجمود المصري
    أنها هي أم اللغات لأن أقدم كتاب وجده علماء
    الأثار عمره أكثر من 4000 سنة مكتوب بالعربية،
    بل يذهب لأكثر من ذلك فقال بعضهم :
    أنّها اللغة التي تكلم بها آدم،
    إذه هذه اللغة كنزا لا ينفد.
    وفي هذا كفاية والله أعلم

  • نون والقرآن الحكيم

    1--"من جهل شئ عاده"
    فاللغة العربية مجهولة من بني جلدتها،
    فالعربية هرم أكبر من أهرمات مصر ام الدنيا،
    من نحوها أستلهم لإختراغ لغات المتطورة للكبيوتر،
    ولولا كتب الحضارة العربية الإسلامية ما عرفت أوربا الحالية :
    أفلطون وأرسطوا وسكراط وغيرهم،
    ولولا علماء الحضارة العربية ما عرفت الإنسية السفر،
    ولولا هذا السفر ما تقدمت الرياضيات الحلية،
    ونعرف أن لغةالكمبيوتر الأساسية التي يعمل بها
    هو "البنار' ( الزوجية أو الشفع) 0 و 1،
    و80 بالمائة من مفردات الإنقليزية أصلها عربي،
    والخط العربي هو قيمة هرم الفن الجميل كما أقره ''' بيكاسو'''،

  • سراب

    أعداء لغة الضاد حاربوها و فتكوها على أخرها نفسهم أعداء الإسلام
    و للأسف قد طعنوا في القرآن الكريم مرات عديدة و آخرها بقولهم أنه توجد كلمات ل آما-زيغ في القرآن الكريم و ليس العكس كأن الله تعالى في قوله الكريم : "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " و كذلك في عدة آيات ،قد سهى و لم يذكر ما تفطن له الكابليين و العياذ بالله شر البلية ما يضحك
    استغفر الله،استغفر الله،استغفر الله. الله يهدينا

  • سراب

    لا أتكلم عن تقهقر عظمة و جمال العربية في دول العربية ،باعتباره منعرج آخر و أهل مكة ادرى بشعابها
    لكن ببلادنا سببه ما يسمى بالمنظومة التربوية ،تعاقب على تخريبها ( صعاليك و سراق ) و فاقد الشيء لا يعطيه لا من ناحية المسؤول و لا حتى المدرس و خير دليل وزيرة القطاع السابقة لا تستطيع تكوين جملة مفهومة و كانت تنوي تدريس الدارجة بدل اللغة العربية ،كلها عصابة كانت تريد محو لغة الضاد من الجدور

  • العربي ولد حمود

    ونسيت يا كاتب المقال المحترم أن الكثير يتكلم بصيغة النكرة وهو يقصد صيغة المعرفة فمعظم الكلام حتى عند المسؤولين وحتى القنوات بأشرطة الأخبار خطأ من نوع "استخرجت رخصة سياقة من دائرة" وهم يقصدون "استخرجت رخصة السياقة من الدائرة" أو مثل "أماكن سياحية بالجزائر وخاصة بجنوب وهضاب عليا" وقصدهم "أماكن سياحية بالجزائر وخاصة بالجنوب والهضاب العليا" وهناك مصيبة فضيعة بحيث نسمع من يقول "وهذه الشجرة ذو جودة عالية" (ذو من الأسماء الخمسة وله مؤنثه وجمعه) والصحيح القول "وهذه الشجرة ذات جودة عالية" أو يقول "أشجار ذو" عوض "أشجار ذوات" ... وعبارات كثيرة تكسر اللغة العربية الفصيحة.