-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الدراما السورية الممثلة مرح جبر للشروق العربي:

كنت قريبة من خالتي منى واصف ولشدَّة حبي لها وتعلقي بها أحببت التمثيل

الشروق أونلاين
  • 7552
  • 0
كنت قريبة من خالتي منى واصف ولشدَّة حبي لها وتعلقي بها أحببت التمثيل
ح.م

فنانة شابَّة، تخطو بهدوء وتوازن، نحو النُّجوميَّة، الَّتي تستند إلى موهبة حقيقيَّة، وتعمل بإتقان ليكون لها اسمها على الخارطة الفنيَّة السوريَّة، الَّتي كان جدُّها واحدًا من أبرز مؤسسيها.. وعلى الرغم من كونها تنتمي إلى أرقى العائلات الفنيَّة في سوريا، إلاَّ أنّ انطلاقتها كانت منفردة، فهي تعتمد على نفسها لإبراز قدراتها.

مرح جبر، ظهرت في فترة ازدهار الدراما السورية، في واحدة من أهم العائلات الفنية في سوريا، هي ابنة الراحل محمود جبر، وخالتها الفنانة القديرة منى واصف، وأختها الفنانة المتألقة ليلى جبر، إضافة إلى والدتها وأعمامها… غابت لفترة عن الدراما السورية لتعود بشكل جديد..

عن أدوارها الأخيرة، وعن طلاقها من الكاتب عثمان جحا، والتحديات التي واجهت علاقتهما، وعن متطلبات عمرها الجديد فنيا، وعائلتها وتمنياتها، كان لقاؤنا مع الفنانة مرح جبر من سوريا، وموفدنا طارق معوش/ تصوير نصار الشامي.

كنت قريبة من خالتي منى واصف ولشدَّة حبي لها وتعلقي بها أحببت التمثيل

 أنت من عائلة ليست غريبة عن الفن، ماذا يشكل “بيت جبر” لك؟ وبم أفادتك نشأتك في هذا البيت؟

أوَّلاً، أنا أفتخر باسم العائلة الفنيَّة الكبيرة، وكوني من هذه العائلة يعني أنني خريجة معهد تمثيل، حيث عشت بأكبر مدرسة فنيَّة في سوريا، وكنت أتتلمذ على يد أبي، الفنان محمود جبر، وآخذ دروس الفن منه، ومنذ طفولتي لم أكن بعيدة وغربية عن الوسط الفني، وكنت أسمع النقاشات الَّتي تتم داخل العائلة حول الأعمال الفنيَّة، وأرى غالبًا كل الأمور الفنيَّة، وطرق التَّصوير، من خلال زياراتي المتعدًّدة إلى أماكن التَّصوير، خصوصًا مع خالتي الفنانة منى واصف، الَّتي أعتبرها “المعلًّمة الأولى”، وكنت قريبة منها كثيرًا، ولشدَّة حبي وتعلقي بها، أحببت المهنة أكثر، وكنت أحلم بأن يأتي يوم من الأيَّام لأصبح ممثلة.

الفنانة منى واصف خالتك، والفنانة هيفاء واصف والدتك، ووالدك الراحل محمود جبر، من كان له التأثير الأكبر في مرح؟

كما قلت لك، خالتي منى أعتبرها المعلمة الأولى. أضف إلى هذا، كان لكل فرد في عائلتي تأثير معين في حياتي، والعائلة كبيرة، فهي تضم أيضاً أعمامي وعمّاتي وأخوالي، فأبي مثلاً أثر فيّ كثيرا، من خلال عمله في المسرح، فقد كان محبوبا، والجمهور يصفق له بحماسة في نهاية كل مسرحية.

ورغم الشهرة الفنية التي حققتها عائلتي، لكنني أعيش حياة طبيعية، ولم تأخذني الشهرة يوما، حتى خالتي منى واصف، رغم كل قوتها وقدرتها على العمل لساعات طويلة، في المسلسل التاريخي «قريش» مثلا، فقد تشاركت معها وكان عمري حينها 26 عاما، وكان الحوار تاريخيا ومكتوبا بأسلوب شعري، فقلت لها: كيف سأحفظ دوري؟ فأجابتني: رغم خبرتي الطويلة، أحتاج إلى سبع ساعات كي أحفظ دوري في عمل تاريخي. فقلت في نفسي: إذا احتاجت منى واصف إلى سبع ساعات، فكم سأحتاج أنا؟ وهذا ما شجعني على المشاركة في العمل…

ما وجه الاختلاف بينك وبين خالتك الممثلة منى واصف إنسانيا؟

هي تثق في الآخرين في الوقت الذي لا يتوجب عليها منحهم كل هذه الثقة. أنا على عكسها حذرة، ولا أثق في أحد بشكل مطلق، كي لا أتفاجأ به إذا تغير يوماً ما.. إننا نحب أن نتصرف كذلك، وكل واحدةٍ منا لديها طريقتها الخاصة. نحن امرأتان عاطفيتان، وظلمنا كثيراً. وهي طبعاً أكثر مني، لأنها أكبر مني، إن كان بالفن أم بالحياة. أي شخص طيب القلب وقلبه كبير يؤكل حقه، إن كان في العمل أم في الحياة.

كنتِ وأختك ليلى جبر من أجمل الفنانات السوريات، وفجأة اختفيتما…

كنت أعتقد أن ليلى ستستمر في الوسط الفني أكثر مني، فهي ممثلة جيدة، وأنا كنت من معجبيها، والتنافس في ما بيننا كان جميلاً، وعندما ابتعدت أختي عن الفن شعرت بالوحدة، ولطالما شجعتها على العودة، ثم اجتمعنا في فيلم «دمشق مع حبي»، وسر علاقتي بليلى أننا شقيقتان وزميلتان، فتختلط عندنا مشاعر الأخوّة مع الزمالة والمنافسة.

في عام 2002، قدمت آخر أعمالي، وهو مسلسل «تمر حنّة»، وحينها توقفت البطولات الفردية، ولم أستوعب كثيراً ما حدث في تلك المرحلة. وفي عام 2007، بدأت مرحلة جديدة وبأسلوب أكثر جرأة، ثم اندلعت الأزمة وحاولت خلالها تلمس طريقي.

ما نعيشه من أحداث درامية جعلنا نكبر قبل الأوان

اختلفت أدوارك في السنوات الأخيرة، هل هي طبيعة المرحلة أم ماذا؟

في يومنا هذا، لم يعد هناك بطل وبطلة، كما في الأعمال الكلاسيكية، فما نعيشه من أحداث درامية، جعلنا نكبر قبل الأوان، وأصبح هناك وعي زائد، حتى الشبان والفتيات أصبح لهم مفهوم خاص عن الحب والحياة، لا يشبه مفاهيمنا السابقة.

ومن هنا كان أمامي خياران، فإما أن أبتعد عن الجو الفني كما فعل بعض أبناء جيلي، أو أن أستمر وأواكب العصر، خصوصاً أنني لم أعد تلك الفتاة الصغيرة المحبوبة، وإنما أصبحت في عمر يحتّم عليّ تعزيز مكانتي في المجتمع.
بقيت على هذه الحال خمس سنوات، وقسم من الذين كانوا معي ابتعدوا ولم يستطيعوا تأدية دور ثانٍ في أي عمل، لكنني اكتشفت في ما بعد أن الدور الثاني مهم للغاية، بحيث يحتاج إلى الخبرة وبذل المزيد من الجهود، وغالباً ما يكتنفه الغموض، على عكس الدور الأول الذي يكون في العادة دور حبيب أو محبوبة، لذا أحببت الفكرة وقررت الاستمرار في العمل.

وتطلبت عودتي تغييراً شاملاً في شكلي، لأظهر بأسلوب فني جديد، وقد خضت الكثير من التجارب حتى تمكنت من تحقيق بعض النجاح.

هل دور المرأة في الثلاثينيات والأربعينيات مظلوم في الدراما السورية؟

ليس العمر ما هو مظلوم، بل الأدوار هي المظلومة، فمثلاً لا يُحكى كثيراً في الدراما عن المرأة المطلّقة، وكذلك الحال بالنسبة إلى العمّات والخالات، أين هي تلك الشخصيات في أعمالنا اليوم؟ لماذا لا نبتعد عن تلك الشخصيات الحقيقية والموجودة بكثرة في مجتمعنا؟ فحاتم علي هو أول من أدخل هذه الشخصيات إلى الدراما، وأبرزها كان من خلال مسلسل “الفصول الأربعة”.

ماذا تبقّى من المرح في مرح جبر مع قرب احتفالك بعيد ميلادك؟

أنا اليوم لا أخجل من الاعتراف بعمري، وبأنني أصبحت في عمر (52 عاماً)، وعلى الرغم من أن شكلي قد اختلف، إنما لا أزال محتفظة بطيبتي وروحي المرحة وتواضعي، أحب أن أسير في الشوارع وسط الناس.. تَصوّر مثلاً أنني إلى الآن لم أقتنِ سيارة في حياتي، وربما ذلك تأثر بوالدي الفنان الراحل محمود جبر، الذي كان فنانا شعبيا وقريباً من الناس، فقناعتي تكمُن في راحتي، وإن الأمور لا تُقاس بالأفخم والأغلى، بل بفعل الشيء الذي يجعلني سعيدة ويشعرني بالراحة.

لا أحتاج إلى عمليات التجميل.. والزواج والطلاق قسمة ونصيب

تعترفين بأنك اليوم لا تخجلين من الاعتراف بالعمر، ولكن هناك من يرى بأنك استعجلتِ بعملية التجميل؟

كل ما قيل حول هذا الموضوع كذب في كذب ثم أنا لا أحتاج إلى عمليات تجميل. الحمد الله، دائما أقول جمال الإنسان داخلي وليس خارجيا.

بعد الإشاعات والاتهامات.. أين وصلت الأمور بينك وبين زوجك الكاتب عثمان جحا؟

بصراحة، وأعلنها عبر «الشروق العربي» أنني تطلقت، وطلاقنا كان منذ فترة، ولكننا على الرغم من الانفصال لا نزال صديقين، خاصة أن زواجنا استمر عشر سنوات، وفي النهاية، الزواج والطلاق قسمة ونصيب.

هل تفكرين لاحقاً في الزواج من جديد؟ أم إن الطلاق أصابك بعقدة؟

لست مهتمة بموضوع الزواج، لاسيما أنني طوال عمري كنت معتمدة على نفسي، بحكم أن زوجي كان متزوجاً أيضاً ولديه أبناؤه، لذلك كنت متفهمة ومقدرة لوضعه.

ماذا تعلمت من تجربتَي الزواج والطلاق؟

كلتاهما تجربة جديدة في حد ذاتها.. فالزواج جميل، خاصة عندما يكون الطرف الآخر متفهّما لطبيعة عمل زوجته، ولا أنسى الذكريات الجميلة التي قضيناها معا، وأذكر أنني كنت في سن الـ40، وكان حينها والدي قد توفي، كما أن الأزمة في سوريا قد بدأت، وكنت حينها أصور سباعية، والتقيت عثمان جحا وتعرفت إليه.. ذلك الرجل الرّائق الهادئ، الذي استطاع أن يحتويني في مرحلة كنت فيها مضطربة ومُتعَبة وخائفة.

ما رأيك في الفنانين الذين يتزوجون ثانيةً؟

منذ صغري وأنا أعرف أنني سأتزوج في سن متقدمة، فمن خلال ما كنت أشاهده، لم أرغب في الزواج المبكر لما يسببه للمرأة من معاناة، خاصة في ظل تجربة أمي وأبي في الزواج الناجح، الذي استمر رغم أنهما من الوسط الفني، بخلاف الكثير من الفنانين الكبار الذين وصلوا إلى الطلاق، وهذا يحزنني كثيراً، فرغم الأوضاع الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الصعبة التي نمر بها كعائلة، بقي الحب بيننا كبيراً، وكما قلت لك سابقا، يبقى الزواج والطلاق قسمة ونصيبا..

 أحب المرحلة العمرية التي أعيشها.. وسعيدة الآن لكوني متنوعة بأدواري

كان لك حضورك الآسر في بداية انطلاقتك الفنية، ولا أنسى عملك «جواهر»، أيهما أجمل بالنسبة إليك فنيا، أيام زمان أم الآن؟

الحياة تتطور وتحمل لك المفاجآت. وأنا سعيدة الآن لكوني متنوعة بأدواري، حيث أقدم دور الأم والعمّة والخالة، هذا إضافة إلى دور الحبيبة، الذي كنت في السابق محصورة فيه، وهو لا يحتاج إلى جهد لأقدمه ولم يكن يتطلب مني أي طاقة، غير أن أتعامل مع الحبيب، إنما الآن أبذل مجهوداً أكبر في كل دور أجسده.

وعلى الصعيد الحياتي؟

أيضاً سعيدة بنفسي وحياتي الآن، ذلك لأني في السابق كنت صغيرة، والصغير في حياته يتعذب؛ لأن المطلوب منه يفوق طاقته، وأنا بطبعي حساسة ورقيقة، وأحاول من صغري أن أحمي نفسي. فالنجم بقدر ما يكون هناك أناس يحبونه، أيضاً هناك من يحاولون إيذاءه.

ماذا تقولين عن مشاركتك مع نجوم مسلسل «عندما تشيخ الذئاب»: مع عابد فهد وسلوم حداد وهيا مرعشلي؟

علاقتي بهم جميلة، ونحن نحترم تاريخ بعضنا، ولكل منا مكانته وجمهوره، حسب الجيل الذي ينتمي إليه، وقد أثبتت التجارب أنه لا يستطيع أن يجلس فنان مكان آخر، كما أن من واجبي أن أجتهد وأعمل لأظل محافظة على مكاني، وأكون قد افتعلت خيانة في حق نفسي لو تركت مكاني وتنازلت وقللت من شأن مرح جبر الفنانة.

سبق أن قدمت شخصيات كوميدية عدة، لكن، ما أحب تلك الشخصيات إلى مرح جبر؟

سبق لي أن قدمت عددا من الأدوار الكوميدية، بحيث لعبت دور الموظفة في مسلسل «يوميات مدير عام»، وقدمت شخصية تشبه شخصية أبي في مسلسل «رومانتيكا»، حيث ارتديت لباسا رجاليا ووضعت شعرا مستعارا، كما أضفيت شيئاً من روح والدي على تلك الشخصية، حتى إنهم كانوا ينادونني أثناء التصوير بـ«الأستاذ محمود»، كذلك شاركت في مسلسل «وعدتني يا رفيقي» بدور الأم التي تحب مهنة «كش الحمام»، كانت شخصية فانتازية لكنها جميلة.

على أي أساس تقومين بانتقاء أدوارك؟

أسعى من خلال انتقائي للأدوار على احترام عقول المشاهدين، أي اختيار الموضوع الذي يتم تناوله في العمل وآلية معالجته والطريقة التي سيُقدم من خلالها للجمهور. وفي ما سبق، عندما كنت أجد موضوعا صادما، أبتعد عن العمل، ولكن عندما استوعبت هذه المرحلة، سعيت لتقديمها وفق مفهومي للأمور. وأسعى حاليا لانتقاء الأدوار التي تناسبني، فأنا أحب المرحلة العمرية التي أعيشها، ولذلك أجسّد دور الخطّابة، العمة، المطلقة، الأم، الأرملة.. فهي مرحلة في حاجة إلى تسليط الضوء عليها وعلى همومها ومشكلاتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!