-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المدينة الرومانية في تيبازة

كنز تاريخي وسياحي يقاوم النسيان

الشروق أونلاين
  • 2900
  • 4
كنز تاريخي وسياحي يقاوم النسيان

المدينة الرومانية بولاية تيبازة او ما يسمى “رومانا” من كنوز الجزائر التاريخية، تروي حقبات من الزمن على جدرانها وحجارتها وتلك الممرات القديمة والآثار التي صنفت ضمن الموروث العالمي من طرف اليونيسكو سنة 1982، تحاول الجزائر بكل القوانين حمايتها من الدمار وترقية ما بقي منها إلى غاية اليوم .

تمتد المدينة الأثرية على مساحة 46 هكتارا تقريبا، محاطة بسور طوله 2200 متر هو في الحقيقة ما تم اكتشافه في المنطقة التي يعتقد الباحثون ان اغلب الآثار وأهمها لا تزال مدفونة تحت الأرض وتحت غابات الزيتون، وحتى المدينة العمرانية اليوم مبنية كلها فوق كنز تاريخي لا يزال مجهولا تحت الرواسب على طول الشارع الذي يربط المتحف إلى الحديقة الأثرية على عمق أربعة أقدام تحت مستوى الأرض..

المنطقة الأثرية عبارة عن أنقاض تتكون من منطقتين كبيرتين. الأولى تقع عند مدخل المدينة الحديثة خارج الأسوار، وهي مقبرة كبيرة لبازيليك القديس. والثانية هي الحديقة الأثرية، التي تقع على المشارف الغربية للمدينة الحديثة، التي تشمل معظم المعالم المكشوفة وميناء ومتحف.

وتعني كلمة تيبازا “الممر” او منطقة العبور، حيث  كانت معبرا بين الجزائر “ايكزيوم” وشرشال “ايول” استعمرها الرومان في القرن الرابع ميلادي بعد ان كانت مستعمرة فينيقية، غير أن الآثار الرومانية والاكتشافات والرموز بينت أن الرومانيين عاشوا واستوطنوا فيها وأقاموا طقوسهم وتجارتهم وحياتهم المبنية على الروح الدينية التي تظهر في كل الآثار كالمعابد والكنائس وحسب عمال الحظيرة المحمية فإنهم عثروا على أوان فخارية ومعدنية كانت مخصصة لوضع دماء الأضاخي والقرابين التي تقدم للإله .

المدينة حسب المعلومات التي استقيناها بنيت فوق ثلاث تلال صغيرة متقابلة تطل على البحر، وكانت البيوت السكنية قد انشئت في  التلة الوسطى، ولكن لم تبق لها آثار. وهناك آثار باقية لثلاث كنائس هي: البازيليكا الكبرى وبازيليكا إسكندر في التلة الغربية وبازيليكا القديسة صالصا في التلة الشرقية..

أستخدمت البازيليكا الكبرى لقرون كمقلع للحجارة ولكن مخططها الذي قسم إلى سبعة أجنحة لايزال ظاهرا للعيان. وقد اكتشف تحتها مقابر نحتت من الصخر الصلب من بينها قبر دائري قطره 60 قدما يسع لـ24 كفنا. أما بازيليكا القديسة سالسا فما زالت تحوي الفسيفساء وقد اكتشفها ستيفن غزل وتتكون من الصحن الرئيسي والجناحين. ويوجد في تيبازا كذلك متحف يضم الكثير من الآثار رغم صغره..

كان يحيط بالمدينة سور كبير، ويحيط بهذه المدينة 37 مركز حراسة، حيث يتم حراستها على مدار الساعة، خوفا من أي غزو. ولكن الطبيعة كانت قاسية، حيث دمرت هذا السور العظيم، وأكلت المدينة، وغرق تحت البحر جزء منها، ولم يتم البحث تحت المياه عن هذه المدينة الغارقة، لأن العملية تحتاج للكثير من البعثات العلمية.

المعبد الروماني

يتكون المعبد الروماني حسب الأبحاث من قبو مغلق، مربع الزوايا، يتقدمه مدخل مفتوح يتم الوصول إليه عبر درجات، يحوي المعبد تمثال الإله المقدس، ويكون موضعه القبو لا يدخله سوى الرهبان. فتيبازا تحتوي على معبدين، المعبد الجديد وأنشئ نهاية  القرن الثاني والثالث للميلاد، يفتح بثلاث أروقة تحد الديكومانوس وتتقدم الأدراج ساحة تؤدي إلى القبو.

أما المعبد المجهول الموجود عند مدخل المدينة يظهر على شكل سور محصن تفصله أعمدة وعلى الواجهة تنفتح بثلاثة أبواب تطل على الساحة وفي أسفل الساحة توجد درجات تؤدي إلى القبو.

المدرج وهو أكبر المباني الأثرية، طوله حوالي 80 مترا، لديه مدخلان رئيسيان وثلاثة مداخل ثانوية، كان حلبة لصراع الأسود والعروض .

البازيليك وهي شبيهة بالمحكمة المدنية وقرابة الواجهة البحرية تمتد بيوت الجدرانيات عبارة عن أعمدة صخرية كبيرة وهي كل ما تبقى من أفخم القصور الرومانية. اما الحمامات والمسرح والممرات فهي منشآت اثرية عملاقة تروي تفاصيل عن حياة الرومان في المنطقة، فالحمامات اندثرت تقريبا من الموقع الأثري ويرجح أنها انهارت بسبب زلزال قوي، لكن هناك آثارا واضحة لمختلف القاعات الساخنة والأحواض. وهناك مواقع اثرية عبارة عن أسقف صخرية تحتوي أقبية وحجرات صغيرة، ونظرا لخطر الانهيار كتب عليها ممنوع الدخول .

يقول حراس المدينة أن الموقع يستقطب الكثير من السياح الأجانب، حيث صادفنا سياحا من الصين ومن ايطاليا وفرنسيين ومن المانيا يهتمون بالمعالم الأثرية. في حين يشن حراس المدينة حملة مطاردة ضد كل الأشخاص الذين يتخذون من المدينة الرومانية والآثار مكانا للممارسات غير الأخلاقية كالسكر وتعاطي المخدرات والتصرفات غير اللائقة كاتخاذ الأعمدة والجدران مكانا للجلوس والكتابة وتدوين “القصص الغرامية” وكتابة الأسماء والنحت عليها بالحجارة وهو ما يسيئ لقيمة الاثار التي هي في الحقيقة كنوز لا تقدر بثمن. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • abdou

    salem,
    le prix de ticket d’entre n'est pas a la porte de tout le monde.
    le nombre des visiteur (famille, enfants et camarades) est entrain de se diminuer
    il faut revissée le prix de ces tickets.
    by

  • nnnnnn

    salam hata el atar ou disparu fi had el bled Alah yahdi had el hokam

  • ali_candan

    السلام عليكم اخي هناك أخطاء تاريخية في المقال أهمها فيما يخص الوجود الروماني بتيبازة لأنك قلت القرن 4 ميلادي رغم انه يرجع لأقدم من ذلك لكن التاريخ الأصح هو بداية القرن الأول ميلادي

  • جزائري حر

    ما عليش صبروا رواحكم الميزانية عوض ان تصرف على مثل هذه المواقع التاريخية و السياحية أخذتهم ماجدة الرومي و امثالها